facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف ساهمت علاقة السماعين بالمجالي في استقرار الأردن


م. وائل سامي السماعين
05-03-2023 10:22 AM

والدي رحمه الله عليه، لم يخفي عشقه للأردن، من خلال عمله، في واحد من اهم أجهزة الامن والاستخبارات في خمسينات القرن الماضي في الأردن وهو القسم السياسي ، الذي كان حائط الصد المنيع ، للعديد من المؤامرات العاتيات الداخلية والخارجية ، وكان عشقه للأردن هو اجمل إحساس لديه ، كما يستنتج القارئ من كتاب مذكراته" مذكرات ضابط اردني خفايا واسرار" .

فكما ذكر الوالد رحمه الله عليه في الصفحة 86 ، في كتاب مذكراته ، لقد شهد مطلع خمسينات القرن العشرين صعودا متناميا وكبيرا في الفكر الشيوعي والقومي ، وكان من الطبيعي ان ينشط الشباب المتعلم في الحراك السياسي والاجتماعي ........الخ .

لقد كانت الأوضاع صعبة في الأردن في تلك الفترة نتيجة التدخل المصري والسوري في الشؤون الداخلية في الأردن ، لاسيما في دعمهما للأشخاص الذين كانوا يحملون الأفكار الشيوعية والبعثية على حد سواء . وخوفا من القيام بحركات تزعزع الامن والاستقرار او يؤدي الى قلب نظام الحكم في البلاد، تم تأسيس القسم السياسي في منتصف عام 1957 م ، وقد امر بتشكيله المشير حابس المجالي ، عندما تقلد منصب القائد العام للجيش العربي ، حتى يكون هذا القسم هو احد اهم الأجهزة الأمنية الموثوقة للسيطرة على الجيش بشكل خاص والأردن بشكل عام. وقد كان من الطبيعي ان ينتخب لمثل هذا القسم الأشخاص الموثقون والمقربون، وحيث انني قمت بواجباتي على أحسن وجه اثناء تنقلاتي في وحدات الجيش العربي، وبسبب العلاقة الحميمة التي كان يرتبط بها عمي المحامي سليم السماعين مع الشيخ رفيفان المجالي والد حابس المجالي، ورغبة من حابس المجالي، تم تعيني في القسم السياسي مساعدا لرئيس القسم عام 1957.

وقد كانت الأهداف الأساسية لنا في القسم السياسي المحافظة على امرين

1- المحافظة على امن الأردن ومكافحة المتآمرين

2- المحافظة على النظام الملكي في الأردن وحمايته

فكما قال الوالد رحمه الله ، ان الحس الوطني او الروح الوطنية هي التي كانت وراء تعريب الجيش العربي الأردني ، فقد ذكر في صفحة 84 "كان اغلب قيادات الجيش قبل قرار تعريب قيادة الجيش الأردني عام 1956 من الضباط البريطانيين ، وكنت انظر الى هؤلاء الضباط البريطانيين كمستعمرين لنا ، لذا كان يوجد لدينا الإحساس والشعور العام بضرورة التعريب ، فكل من لديه الروح الوطنية كان يشعر بذلك ، وبقرار شجاع من الملك حسين رحمه الله تم الاستغناء عن خدمات كلوب باشا .

وببساطة التحليل والشرح ، فتعريف الروح الوطنية او الحس الوطني، هو وضع مصالح الأردن فوق كل المصالح الشخصية ، او العائلية او تلك المصالح العابرة للحدود او غيرها مهما كانت ، فالأردن أولا ، والإخلاص والتفاني في العمل ، هو تعبير حقيقي عن حبنا للأردن كل في مجاله. لم يكن الحس الوطني ابدا يؤدي الى كراهية الأخر ، بل كان وقود الدفاع عن الوجود والقيم الأردنية الراقية، التي احتضنت الاخر ، وشاركته لقمة العيش ، وفسحت له الفرصة لتبوء اعلى المناصب .

رحمك الله يا والدي، فقد زرعت فينا حب الوطن بدون عنصرية وكراهية للأخر ، مهما كان مختلفا ، واطال الله في عمر الوالدة " ام نضال "، التي صبرت ، وكانت السند لزوجها في تربية أولادها ، فكانت تقتطع من مرتبه، القليل من الدنانير شهريا ، حتى أكملت بناء منزل العائلة ، فيما كان والدي مهموما ومشغولا مواصل العمل الليل بالنهار لحماية امن الأردن والدفاع عن استقلاله واستقراره ، وعندما انتهت خدمته العسكرية ، لم يكن يملك في حسابه البنكي أي شيء . فكما قال ، كنت فقيرا ولكنني سعيد بما أقوم به من واجبات تجاه وطني وقناعاتي.

وسعادتي انا ، ان ارى ان جهد الوالد مع زملائه من الأجهزة الأمنية في تلك الفترة، لم يضيع هباء منثورا، فما زالت راية الوطن مرفوعة وخفاقة في عنان السماء ، بجهود وسواعد الالاف من النشامى في الجيش العربي والامن العام والأجهزة الاستخباراتية والأمنية ، وكافة العاملين في القطاعات المدنية والعسكرية من الشباب والصبايا من جميع المنابت والأصول ، الذين يواصلون العمل الليل بالنهار ، لحماية الأردن من كل مكروه ومن شر المتربصين به ، ورفعة شأنه في كل المحافل الدولية .

حفظ الله الأردن شعبا وقيادة وارضا، ورحم الله المشير حابس المجالي وكل شهدائنا الابرار





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :