facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العيسوية


د. حازم قشوع
12-02-2023 02:26 PM

"العيسوية" .. قرية مقدسية يسكنها الاشراف ويعود نسبهم لاحفاد الخليفة الهاشمي علي بن ابي طالب والسيدة فاطمة الزهراء، وهي قرية محاطة بعرب الكعابنة في العيزرية وبقرية عناتا وشعفاط المقدسية كما يقال إن تسمية العيسوية يعود للسلطان عيسى ابن السلطان صلاح الدين الايوبي، وفي رواية اخرى ان تسمية هذه القرية يعود لسيدنا عيسى المسيح عليه السلام، وان كانت هذه القرى جمعيها في هلال بيت المقدس تعتبر من قرى بني حسن في معظمها وهم اللذين سكنوها منذ الفتح الاول بعد العهدة العمرية وهو الفتح الذي جاء من عجلون بينما جاء الفتح الثاني اليها من الكرك .

تعرف قرية العيسوية بانها جبهة النضال التي لا تهدأ كما تعرف بانها شعلة القدس المتجددة التي لا تنضب، فلقد شكلت على مر التاريخ النضالي مركز التحرر للقدس ومنطلق التحرير في التاريخ النضالي لفلسطين، حيث قدمت العيسوية من اجل هذه المنطلقات القيمة والنضالات التاريخية الكثير من المناضلين فمنهم من اعتقل واخرين تبعوا قافلة الشهداء الطويلة والتي كان اخر من وقف فيها صاحب عمليه القدس البطولية الاخيرة الشاب الثلاثيني الشهيد حسين قراقع وهي العملية التي قتل فيها مستوطنين اثنين اضافة الى ستة جرحى والتي جاءت ردا على تصريحات بن غفير العنصرية وآلة الحربة العسكرية التي تحدث فيها عن تهويد القدس واسرلة الضفة وقيام حكومته التطرف والعنصرية باعدام خمس مناضلين في اريحا الفلسطينية فكان الرد من العيسوية .

وهي ليست المرة الاولى التي ترد فيها القدس على الاحتلال الاسرائيلي خلال الاشهر الاخيرة، فلقد ردت القدس على جور الاحتلال عندما حاول النيل من كتائب جنين كما ردت القدس من قبلها على الاحتلال عندما اشتبكت قوات الامن الداخلي بقيادة بن غفير مع عرين الاسود في نابلس وها هي عيسوية القدس ترد من جديد رد موجع على قوى التطرف والغلو وارهاب الدولة الذي مارسته آلة الحرب الاسرائيلية ما حدا بأريحا والذي تقوم به سلطاتها باجراءات قمعية وعمليات تجريف وعقوبات جماعية لتؤكد بذلك صلابة الشعب الفلسطيني على مواصلة مسيرته النضالية حتى جلاء الاحتلال والاستقلال .

وبهذه الرسالة الواضحة والصريحة تقول القدس كما تقول كل المدن الفلسطينية بان هذه المدن لن تكون الا عربية ولن تنال آلة الحرب الاسرائيلي من ارادة الصمود وصدق العزيمة التي قدم عبرها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام وهو يؤكد أن لا حل إلا حل الاعتراف بالحقوق المشروعة ولا استقرار الا برضوخ الاحتلال الاسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية واذعان سلطاته للقانون الدولي فان التطرف لن يولد الا تطرف ولا يوجد حل يحقق الامن والامان للشعب الاسرائيلي الا بطاولة المفاوضات وبغير ذلك لن تنعم المنطقة بالامن والاستقرار مهما حاولت اجندة نتنياهو الالتفاف على الحقوق الفلسطينية بسياسية تطبيعية مع الانظمة العربية .

فالنظام العربي لن يبتعد عن مركزية قضيته ولن يجعلها تخضع للمساومة كونها تشكل عقيدة سياسية وانسانية، ولن يبتعد النظام العربي عن مقدساته كونها دينية وثقافية مهما تم استخدام سياسيات تقوم على الترغيب والترهيب، وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال حالة الالتفاف العربي حول فلسطين القضية وحول مركزها النابض الذي تشكل عنوانه القدس بوصايتها الهاشمية ومكانتها العربية بدورها الموحد.

ولعل اجتماع جامعة الدول العربية حول القدس يشكل اكبر رد على كل المحاولات التي ارادت ان تعزل الشعب الفلسطيني عن محتواه العربي عبر نماذج تطبيعية كما حاولت ابعاد القدس عن محتواها المركزي بتصفية سياسية ليأتي انعقاد هذا المؤتمر ليجيب على كل الاسئلة بعد تحرك اردني قاده الملك عبدالله الثاني الذي بدأ جولته لكندا وللولايات المتحدة من العاصمة القطرية التي بدورها ترأست هذا المؤتمر، والذي ينعقد من اجل عروبة القدس ودعم الشعب الفلسطيني سياسيا وماليا وهي الرسالة التي تؤكد على ثابت ان هذه الامة لن تكون بوصلتها السياسية الا مقدسية انتصارا للتضحيات الاردنية والعربية في باب الواد واللطرون والعيزرية والتي يستمر بتقديمها ابطال العيسوية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :