facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشروع للأراضي المقدسة


د. حازم قشوع
04-03-2023 11:31 AM

إذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ترفض شرعنة الاحتلال الاسرائيلي للقدس والضفة، ولا تؤيد بالمقابل اعلان دولة فلسطينية بالمحصلة ، على الرغم من دعمها لمشروع حل الدولتين، كما ترفض واشنطن برنامج عمل الحكومة الاسرائيلية بحلتها الحالية التي تقوم على الاثنية الدينية، مع انها تؤيد مشروع اسرائيل الدولة اليهودية، الامر الذي يجعل من مواقفها محط تساؤل عند اغلب السياسيين وكما يجعل من سياساتها عنوان لأسئلة تحتاج لاجابة واضحة مفادها يقف عند عنوان ما الذي تبعث عنه واشنطن بالمحصلة !.

وللاجابة عن هذه الاسئلة والوقوف عند علامة التعجب من واقع هذه الاستفسارات، فإن البحث لا بد ان يأخذ منحى تحليلي استراتيجي ولا يقوم على نظرة وصفية انطباعية تأتي من واقع جملة خبرية مشاهدة، وهو ما يستوجب تحديد الاهداف الكامنة والبحث عن الغايات المبيتة التي تريد واشنطن الوصول اليها وتستهدفها كغاية، وهو البحث الذي يجب ألا يقف عند الوسيلة او يدور عند الالية التي تظهرها مشاهد العمل او تبرزها ردات الفعل عند هذا الطرف أو ذاك، هذا لأن البحث يستهدف المحركة الرئيس ولا يقوم على استعراض السياسات التي تريدها الاطراف المشاركة او المتداخلة التي تعتبر ادوات متحركة في الصورة الظاهرة وهو التحليل الذي سيمكن الباحث من الوصول لاستخلاص موصول لنتيجة تقديرية .

وفي ظل تغير السياسات التي طرأت على طبيعة المشهد العام من حالة كانت تقوم على سياسية تفاوضية الى اطر باتت تستند لايقاع المنظومة الامنية والمراكز العسكرية وهو ما يعد جملة واقعية يمكن الانطلاق منها لتكوين نتيجة تيجب على السؤال المهم ما الذي تريده واشنطن من وراء حالة عدم الاستقرار التي اشتعلت منذ ان تسلمت سلطة بيت القرار بعد الحرب العالمية الثانية؟.

إن تغير ادوات التواصل من مفاوضات سياسية الى قواعد عسكرية ومن قنوات دبلوماسية الى توافقات امنية يجعل من درجة الاستهداف تصبح مغايرة وميزان الامر متغير بالواقع العام، وكما درجة الايقاع وسياسات التعاطي مع المنطقة تصبح مغايرة من حالة كانت تولد بؤرة للاشعال الى منطقة يراد لها ان تصبح مركز تصالح وعنوان وئام.

وهذا يأتي منسجم مع التغيرات التي طرات على المواقع الجيواستراتيجية والمنازل الجيوسياسية الاقليمية، اضافة لحواضن اخرى فرضتها حاجة الاطراف المشاركو بعضها لبعض، كما بينتها الدول المتداخلة من واقع حاجتها للمساعدة نتيجة الازمات الاقتصادية التي مازالت تلازم مجتمعاتها والحالة الامنية الناتجة من واقع المشهد الاقليمي المأزوم الامر الذي يستدعي تعزيز مناخات الامن والاستقرار ودعم مسارات التنمية الاقليمية .

وأما المستجد فإنه بدأ بالتكوين عندما شرعت الولايات المتحدة بانشاء مراكز عسكرية بالاردن حيث الضفة الشرقية من النهر المقدس واعلنت عن البدء ببناء قواعد عسكرية ثلاث بالضفة الغربية، وكما تظهر بسياق متصل بناء مركز رئيس للقيادة المركزية بالاراضي الاسرائيلية للسيطرة على القوة الاستراتيجية هناك وتعمل بتقليم الحالة السياسية بالداخل الاسرائيلي بهدف خلق واقع جديد يكون منسجم مع الحالة التي تريدها، وهو الواقع الذي جعلها ترسم محددات جيوسياسية جديدة تقوم على جغرافيا سياسية متصلة ان لم تكن موحدة بالمضمون كما بالسياق العام، وهو ما يجعلها تقوم بدور الراعي والضامن بالمرجعية الامنية وليس بالاطار السياسي فحسب، وهذا ما ينعكس على امن المنطقة ومجتمعاتها الامر الذي يجعل من هذه الجملة تشكل مستجدا بحد ذاتها بحيث تقوم منظومة العمل العسكرية الامريكية بإستقطاب وتجهيز قوات خاصة من هذه المجتمعات كما من بقية المجتمعات التي تدور بفلك المنظومة العسكرية للولايات المتحدة وهو ما يجعلها ترسي معالم الوحدة الامنية والعسكرية وتحدد حدود للجغرافيا السياسية التي يراد تكوينها وكذلك ترسيم حدودها وبيان ضوابضها باطار جغرافية الاراضي المقدسة .

