فياض إستنكر تمثيل البطريركية الارثوذكسية في افتتاح شارع بأريحا رغم التنسيق الكامل معه !
15-12-2010 03:19 AM
عمون - رهام فاخوري - أبدت البطريركية الأرثوذوكسية المقدسية استغرابها من موقف رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض الذي استنكر تمثيل البطريركية في افتتاح شارع في وادي القلط في محافظة أريحا، بحضور وزير السياحة الإسرائيلي مؤكدة أن هذه المشاركة جرت بعد التنسيق معه (أي فياض) .
وتباينت الآراء حول مشاركة البطريركية في الافتتاح الشارع الذي تم بحضور رجال دين من مختلف الطوائف، ففي حين استنكرت السلطة عبر فياض مشاركة البطريركية بحضور إسرائيلي اتهمت بعض الشخصيات الأرثوذوكسية في الأردن التصرف بالمساهمة في عملية التهويد.
وكان فياض، اسنتكر مطلع الشهر، مشاركة نائب بطريرك الروم الارثوذوكس مع وزير السياحة الإسرائيلي، وذلك "في الوقت الذي تواصل فيه السلطة تقديم كل وسائل الدعم الممكن لعمل الكنيسة".
وقال فياض، في بيان صحفي، "في الوقت الذي تدمر فيه إسرائيل المشاريع التي تقوم بها السلطة الوطنية في الأرض الفلسطينية، كما حصل في قرية قراوة بني حسان، فإن الرعاية الإسرائيلية لهذا الحدث تعد تضليلاً وتهدف إلى تكريس الاحتلال".
واعتبر أن إسرائيل تسعى من خلال هذه المشاركة للتغطية على اعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة على الأرض الفلسطينية، وعلى ممارسات الاحتلال المخالفة للقانون الدولي والتي تستهدف تقويض جهود السلطة الساعية إلى تأهيل وإعمار البنية التحتية لكافة الأرض الفلسطينية المحتلة، وتنمية المجتمع الفلسطيني، وتوفير مقومات الحياة والصمود للفلسطينيين.
وقال عضو المجمع المقدس الارشمندريت جلاكتيون عواد أن البطريركية نسقت مع مكتب فياض بعد أن رفض البطريرك ثيوفيليوس الدعوة من حكومة الاحتلال الإسرائيلية لإشراك عضو من البطريركية وهو المطران اسيخيوس ورجال الدين من مختلف الطوائف المسيحية.
وأوضح عواد أن البطريركية تعمل تحت الاحتلال، وبناء الشارع جاء بناءا على مطالبة البطريركية كونها الطريق الوحيد للدير، كما كان تواجد رئيس الدير وعدد من الكهنة.
وقال الناطق الرسمي باسم البطريركية الأب عيسى مصلح أن الكنيسة من أماكن الحج المهمة، وما حصل هو أن الجسر الذي يربط الكنيسة بالشارع سقط بفعل الأمطار، وادي ذلك لإغلاق الدير والكنيسة، ولكن بعد مطالبة البطريركية من وزارة الدفاع الاسرائلية تم إعادة الطريق بكلفة نصف مليون دولار لتعود الحياة للكنيسة والدير الذي لم يعد احد يستطيع الوصول إليه لفترة.
وقال أن البطريرك تلقى دعوة حضور الافتتاح من الإسرائيليين ولكنه بعد التشاور مع أعضاء المجمع المقدس تم الاتفاق مع إرسال عضو عن البطريركية، وبما أننا تحت الاحتلال كان لا بد من التنسيق للحصول على التراخيص للقيام بعملية الترميم.
وبين أن وسائل الإعلام الاسرائلية صعدت من موضوع المشاركة بمراسم الافتتاح ومستوى التمثيل، لذا فاقتصر الحضور على مندوب عن البطريركية ورئيس الدير وعدد من الكهنة.
واستنكر مصلح تصاريح بعض الجهات التي تدعي بأخذ التمثيل المؤسساتي الأرثوذوكسي لاقتناص الفرصة التي أحدثتها البلبلة المصطنعة إسرائيليا لكيل الاتهامات ضد البطريركية، وأشاد بموقف السلطة الداعم للارثوذوكس والطوائف الأخرى.
وأكد موقف البطريركية الواضح تجاه الحقوق الوطنية الفلسطينية والداعم لجهود السلام التي تبذلها منظمة التحرير في إطار الشرعية الدولية.
وأثنى رئيس الجمعية الأرثوذوكسية في عمان باسم فراج على بيان فياض، وقال ان ما قامت به البطريركية "موقف غير وطني ويكرس الاحتلال ويعززه، خصوصا وان الشارع يخترق أراضي محتلة منذ 1967" واعتبر تصرف البطريركية تواطؤا مع الاحتلال، وقال أننا في خندق واحد مع السلطة الفلسطينية ضد أي عمل يمس بالقضية الوطنية.
وكان نائب رئيس المجالس المركزي الأرثوذكسي بالأردن وفلسطين مروان طوباسي استنكر قيام البطريركية بمشاركة وزير السياحة الإسرائيلي والإدارة المدنية في الافتتاح.
واتهم طوباسي البطريركية أنها تعمل بالتوافق مع مواقف الاحتلال وسياسته في سعيه الدؤوب لتهويد المنطقة والتعاطي معها كأراض إسرائيلية بما يخالف الموقف الوطني الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية وحتى مواقف الكنائس الأخرى التي لا تقر وترفض سيادة سلطة الاحتلال ووجود مستوطنات على أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة المحتلة عام 1967
وقال الخبير في الشأن الأرثوذوكسي الدكتور عودة قواس أن منطقة الكنيسة تقع في منطقة عسكرية أي تحت السيطرة الاسرائلية امنيا وإداريا فكان لا بد من التنسيق مع الاحتلال كما تقوم السلطة الفلسطينية لتسيير الأمور الحياتية تحت الاحتلال.
وأوضح أنه بعد تقييم مستوى التمثيل في حضور الافتتاح تم الاتفاق على حضور مندوب من البطريركية، كونها ملزمة بالتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي غير المعترف به لتسيير الشؤون اليومية.