facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الزلزال والسياسة وازدواج المعايير /٤


اللواء المتقاعد مروان العمد
23-03-2023 03:25 PM

والآن سوف انتقل في حديثي الى سوريا وما حصل فيها نتيجة هذه الزلازل والهزات المدمرة . وكمقدمة اقول ان حديثي سيكون عن سوريا كما هي في حدودها الطبيعية والتاريخية . والتي شهدت في الاثنا عشر عاماً الماضية الكثير من الاحداث ، والانقسامات ، واعمال العنف ، والقتل ، والتدمير . و شهدت التدخلات الخارجية في صناعة احداثها . والتي اطلق عليها زورا وبهتاناً اسم الربيع العربي . والذي هو ليس الا الخريف العربي . لا بل الخرف العربي كما اطلقت عليه في حينه . كما شهدت تشكل المحاور المختلفة ، ومراكز القوى التي تسعى لفرض سيطرتها على سوريا . و شهدت ظهور اكثر تنظيمات الارهاب دموية وعنفاً وشراسة في التاريخ ، مثل تنظيم داعش والنصرة واللذان ولدا من رحم القاعدة ووكالات المخابرات الدولية . وشهدت عنف النظام في التصدي لتنظيمات المعارضة ، وعنف تنظيمات المعارضة في صراعها مع النظام . والى درجة قلت في حينها انه لا يوجد نظام في سوريا ، ولا توجد تنظيمات معارضة فيها . بل يوجد ارهابيين يقتلون بعضهم بعضاً ، ويقتلون الشعب السوري الاعزل . مستخدمين كل اسلحة الموت والدمار . ومستعينين بكل قوى الشر الخارجية ، والهادفة لفرض سيطرتها على الاراضي السورية ونهب ثرواتها .

وقد كانت البداية باحتجاجات قام بها بعض ابناء الشعب السوري ضد نظام بشار الاسد في محاكاة لاحداث الربيع العربي الذي كان قد انطلق في عدد من الدول العربية ، والتي تم مواجهتها من قبل النظام بالشدة والعنف . وهنا كانت الفرصة لدعاة الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الجديد للتدخل وعسكرة هذه الاحداث من اجل تدمير سوريا . حيث خصصت مبالغ مالية ضخمة لذلك بلغت تريليوني دولار ، دفعت من قبل بعض الدول العربية والغربية (كما ذكر الشيخ حمد بن جاسم والذي كان وزير خارجية ثم رئيس وزراء قطر ) بهدف تمويل حركة الاحتجاجات هذه ، و اغراء عناصر الجيش السوري واعضاء الاجهزة الامنية وكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين وافراد الشعب للانشقاق عن نظام بشار الاسد ، والانضمام الى فصائل الجيش الحر ، وذلك مقابل مبالغ مالية تدفع لهم . وقيام هذه الدول بتزويد هذه الفصائل بالمال والسلاح والعتاد لتقاتل النظام وانصاره . و لتقاتل بعضها اذا لزم الامر ، بحيث اصبحت هذه الجيوش والتنظيمات مجموعات من المرتزقة التي تعمل لحساب الدول الراعية لها .

وقد خلفت هذه الاحداث مئات الالاف من القتلى والجرحى من ابناء الشعب السوري ، بالاضافة الى ملايين المشردين منهم في دول الجوار ، ومختلف دول العالم ، بالاضافة الى دمار شامل في جميع انحاء سوريا ومبانيها وبنيتها التحتية . وما لم يتم تدميره بالمعارك تخلخلت اساساته واصبح عرضة للسقوط في اي لحظة . وقد ادى ذلك الى انهيار الاقتصاد السوري ومصانعه التي كانت تصنع كل شيئ ، وجفت موجوداته الا من السلاح . وفرضت عليه العقوبات من مجلس الامن ، وهيئة الامم المتحدة ، ودول العالم المختلفة ، و ليكتمل عقدها بقانون قيصر ، والتي امتد تطبيقه ليشمل كل انحاء سوريا ، بحيث اصبح لا يدخلها الا النذر اليسير من المساعدات ومن خلال معابر محددة . وتحت اشراف الامم المتحدة المباشر . والمقتصرة على المساعدات الانسانية ، والتي لا تشمل الآليات الثقيلة ، بما فيها اجهزة الانقاذ ومعداته ، والتي كان المتواجد منها في سوريا مستهلكاً ولا يلبي الحالات الضرورية الطارئة .

ليأتي بعد ذلك هذا الزلزال بمثابة رصاصة الرحمة على جسد انهكته النزاعات والحروب ، وقصف الطائرات من مختلف الجنسيات ، والبراميل المتفجرة ، والاسلحة الكيماوية . ولتكون هذه الاحداث من اسباب تعاظم خسائر سوريا في هذا الزلزال المدمر . وخاصة مع مهزلة ازدواج المعايير التي تم التعامل بها مع هذا الحدث في سوريا من قبل مختلف الدول .

وهذا الامر سوف يجعلني اتناول الاحداث في سوريا من موقعين . الموقع الاول حيث يوجد النظام واشياعه وانصاره ، مثل روسيا وايران وتنظيمات الحشد الشيعي ، وحزب الله اللبناني . والموقع الثاني حيث تتواجد تنظيمات المعارضة ، والتنظيمات الارهابية والتكفيرية في شمال غرب سوريا . وحيث تتواجد قوات تركية تدخلت في سوريا بحجة حماية الشعب السوري ، وتنظيمات المعارضة ، والتصدي للتنظيمات الكردية المسلحة . هذا غير منطقة شمال شرق سوريا ، حيث تتواجد اغلبية كردية تم استثمارها لزيادة حالة التشرذم والانشقاق في سوريا ، وبدعم امريكي غربي . وحيث تم صناعة تنظيمات كردية مسلحة تسعى لتشكيل كيان كردي مستقل يمتد الى اماكن تواجد الاكراد في سوريا والعراق وايران وتركيا . وهذه المنطقة وان لم تتأثر كثيرا بالزلزال ، الا انه مما لا شك به فقد لعبت دوراً كبيراً في انشطار سوريا الطبيعية .

ووسط هذا كله جاء هذا الزلزال المدمر ليصيب مناطق سوريا التي ذكرتها . و ليتعرض الشعب السوري لاهواله ، وهو لا يزال يعيش اهوال الزلزال الامني والحصار الدولي عليه . وهذا ما سوف اتحدث عنه في باقي مقالتي ، كما سوف اتحدث في النهاية عن سوريا الدولة ، وعن حقها بالحياة بأمن وامان . وان تعود لحضن محيطها العربي ، او ان يعود هذا المحيط اليها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :