facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب تلد أخرى: الأوكرانية والسودانية


د.حسام العتوم
29-04-2023 03:42 PM

اعتدنا أن نرصد في التاريخين العميق و المعاصر أن تنتهي حرب و تبدأ غيرها ، وهكذا كانت الحروب الصغيرة في فيتنام و أفغانستان، و في كوسوفو و في العراق، وفي القفقاس، وفي ليبيا و في سوريا وفي اليمن، و في غزة، وفي جنوب لبنان، وفي زمن نابليون بونابارت، و أودولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، لكن الحرب الأوكرانية والتي التصقت بها عالميًا هذه التسمية بقيت حتى الساعة مستمرة رغم مرور أكثر من عام على بدء ماراثونها رسميًا بصورة استباقية دفاعية تحريرية غير احتلالية من الجانب الروسي عبر عملية عسكرية خاصة بتاريخ 24 شباط 2022، و بعد تصويت جماعي لقصر " الكرملين " الرئاسي في موسكو تقدمه الرئيس فلاديمير بوتين بعد الإرتكاز على المادة القانونية للأمم المتحدة سارية المفعول رقم 517 التي تخول للدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الاتحادية الدفاع عن نفسها، وهو الذي حصل، بينما جذور الحرب الحقيقية اللوجستية بدأت من طرف الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب عبر الثورات البرتقالية و انقلاب " كييف " غير الشرعي عام 2014، ودور مباشر لمؤسسات غربية في الثورات البرتقالية مثل " كارنيجي، و سورس، و العطاء الوطني ، و الذي هدف إلى اجتثاث الحضور الروسي من وسط الأراضي الأوكرانية و تحويل أوكرانيا لصيد ثمين و ضحية لتحقيق أهداف مشتركة للغرب في مقدمتها إضعاف و استنزاف و محاصرة و تقسيم و تشويه صورة روسيا الناهضة اقتصاديًا و عسكريًا و تكنولوجيًا و سياسيًا و على مستوى القانون الدولي، فتم قلب شعار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من خادم للشعب وهو المعلن بداية عن تصويب العلاقة مع جارة التاريخ روسيا الاتحادية، والذي ساهم في رفع منسوب أصواته الانتخابية عام 2019 و الفوز برئاسة أوكرانيا على منافسه بيترو باراشيناكا بفارق أصوات جيدة ملاحظة (73.2% لصالح زيلينسكي مقابل 25.3% لصالح باراشينكا)، إلى خادم للغرب و حاقدا على روسيا وعلى مسارها الديني و اللغوي و الحضاري و السياسي و الدبلوماسي بعدما خسر الرهان على نصر أو سلام بجهد الغرب، و النتيجة تحول بلاده أوكرانيا بعد رفضه و الغرب الحوار المباشر مع موسكو و عبر اتفاقية " مينسك " إلى محرقة تشبه " الهلوكوست " .

