عمون - تُعرف وسائل الاتصال الحديثة بأنها الوسائط التي يتم من خلالها إرسال واستقبال المعلومات، وتعتبر قنوات لتخزين ونقل المعلومات. تشمل هذه الوسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتُسهم في تسهيل التواصل بين الأفراد عبر الزمن والمكان، مثل تبادل المعلومات عبر البريد الإلكتروني وعقد المؤتمرات عن بُعد.

تُظهر الأبحاث الإيجابية لوسائل الاتصال الحديثة أن 42٪ من الآباء يستخدمون الهواتف المحمولة للتحدث يوميًا مع أبنائهم، وذلك وفقًا لمسح أجرته مركز بيو للدراسات العالمية حول الإنترنت. تساهم وسائل الاتصال في تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة البعيدين جغرافيًا، وتُعتبر وسائل فعّالة للتواصل بين الآباء والأطفال في حالات الطلاق، من خلال اللقاءات المرئية عبر الإنترنت والمحادثات المستمرة. تساعد هذه المحادثات المرئية الوالدين المنفصلين على متابعة نمو وتطور أطفالهم بشكل أكثر فعالية من خلال وسائل الاتصال الهاتفية فقط.

على الجانب السلبي، يمكن أن يترتب عن استخدام وسائل الاتصال بشكل غير سليم بعض التأثيرات السلبية على الأسرة. على سبيل المثال، قد يؤدي مشاهدة الأطفال للمشاهد العنيفة على التلفزيون إلى زرع الخوف في نفوسهم وزيادة التوتر والاضطرابات النفسية. يميل الشباب والمراهقون الذين يستخدمون ألعاب الفيديو والإنترنت العنيفة إلى أن يصبحوا أكثر عدوانية في تصرفاتهم. قد تحفز المشاهد الترويجية لتعاطي السجائر والكحول والمخدرات المراهقين على تجربتها واعتبارها أمرًا مقبولًا. قضاء وقت طويل أمام التلفزيون بما يزيد عن أربع ساعات يزيد من احتمالات البدانة لدى الأطفال، خاصةً عند تناول الوجبات الخفيفة أثناء المشاهدة، بالإضافة إلى تأثرهم بالإعلانات التجارية التي تشجع على تناول الأطعمة غير الصحية مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة.

تأثيرات الاتصال الحديثة تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت وتصفح المواقع إلى الإدمان على الإنترنت والتأثير على الحياة الاجتماعية للأفراد. قد يؤدي الاعتماد المفرط على الهواتف المحمولة إلى إشغال الأفراد بأنفسهم وتجاهل البيئة المحيطة والتواصل المباشر، وتحويل حياتهم إلى عالم افتراضي.

بشكل عام، تُظهر وسائل الاتصال الحديثة تأثيرات إيجابية على التواصل في الأسرة، لكن يجب استخدامها بحكمة ووعي لتجنب التأثيرات السلبية والحفاظ على التوازن الصحي في استخدامها.