facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عام على الحرب الروسية الاوكرانية


د.علي خريسات
23-02-2023 10:02 AM

منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، والعلاقة بين روسيا وأوكرانيا تشهد أزمات متتالية والتدخل الغربي كان واضح في كل ازمة تخلق، دوما الاصابع تشار الى الغرب، هنا نطرح الكثير من الاسئلة لماذا الغرب يستغل الساحة الأوكرانية، وكيف يؤجج الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟.

هنا نعود الى الماضي ونستذكر ما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي لم يتوقف الغرب عن محاولات تطويق روسيا الاتحادية، لا بل لم تتوقف ايضا عن محاولاتها لتفكيك روسيا نفسها خلافاً لكل التعهدات الأميركية الغربية للسوفيات، توسَّعَ حلف الناتو شرقاً وضمَ دولاً من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، بالإضافة إلى جمهوريات حلف وارسو السابقة.

وهذا ما يؤكد النيّة المبيته ضدّ روسيا، هنا نستذكر ما حصل في العام 2000 حين سأل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأميركي بيل كلينتون عن موقف أميركا إزاء طلب روسيا الانضمام إلى الناتو، "ولكن لم يأتِ الردّ".

ولم يكن الإعلان عن خطة ضمّ أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، وإعلان كييف نيتها امتلاك سلاح نووي، سوى خطوات كبيرة باتجاه الهدف الأكبر، وهو محاصرة روسيا يدور الصراع بين روسيا وأوكرانيا حول عدة ملفات، بعضها كان نتاجاً طبيعياً لتفكك الاتحاد السوفياتي وكانت تتم معالجته بين الدولتين. لكن بعضها الآخر، الأهم والأخطر، كان نتاج سعي غربي ، لاستخدام أوكرانيا ضدّ روسيا.

أبرز تلك الملفات التي يتم الحديث عنها حول الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، محاولة انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي (الناتو)، وكذلك محاولة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ذلك أيضا الوضع في إقليم الدونباس وإعلان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك استقلالهما، واستعادة روسيا لشبه جزيرة القرم من أهم وأخطر الاسباب هي الانضمام إلى الناتو والشراكة مع الاتحاد الأوروبي وامتلاك النووي التي بدات فعليا في عام 2014، ومن خلال عدة أمور اقتصادية وسياسية وعسكرية واجتماعية، وحتى دينية تتعلق بانفصال الكنيسة الأرثوذوكسية الأوكرانية عن مرجعيتها الروسية والجميع يعلم أن أوكرانيا ليست مجرد دولة مجاورة لروسيا، دوما ما كانت روسيا تذكر بهذا الامر وانها جزء لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها والصلات الدم والروابط العائلية بين الروس والأوكرانيين، قبل أن تتأسس جمهورية أوكرانيا على يدّ البلاشفة.

تتجه الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2023 إلى مسارات جديدة وهذا الامر يتعلق بالتوجه الروسي الراهن، ولا بد من استمرار الخيار العسكري، لا يوجد ما يلوح في الأفق بأي خيار تفاوضي، رغم الضرر الاقتصادي والاستراتيجي مما يؤكد أن دول حلف الناتو والولايات المتحدة - وبرغم تضررها الكبير اقتصاديا واستراتيجيا - إلا أن كل أطراف المعادلة السياسية ما زالوا في مواقعهم، ولم يقدموا أية مؤشرات يمكن أن تشير إلى التوصل لنقطة توازن حقيقية قد تؤدي إلى بدء التفاوض فالجانب الروسي ما زال متأثرا بالمشهد السياسي الداخلي الأمر الذي انعكس علي إدارة المشهد العسكري، وعلي سير العمليات الراهنة، والتي يخطط لها الجيش الروسي في الفترة المقبلة حيث طلب الرئيس بوتين من قادة العمليات الإعداد للانتقال إلى (الخطة باء)، أي المرحلة التالية من المواجهة، وقد اكد بوتين في أخر ظهور له أن لا مجال للتراجع، وأننا لن نهزم في أرض الميدان مهما كلف الامر في ظل الدعم الغربي المتواصل لاوكرانيا من أجل هزيمة روسيا.