وبدأت الحرب الداخلية في السودان فجأة بتاريخ 15 نيسان 2023 في الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح برهان التي تمثل السلطة في السودان، و بين قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان " حميدتي " التي تمثل المعارضة و التمرد على السلطة، و تخوف عربي و دولي جراء ذلك دعا العديد من دول العالم لإجلاء رعاياهم، وهو مؤشر على عمق تفاقم الوضع الأمني في السودان لدرجة الكارثة، و المعروف بأن السودان الذي استقل عام 1956 خاض نوعين من الحروب الأهلية، الأولى بين عامي 1955 1972 بين شمال و جنوب السودان، حيث يعيش في الشمال المسيحيون و الأثنيون و في الجنوب المسلمون العرب، و خضعت سيادة السودان بداية عام 1946 للهيمنة المصرية البريطانية، واندلعت الحرب الأهلية الثانية عام 1983 في الجنوب وكانت (إسرائيل) على على خط الأزمة بالدليل القاطع ، وعملت لاحقًا على تطبيع العلاقات مع السودان وهو هدف لها مع العرب من دون أن تتكلف بالعودة لحدود الرابع من حزيران لعام 1967، و اتفاقية ( نيفاشا ) دفعت جنوب السودان إلى الإنفصال عام 2005، و استقل الجنوب عن الشمال عام 2011، و جذور الصراع بدأت حينها في إقليم "دارفور" غرب السودان عام 2003 حيث مخزون الذهب الكبير الذي تنتج السودان في مجاله 100 طن بحجم 5 مليارات دولار سنويا، و الأهم هنا و الممكن ذكره هو تلامس علاقة سيادة السودان بالموقفين الأمريكي و الروسي، ونحن نعرف بوجود تنافس حاد استراتيجي بين كل ماهو أمريكي و روسي وسط الصراعات الدولية ومنها ماله علاقة بموقع السودان الجيوسياسي الهام، وبسبب الحرب الأوكرانية والتفسير الخاص الغربي لسيادة أوكرانيا الذي يتناقض 24 درجة مع تفسير روسيا الاتحادية له بين عامي 1991 و 2022، وحتى بسبب حرص الولايات المتحدة الأمريكية على مماحكة روسيا و الصين و إيران وسط سعير السنة الحرب الباردة وسباق التسلح و استفزازهم، نجدها حاضرة في قلب الحدث السوداني وتعمل من أجل تضييق الخناق على الدور الروسي تحديدا هناك، و روسيا تعي ذلك، و لقد كتبت الصحفية الروسية " بولينا كونوبوليانكو في جريدة " كمسامولسكايا " 2023 بأن أمريكا تلفظ روسيا من أفريقيا، و يقابل ذلك لروسيا قاعدة بحرية هناك، و سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا صرح من النيويورك بأنه يجب اشراك دول فاعلة في أفريقيا و أمريكا في مجلس الأمن للوصول لمرحلة التوازن الدولي و القدرة على اتخاذ القرارات الدولية الهامة الخاصة بالأمن و السلم العالمي، و لا يمانع في المقابل من دور فاعل لقوات " فاغنر " الخاصة في الحدث السوداني لضبط الأمن والأستقرار وسطه، وقوات " فاغنر" متواجدة في السودان منذ عام 2017 تساند المعارضة التي تتقدمها قوات الدعم السريع، وانتقاد لأمريكا من قبل الأميركان أنفسهم ومن بينهم ابن الرئيس دونالد ترمب – جونيور بسبب ترحيل طاقم السفارة الأمريكية في الخرطوم أولاً قبل رعايا أمريكا.

ولقد أصبح مطلوبا من الجامعة العربية المشغولة حاليًا بعودة سوريا إلى العرين العربي انطلاقا من قمة العرب في الرياض المقبلة، وهو المطلوب، التوجه لمساعدة السودان للعودة لبناء الدولة الواحدة و لأنهاء الصراع الداخلي على السلطة و الذهب، و العرب اليوم أكثر من أي وقت مضى محتاجون للإصغاء لصيحة شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه الذي ناداهم للوحدة عبر ثورته العربية الهاشمية الكبرى التي أطلق عنانها من مشارف مكة عام 1916 ووصلت مشارف المنطقة الشامية العربية منادية بتوحيد بلاد الشام وبناء دولة العرب الواحدة. كتب سليمان الموسى في كتابه " الحركة العربية – سيرة المرحلة الأولى للنهضة العربية (1908- 1924 ) . ص. 694695 (إن ما يهمنا هنا هو أن الملك حسين قام بالثورة وهو يعتقد اعتقادا جازما أن الوحدة العربية ستكون من جملة نتائجها تشبه روابط الوحدة بين الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يتمتع كل قطر بالاستقلال الداخلي التام، بينما تتولى الحكومة المركزية السياسة الخارجية، و بحيث تتمثل الوحدة في العلم الواحد، و النقد الواحد، و جوازات السفر الواحدة، و المصالح الاقتصادية الواحدة، و الجيش الواحد). انتهى الأقتباس – و تشكيل القطب العربي الواحد حلم عربي يراود الشعوب العربية وما على الحكومات والدول العربية الا التنفيذ، وكلنا نلاحظ في الأونة الأخيرة ومع اندلاع الحرب الأوكرانية التي برمجها الغرب ودفع بها تجاه روسيا بأن وضع الدولار كعملة عالمية بدأ يهتز لعدم ارتكازها على المصادر الطبيعية في بلد المنشأ – الولايات المتحدة الأمريكية، و كبريات دول العالم ذات المصادر الطبيعية العملاقة مثل روسيا الاتحادية والصين بدأت تعتمد على عملاتها الوطنية المحلية مثل " الروبل " والين "، وآن أوان العرب أن يتوجهوا بنفس الاتجاه و يؤسسوا عملة قومية خاصة بهم، وهم من أغنى أقطاب العالم ثراء في المصادر الطبيعية بكل تأكيد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :