منذ اكثر من عام بدأت حملة وطنية واسعة شملت مواقع التواصل الاجتماعي وشوارع عاصمتنا الغالية هدفها الترويج لمشاركة " الشباب " في الحياة الحزبية والسياسية، وكنت اتابع البرامج الحوارية على الشاشات الاردنية واستمع الى حديث شباب و شابات الاردن عن تجاربهم و رؤيتهم المستقبلية ، وكنت أتفاءل بالخير لما اسمع وانتظر ان ارى خطوات حقيقة لتنوير الشباب سياسيا واجتماعيا وحزبيا لاني اعلم جيدا ان الديموقراطية الحقيقية والانخراط الحزبي يجب ان يبدا مبكرًا .

لكن ما اراه اليوم على ارض الواقع مما يحدث في جامعاتنا الاردنية من اعلام ورموز مناطقية ضربت كل ما سبق بالحائط لا اعلم من اين اتو بها طلابنا، واغاني واهازيج عنصرية لم اتوقع ان اسمعها في عام ٢٠٢٣ ، فهذا ما يجعلني اشعر بالخجل، لانني اعرف حجم معاناة الاهالي لكي يستطيعوا تأمين مصروف طالب الجامعة "المقاتل" واعلم ايضا حجم التعب الذي يقوموا به لايجاد فرصة عمل لنفس الطالب "المغوار" بعد التخرج،.

مسيرات و خطابات، اعلام و ارقام ترفع في جامعات اردنية امام الجميع والمصيبة الاكبر ان الاعلام هي اكثر من اعداد محافظاتنا ومناطقها وعشائرنا التي نحترمها والمضحك المبكي اعتقد اذا استمرينا في التقسيم ان يصبح لكل فخذ عشيرة علم مميز و رقم يفصله عن الاخر، واذا لم نعلق جرس الخطر بحلول عام ٢٠٥٠ سيكون لكل شارع في الاردن علم وسكان الحي يرفعونه بالجامعات على انهم الاقوى والاشد بئسا .

رسالتي هذه الى كل مسؤول صاحب قرار بوقف ما يحصل في جامعاتنا من عنصرية نتنة ومناطقية صغيرة لا تسمن ولا تغني من جوع، وايقاف اي نوع تمييز مبني على عشائرية او مناطقية وان يكون كل الطلاب تحت راية الوطن ، راية الاردن الغالي ، وعلى جميع جامعات الاردن الاعلان عن فعالية وطنية بمناسبة يوم العلم وعلى جميع الطلاب ان يرفعوا علم واحد وهو العلم الاردني وان ينادوا ويغنوا باسم واحد وهو الاردن .

حمى الله الاردن أرضًا وشعبًا وقيادة.