تعيد مراكز القوى السياسية والاقتصادية في الاقليم والعالم جلياً -لمن يتابع- تشكيل تحالفاتها وتجاذباتها بمعادلات ترتبط بشكل أساسي بمصالحها وتحدياتها الاقتصادية والأمنية الاستراتيجية سواء على المستوى الدولي أو التحالفي وتعيد فيه رسم خرائط تحالف عالمي جديدة تأخذ مستجدات أولويات اللاعبين الاساسيين والجدد -بقوة الثأثير- أولوية لها وكأنما تعيد فيه القوى المركزية العالمية ترتيب بيتها العالمي، وتؤشر ايجابياً بانتعاش اقتصادي وسياسي وأمني وتهدئة حقيقية في الاقليم والعالم وتضع قواعد جديدة لتوازنات نظام جديد هو سمة أعتاب فصل جديد من قرن هذا الزمان!.

عودة الى لقاءات الدوحة الاخيرة الهامة من جهة الاتفاق السعودي الإيراني، القنوات السياسية والاقتصادية والأمنية الاماراتية مع طهران، مستجدات التفاهمات التركية الخليجية والتركية السورية والتركية المصرية وانفراجات كانت الامارات مبتدئها بإنعاش عودة سوريا الى الساحة السياسية مؤخرا، كما والتحرك السياسي والدبلوماسي الاردني في الاقليم بقيادة جلالة الملك، وتعاطي اسرائيل مع تلك المعطيات وانعكاس تلك الديناميكية على مصالح الاقليم الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية والصين،

تلك كلها مؤشرات سياسية هامة لاستجابة ديناميكية متسقة وتحديات اقليم أزماته مستمرة، والتي من شأنها ايضاً أن تفضي الى نتائج تنبئ بحلة جديدة للاقليم تأخذ متغيرات مصالحه السياسية والامنية أولوية لطي صراع النفوذ وبسط مشروعات تفاهمات استراتيجية ترسم ملامح جديدة ستتجلى بشكل أوضح في قمة الرياض المنتظرة.

أما وعلى صعيد ما يشهده القطاع المصرفي العالمي -الامريكي والاوروبي- من متغيرات وما تعكسه سياسياً و اقتصادياً على الاقليم و العالم، ليعلو صوت الحكمة هنا بالمحافظة على سياسة نقدية ومصرفية مرنة تضمن الوصول الآمن لأفضل المخرجات ضمن المعطيات المتاحة في الاقليم وخصوصاً العربي، سيما وأن أغلبية عملاته مرتبطة بالدولار الامريكي بحيث تتعاطى بحصافة مع متغيرات اقتصاد السوق العالمي في ضوء دراسة ذكية لكل من سياساته النقدية والمصرفية من جهه، واحتياطاته النقدية، فوائد الاقتراض وقاعدة تعاملاته من جهه اخرى بشكل يضمن مواجهة التضخم، اكبر تحد للنمو الاقتصادي العالمي والاقليمي والعربي تحديدا ويوجه لتنمية استثمارات المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنمية مصادر الطاقة الخضراء والمستدامة و الذكاءات الاصطناعية في الاقليم.

تلك تحديات مجتمعة لن تعبرها الا أوطان قوية بشعوب تؤمن بالعمل الحقيقي والامل من أجل غد أفضل، أوطان لا تصدع لصوت المشككين، سلاحها الاقوى مجتمعات متحضرة تستثمر تلك التحديات بأفضل المتاح لتكون في حالة ديناميكية مستجيبة لمحيط تحدياته مستمرة وتكون ديناميكية الانجاز كفيلة ببقائها ضمن معادلة الوجود و حمل أعباء التحديات..

تلك الاوطان وحدها ستبقى!..

حفظ الله الاردن الغالي ليبقى كما كان على على الدوام صلباً قوياً وسداً منيعا بقيادتة الحكيمة وشعبه الاصيل..