وهي بذلك انما ترسل رسائل يمكن البناء عليها للمشهد القادم، لاسيما وقد بدأت بياناتها تعطي اجابات واضحة تجيب بشكل ضمني على كل الاسئلة والاستفسارات التي كانت تدور باذهان الكثير من المتابعين والتي كان حال لسانها يدور حول تساؤل مستقبل المنطقة! وعن ماهية الجملة التي يراد ترتيبها بعدما فشلت كل المبادرات السابقة التي ذهبت باتجاه البحث عن حلول سياسية لحل عقدة الصراع في المنطقة والتي عليها تتكئ معادلة الامن والاستقرار كما عليها تعتمد انشاء الاطار الاقليمي لقوى للاعتدال بعدما تم قام التيار المناوئ الروسي الصيني الايراني بتحديد جملته تعاطيه وتعميد مراكز نفوذه .

وبهذا تكون الاجابة قد جاءت من خبر واضح يحمل بيان وليس عبر مبتدأ يحوي عنوان، وهو ما يجعل من طبيعة التحرك بالمشهد العام محط تجاذبات داخلية بين المشاركين تسمح للجميع بالدخول بالتفاصيل بحيث لا نقف عند قراءة الاحداث من ابواب العناوين الامر الذي سيقود المشهد العام بالدخول في معمة اشتباكات امنية واخرى سياسية وقد يطرأ عليه تغيرات وتبديلات بالمراكز السياسية حتى يستقيم مفتاح الدخول للمشهد القادم .

فاذا كان حال المبتدأ مقبول كما يصف ذلك بعض المحللين ومركز بيت القرار الاقليمي الامني والعسكري اخذ بالتشكيل في اطار جغرافيا (كونفدرالية الاراضي المقدسة) فإن التفاوض حول مفردات القرار لابد ان تكون واضحة ومبينة للجميع بالتفصيل كما يبينها واقع التحليل حتى لا يتم استخدام كرت المرجعية الراعية لاتخاذه في القرار المفصلي .

وحتى تكون القرارات مبينة على اسس توافقية وتكون هرمية العنوان تحمل سمة التوافق وقاعدة الدخول تحمل حالة واسعة قادرة على بسط عناوينها، فان ذلك يستدعي تدعيمه بأوتاد أمنية واخرى مالية وهو ما تم صياغته من خلال المرجعية الواحدة الامنية والعسكرية اضافة لاخرى مالية قامت على تشييدها شركة (شيفرن الامريكية) التي اخذت العنوان الأوحد للسيطرة على غاز شرقي المتوسط بما فيها الابار المتاخمة لغزة ، الامر الذي جعل من مقومات هذا المشروع ومحركاته قائمة وتنتظر القرار السياسي للبيان.

فإذا كان مشروع الاراضي المقدسة قيد التنفيذ اخذ بالتكوين، فإن طبيعة المشاركة بالمشاريع الابراهمية وبرنامج مؤتمرات النقب تصبح هامشية وليست مسألة اساسية ، هذا لان مركز العمل قيد التشكيل سيحرص بالمحصلة على استقطاب حواضن الاستجابة بطريقة اخرى لتوسيع قاعدة العمل من ناحية امنية وعسكرية حتى لا يتم تسجيل هذا الاستقطاب لطرف دون آخر، وهو احد الاشتراطات الضرورية لنجاح المشروع الذي يقوم من اجل المنطقة وليس من اجل هضم اسرائيل بثوبها الدخيل، وهو ما يستوجب على قيادة تل لبيب اعادة صياغة ثوب التأهيل من اجل مشاركة الجميع وتنفيذ مشروع العمل كما يتحدث الكثير من السياسيين والامنيين والذي كان اخرهم يوفال ديسكن مدير الشاباك السابق .

إن مستلزمات تطبيق مثلث الكونفدرالية تعنى بالمحلصة رفع العلم الهاشمي فوق القدس والاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى يتكون الشكل العام لمنظومة العمل التي ستقوم عليها الكونفدرالية واعطاء بالمحصلة ارضية طبيعية للمجتمع الاسرائيلي لينخرط بدوره الطبيعي بين مجتمعات المنطقة وبناء مركز لقوى الاعتدال السياسي مركزه عمان وهو الجملة الاساسية التي يقوم عليها المشروع، اضافة لارساء مشاريع اقليمية تشاركية اقليمية تعطي زخم الحضور للولايات المتحدة بتشكلها مركزها الرئيس في المنطقة.

فمن الأصح ان يحرص الجميع على تقديم مشروع العمل وليس بتقديم جزء من المعادلة الكلية التي يراد تحقيقها ضمن مسألة جوهرية تقوم على تعزيز عامل الثقة بين الاطراف المشاركة، بعدما بددت عمليات التسويف والمماطلة كل حواضنها حتى تتكون بالمحصلة حالة يمكن البناء عليها وتنفيذ المشروع الذي يراد ترسيمه وينال المشاركين بالمحصلة ما ينشدون تحقيقه عبر معادلة "الكل رابح -رابح" ، فهل سيرى مشروع الاراضي المقدسة عناوين الاستجابة من متغيرات مشهد يطال البنية التحية السياسية في اسرائيل، ويتم البدء بصياغتة الامنية في النقب 3 ؟، هذا ما سيجيب عنه بيت القرار السياسي في المستقبل المنظور ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :