الشباب يوظفون ثقافة ال"هيب هوب" حسب احتياجاتهم وتربويون يصفونها بـ"التقليعة"
15-12-2010 02:20 PM
عمون - كتبت - عبير شقير - يعمل سامر شفقة 22 عام المعروف باسم "سام" من فرقة "رسل الحرية" مدرسا لتعليم الشباب كيفية أداء غناء الراب.
يعرف سام غناء الراب انه احد اقسام الهيب هوب وهي، ثقافة أخذت من الاميركيين الأفارقة (الزنوج) وهي أغان وشعر ونثر يمكن ان تكون بإيقاع او بدونه، يردد مؤديها إيقاع سريع، وهي تتناول موضوعات اجتماعية وسياسية كالفقر والتمييز العنصري.
وتعرف سام على غناء الراب من خلال بعض الأشرطة التي كنت اسمعها ومشاهدة الفضائيات التي بدأت كهواية ومن ثم تحولت إلى عمل من خلال ورشات عمل في مختلف أنحاء المملكة لنقل ثقافة الهيب الهوب إلى الأجيال الجديدة.
وينقسم الهيب هوب الى اربعة أقسام، الراب والبريك دانس والجرافيتي بالإضافة الى دي جي وهو فن تشغيل الأقراص الموسيقية والتلاعب بها.
وعلى رغم أنه يقر أن الانطباع السائد حاليا لدى الناس عن مؤدي الهيب هوب سلبي، لكن سام متفائل بأنه "مع الوقت سيصل المفهوم الصحيح عنا وسينتشر اكثر، حتى وان وجد فئة تقلد الهيب هوب وتعطي الانطباع الخاطئ عنها".
اما علاء الدين رحمه "هونج فو" وعبدالهادي أبو نحله "ميلز" من فرقة "بريك فو كري"، فتعرفوا على رقص "البريك دانس" من خلال الاصدقاء وكان الفضول هو الدافع لاكتساب مهارات هذا النوع من الرقص.
و يبينا ان بريك دانس هو جزء من ثقافة الهيب هوب وهو تعبير جسدي لموسيقى الراب من خلال حركات في الجسد كالوقوف على اليدين والالتفاف.
ويضيف هونج فو ان بريك دانس بدأ في شوارع المدن الاميركية بداية السبعينات، فكان مجموعات من الافراد يلتقون في مكان ما، ويعرضون حركات الرقص ثم امتد الى خارج الولايات المتحدة ووصل إلى الوطن العربي من خلال الافلام.
أما الجرافيتي فهو رسم على الجدران، انتشر في اميركا أواخر عام 1960 من خلال الشعارات التي تكتب على الجدران من قبل النشطاء السياسين والعصابات نوعا من التعبير وفق هونج فو.
ويتفق سام وهونج فو وميلز ان اسماء وطريقة ملابس مؤدي الهيب هوب يقصد بها الشهرة ولفت النظر فقط.
ويبين عبدالله الخالدي استاذ في ثقافة الهيب هوب انها حركة ثقافية للسود في امريكا او الامريكيين الأفارقة، نشأت عام1970 كرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية ولاظهار ثقافة وفن مستقل فيهم وكنوع من التعبير عن انفسهم وعن المشاكل من الفقر والبطالة والعنصرية والظلم.
ويضيف الخالدي بدأت ثقافة الهيب هوب بالانتشار في الاردن عام 1999، إذ كانت البداية في عنصر واحد وهو الراب وتشكلت اول فرقة باسم "أبادنز"، وفي عام ٢٠٠٤، بدأت ثقافة البريك دانس في الظهور في شوارع عمان، حيث لاقت جمهوراً كبير، مما أدى إلى تكوين مجموعات من راقصين البريك دانس كأمثال"كرنيكس"، وبدأت تنتشر بين الشباب وخصوصاً الحفلات، وفي عام ٢٠٠٨ بدأنا نلاحظ دخول الرسم على الجدران إلى عمان والزرقاء، حيث بدأ في الإنتشار بين مجتمعات الشباب.
ومنذ ذلك الحين وثقافة الهيب هوب تنتشر بين الشباب، مبينا أن مؤدي هذه الثقافة لا يتشبهون بأحد، ولكن يطورون هذه الثقافة التي وصلتهم من الغرب وفق احتياجاتهم.
ويعلل الخالدي انتشار ثقافة الهيب هوب في المملكة بالرغبة في التعبير عن النفس، إذ يسعى مؤدي الراب إلى إبراز ما يرى في المجتمع، ويحكي مشاكل الشباب إن كانت اجتماعية أم سياسية أم ثقافية، ورقص البريك دانس يكون رقصة وفكرة تعبرعن شيء معين والرسم الجرافيتي كذلك.
وتمتاز الموسيقى بأنها تتأثر بكل شيء محيط في المجتمع المؤدي لهذه الموسيقى، فمن الطبيعي أن تتأثر الموسيقى العربية في هذه الثقافية خصوصاً بعد انتشارها في شكل واسع.
ويرى الخالدي أن التأثير الأكبر لموسيقى الراب على الموسيقى العربية كان في الإيقاعات وموضوعات الأغاني (الكلمات).
بدوره، وصف الدكتور مجدي الدين خمش أستاذ علم الاجتماع في الاجتماع هذه الظواهر بـ"التقليعة" أي أنها "موضة" تنتشر بين فئة من الشباب لفترة معينة وتزول بعد ذلك لتحل موضة أخرى مكانها.
ويشير إلى أن فئة الشباب مهمشة ومستبعدة من قبل الكبار لذلك يلجأون لمثل هذه الثقافات لاعتبارها موضة أولا ولأنها تعبر عنهم.
ويرى خمش أن لكل دولة ثقافة شعبية تهتم بالموسيقى والشعر والرقص والدبكات، ومع ظهور الفضائيات تنتشر هذه الثقافات بين الدول، وهي ما يسمى بـ"التثاقف".
ويبين أن الثقافات تنقسم إلى قسمين: الأولى هي ثقافة النخبة، وتهتم بالثقافة الراقية كالموسيقى الكلاسيكية والتي يهتم فيها طبقة معينة من الأفراد.
أما الثقافة الأخرى، وهي الشعبية، فهي تنتج ثقافة خاصة منها بسيطة وتقدم الحركات والفنون البسيطة والمظهر المتواضع لمقدمها، وفق خمش.