على الصعيد الاقتصادي ، شهد الاقتصاد العالمي عددًا من الأزمات خلال عام 2022 بداية من الصراع الروسي الأوكراني، وتوتر العلاقات ما بين الصين وأمريكا، وما بين الصين وتايوان، حيث تسببت تلك التوترات العالمية بين الدول الكبرى في تعرض النشاط الاقتصادي العالمي إلى تباطؤ واسع وملحوظ في النمو العالمي خلال عام 2022، وكذلك ارتفاع مستويات التضخم، فالاقتصاد الروسي واجه العديد من التحديات نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المشددة على روسيا، حيث يعتمد الاقتصاد الروسي على عائدات النفط والغاز بشكل رئيسي، ويوجه الجزء الأكبر من صادرات الطاقة الروسية إلى الاتحاد الأوروبي، وقد ازدادت حدة الخلاف بين روسيا والاتحاد الأوروبي بثبات روسيا على موقفها ومعاملة بالمثل في إمداد الاتحاد الأوروبي بمصادر الطاقة اللازمة له.

وتلقى الاقتصاد الروسي على مدى 10 أشهر كاملة منذ اندلاع الحرب أكثر من ستة آلاف عقوبة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والبنكية والعسكرية والعلمية، وبعد فرض روسيا سعر برميل النفط حد 60 دولار كان من المتوقع انخفاض الانتاج بواقع مليون برميل يوميًا إلا أن روسيا وجدت منافذ لتصريف نفطها في الصين والهند وتركيا لتصبح هذه الدول من أكبر مستوردي النفط الروسي في الوقت الحالي، كذلك استطاعت روسيا من عقد اتفاقيات مع الصين والهند ودول أخرى حيث تكون التجارة بالعملات المحلية من أجل تجنب استخدام الدولار الاميركي، وبالتالي التطرق نحو تعزيز قيمة الروبل وتقليل الاحتياج للدولار، وقامت روسيا بفرض حظر على تصدير أكثر من 200 منتج بما في ذلك الاتصالات والمعدات الطبية والسيارات والزراعية والكهربائية الى الدولة المنفذة للعقوبات .

ونتيجة لهذه التحديات جعلت روسيا تتجه مؤخرًا نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بدأت عملية استهداف إقامة مصالح وشراكات واستثمارات موسعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعتبر سوريا أهم حليف استراتيجي لروسيا في المنطقة منذ أكثر من ستين عاماً، وتدير من خلالها جزءاً مهماً من سياستها الخارجية والاقتصادية في الشرق الأوسط، حيث تمثل سوريا قاعدة مهمة للمصالح الاقتصادية والعسكرية الروسية، رغبة الشرق الاوسط في الانسلاخ عن الجسم الامريكي جعل الطريق مهددة اكثر لروسيا في الاستثمار فيها وفي عدة مجالات في عدة دول سوريا والعراق ومصر، اخرها الشراكة مع السعودية والامارات أوبك بلس واتخاذ الشرق الأوسط وسيلة لإيصال الطاقة، وايضا تسهيل العمل التركي بتنفيذ مشروع السيل التركي، الذي يتكون من خطين يخصص الأول لنقل الغاز إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وكذلك فمن المتوقع انخفاض الإنتاج الروسي ومعدل النمو الاقتصادي مع استمرار الحرب مع أوكرانيا، ولكن سيستمر في الصمود بشكل أقوى عام 2023 لاسيما في ظل وجود دول مستوردة للنفط الروسي بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي، والاتفاق على استخدام العملات المحلية في التجارة البينية مع عدد من الدول مما سيساعد في صمود الميزان التجاري الروسي، وسيكون أغلب التركيز في الفترة القادمة على جانب الأمن والدفاع مما سيؤثر قليلًا على موازنة الدولة وحجم الاستثمارات الداخلة والخارجة.

وفي نهاية الحديث الحرب مستمرة الى حين أن تأمن روسيا حدودها، وتضع حد لفيروس الغرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :