عمون - يُعتبر هبوط ضغط الدم (Hypotension) منخفضًا لدى الأطفال عندما يكون ضغط الدم لديهم أقل من المعدل الطبيعي. يعتبر ضغط الدم أقل من 90/50 ملم زئبقًا أو أقل من متوسط الضغط المعتاد لـ 5% من الأطفال كمؤشر لهبوط الضغط. ومع ذلك، ليس كل هبوط ضغط الدم لدى الأطفال يستدعي القلق، حيث يعتمد الخطورة على السبب وراء هبوط الضغط.

تختلف قيم ضغط الدم للأطفال الأصغر سنًا وقد يعتبر هذا التباين طبيعيًا ويعتمد على العوامل مثل الجنس والطول والعمر. لذلك، من الضروري استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان ضغط الدم للطفل طبيعيًا أم لا عن طريق مقارنته مع الأطفال في نفس العمر والجنس والطول. عمومًا، يكون ضغط الدم للرضّع والأطفال والمراهقين أقل من ضغط الدم للبالغين.

أعراض هبوط ضغط الدم عند الأطفال قد لا تظهر عند بعض الأطفال، وقد يعاني البعض الآخر من أعراض خفيفة مثل التعب المستمر والصداع. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الأعراض لا تدل دائمًا على هبوط الضغط بل يمكن أن تكون ناجمة عن مشاكل صحية أخرى. قد تشمل الأعراض الأخرى التي يمكن أن تظهر عند هبوط ضغط الدم الدوخة، وضعف العام، والشعور بالارتباك والتشوش، والإغماء، وتسارع أو اختلال ضربات القلب، والشعور بالتململ وعدم الراحة، وبرودة الجلد ورطوبته وشحوبه، وتأخر عودة لون الجلد عند الضغط عليه، والإعياء.

في حالة حدوث هبوط ضغط الدم الشديد، يمكن أن يحدث بعض المضاعفات والأعراض الخطيرة مثل الصدمة ومشاكل في القلب وسرعة التنفس.

تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى هبوط ضغط الدم عند الأطفال، وتشمل بعض الأسباب الشائعة الجفاف، والحساسية الشديدة (صدمة الحساسية)، والعدوى الشديدة، وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، والإصابات الجسدية التي تسبب فقدان الدم، وسوء التغذية، واضطرابات القلب، والإجهاد البدني والعاطفي، واستخدام بعض الأدوية مثل أدوية القلق وبعض مسكنات الألم.

يمكن تصنيف هبوط ضغط الدم لدى الأطفال إلى أنواع مختلفة. هبوط ضغط الدم الانتصابي (Orthostatic hypotension) هو انخفاض ضغط الدم بسبب تغيير مفاجئ في وضعية جسم الطفل مثل الجلوس أو الوقوف. وهبوط ضغط الدم العصبي (Neurally mediated hypotension) هو نوع يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال ويحدث بعد تناول الطعام أو ممارسة التمارين الرياضية أو بسبب البيئة الدافئة أو الوقوف لفترة طويلة، ويحدث نتيجة خلل في الجهاز العصبي الذاتي. يمكن أيضًا تصنيف هبوط ضغط الدم إلى الأنواع الأساسية (Primary hypotension) والثانوية (Secondary hypotension)، حسبما إذا كان له سبب معروف أو لا.

من المهم استشارة الطبيب لتشخيص هبوط ضغط الدم لدى الأطفال وتحديد الأسباب المحتملة ووضع خطة علاجية مناسبة.

تشخيص انخفاض ضغط الدم لدى الأطفال يتبع الخطوات التالية من قبل مقدم الرعاية الصحية:

تقييم الأعراض: يقوم الطبيب بتقييم الأعراض المرتبطة بانخفاض ضغط الدم ويستفسر عن أي مشاكل صحية يعاني منها الطفل.

قياس ضغط الدم: يستخدم الطبيب جهاز قياس ضغط الدم (سفيجمومانومتر) اليدوي أو الرقمي لتحديد قيمة ضغط الدم.

عد النبضات: يتم فحص عدد نبضات القلب عن طريق الضغط البسيط بالأصابع على الشرايين لمراقبة نبضات القلب.

تخطيط القلب الكهربائي: في حالة الاشتباه بوجود اختلالات في القلب، قد يتم إجراء تخطيط قلب كهربائي لتقييم أداء القلب.

علاج انخفاض ضغط الدم يعتمد على معرفة السبب الكامن وراء حدوثه. وفيما يلي بعض الأسباب المحتملة وعلاجها:

في حالة انخفاض ضغط الدم الانتصابي الناجم عن نقص حجم الدم بسبب تناول بعض الأدوية، يمكن تعديل جرعة الدواء أو توقفه تحت إشراف الطبيب.

في حالة انخفاض ضغط الدم الناجم عن الاستلقاء في السرير لفترات طويلة، ينصح بالنهوض من السرير وزيادة الحركة تدريجيًا لتحسين قيم ضغط الدم.

يمكن استخدام بعض البدلات أو الجوارب المرنة لتحسين قيم ضغط الدم.

تناول الأملاح وشرب السوائل بكميات كافية يساعد على رفع ضغط الدم في حالات الجفاف.

قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج المشاكل الصحية المرتبطة بانخفاض ضغط الدم مثل الحساسية أو العدوى أو أمراض القلب.

في حالات انخفاض ضغط الدم الشديد، يمكن أن يوصف دواء الميدودرين (Midodrine) لرفع قيم ضغط الدم.

بالإضافة إلى العلاج، يمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات للتحكم في انخفاض ضغط الدم، مثل ارتداء الجوارب الضاغطة، وتقسيم وجبات الطعام، وزيادة كمية الأملاح، وشرب كميات كافية من الماء، وتجنب الإجهاد البدني والتغيير المفاجئ لوضعية الجسم.

من الأهمية بمكان استشارة الطبيب لتشخيص هبوط ضغط الدم لدى الأطفال وتحديد العلاج المناسب وفقًا للحالة الفردية للطفل.