facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ونحن نحتفل بعيد العمال العالمي


فيصل تايه
01-05-2023 12:05 AM

يصادف هذا اليوم الأول من مايو/أيار عيد العمال العالمي ، الذي جاء اعترافًا بأهمية دور العمال في البناء والتنمية ، فلا ازدهار لبلد دون عرق وجهد أبنائه في دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام ، وتحقيق التنمية الشاملة في مختلف القطاعات ، وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن اسجي تحية حب وتقدير لكل عمالنا على أرض الوطن ، الذين حققوا مكانة مرموقة بسواعدهم ، فالعامل الأردني هو ثروة الوطن الحقيقية ومحور التنمية ، وقاعدة الانطلاق نحو مستقبل أفضل ، فبالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية وما خلفته جائحة كورونا من تبعات وما عقبته من تحديات جراء الحرب الروسية الاوكرانية ، إلا أن الكثير من عمالنا لم يتوقفوا عن العمل والمشقة ، ساعين يوميًا وراء قوت يومهم وقوت أولادهم بحثًا عن لقمة عيش ، فالدور الكبير الذي يقومون به وبذلهم للكثير من التضحيات ومواصلة عملية الإنتاج في الظروف التي يمر بها العالم يستحق كل التقدير .

اننا ونحن نحتفل هذا اليوم بعيد العمال العالمي ، لا بد أن نذكر أن الكثير من عمالنا يحتاجون لتدعيم منظومة الحماية الاجتماعية للعاملين في مختلف القطاعات العمالية ، حيث أن الكثير من القوى العاملة ما زالت غير محمية بأي شكل من أشكال الحماية الاجتماعية ، الأمر الذي أدى إلى حرمانها من الاستفادة من برامج الحماية التي سبق ومولتها الحكومة والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي للمشتركين في الضمان الاجتماعي ، ما كان له الأثر الكبير من تداعيات اجتماعية بسبب ارتفاع نسبة البطالة وزيادة نسبة الفقر ، ما يستدعي النظر في تعديل التشريعات الخاصة بالعمل حتى تتلائم مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية مع ضرورة مواصلة العمل وتحقيق "التوازن بين الإنتاج والوقاية" حتى تستمر الحياة .

ان من الواجب التذكير باستمرار بأن أرقام البطالة في أوساط عمالنا بلغت معدلات قياسية ، ما يدل ان ناقوس الخطر ما زال يدق بحرارة تجاههم ، وان الكثير من العائلات تعاني من انعدام دخل منتظم يسد إحتياجاتهم ، الأمر الذي يتطلب من الحكومة ، تقديم حلول وتدابير ومعالجات إقتصادية وتشريعية عميقة وعاجلة وعادلة وشفافة تجاه العمال العاطلين عن العمل ، ذلك بتوفير كل متطلبات الدعم والإسناد والإعانة المالية والمعنوية ، والتوسع في تطبيق برامج الضمان الاجتماعي ، بالرغم من ان الحكومة "لم تألو جهدا" ، حيث كانت قد اتخذت حزمة من الإجراءات لدعم القطاع الخاص بشكل عام سواء المشروعات الصغيرة والمتوسطة أو المشروعات الكبرى ورجال الأعمال ، حيث كانت قد قدمت مجموعة من الحوافز والمساعدات مثل تخفيض أسعار الفائدة وتأجيل القروض ، وغيرها من الإجراءات الاقتصادية الداعمة لمختلف القطاعات ، وذلك لكي يحافظ القطاع الخاص على العمالة المتوفرة لديهم وليس لتسريحها في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي عشناها خلال السنتين الماضيتين .

اعود إلى القول ، ان مجموعة المعضلات الكبرى التي يعاني منها العامل الأردني تستدعي من الحكومة الموقرة تقديم معالجات إقتصادية و تشريعية عميقة ، مبنية على اسس علمية تعتمد على التخطيط بعيد المدى للسياسات الاقتصادية والاجتماعية ، والتي تتمثل في وضع إستراتيجيات للتشغيل ، والعمل على ربط المدخلات بالمخرجات لتلبية احتياجات سوق العمل من خلال دعم برامج التدريب والتأهيل الفني والمهني والتقني ، والتوسع في تطبيق برامج الضمان الاجتماعي كما سبق واسلفت ، اضافة الى ضرورة استثمار الموارد والإمكانيات المتاحه لتوفير فرص العمل المناسبة واللازمة ، واجبار ارباب العمل للالتزام بقوانين التشغيل ، اضافة لشمول الدعم المادي المقدم من الحكومة للأسر الفقيرة إلى الحد الذي يؤمن لكل فرد حياة سعيدة وآمنه والتوسع في الفئات المستهدفة لتشمل فئات العاطلين عن العمل العجزة والشيخوخة والمرضى تماشينا مع حق كل إنسان في العيش بكرامة .

بقي أن اقول .. ان العامل الاردني يستحق منا أكثر من الاحتفال بعيده ، لذلك ينبغي أن نعترف جميعاً بأن العامل الاردني يحتاج الى معالجة فورية للمشاكل الجوهرية التي تمس معيشته ، فقد اخفقنا سابقاً في فهم التحولات الخطيرة التي سبق وأحدثتها المشكلة الديمغرافية في حياتهم جراء وجود اللاجئين من دول الجوار المنكوبة ، ومنافستهم ومزاحمتهم للعمال الأردنيين في رزقهم ، اضافة الى جشع ارباب العمل في التعدي على حقوقهم والتنكر لمستحقاتهم والمضي في استخدام العمالة الوافدة بشكل غير شرعي او قانوني .

واخيراً فأن الاحتفال الحقيقي للعمال بهذه المناسبة هو التأكيد على توفير فرص العمل ، مع افضلية تشغيل العمالة الأردنية ، والاستمرار بالدعم المادي المقدم من الحكومة لأسر العمال إلى الحد الذي يؤمن لكل فرد منهم حياة سعيدة وآمنه ، ترفع عنهم "سحنة البؤسة" التي باتت تسيطر على تفاصيل حياتهم اليومية ، اضافة لمساعدة العاملين منهم في تحسين أوضاعهم المهنية وجودة إنتاجهم والارتقاء بهم وتأهيلهم ، والرفع من مستواهم المهني ، ذلك بالتأكيد على ايجاد تشريعات وطنية ملزمة ، وكما سبق واسلفت من خلال الهيئات المهنية والنقابية المستقلة التي تمثلهم بعيدا عن مراكز التأثير و القرار .
وكل عام وعمال الوطن بالف خير





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :