الافراط في استخدام "التساهل" * د. زياد المشاقبه
21-12-2010 11:34 PM
يكثر هذه الايام ترديد مفهوم "الافراط في استخدام القوه" من خلال وسائل الاعلام المختلفه، ولنا راي مقابل في هذا المقام وهو الافراط في استخدام التساهل وسلب الناس والجماعات حقوقها تحت مسميات مختلفه لا اريد الخوض فيها ونراها في مجتمعنا على مستوى الدوله او الاسره او المجتمع، وبرايي هنالك شواهد كثيره على ذلك ولا اريد ان ادخل في تفاصيل ما ادعي حتى لا نسمح لبعض الاصوات ان تنعق هنا او هناك وخاصه ممن استشرفوا الرساله.
بالعوده الى الموضوع الاصلي ارى بانه هنالك الكثير من الاعراف الاجتماعيه التي يجب ان نعمل على تغييرها وخاصه باننا في دوله تحترم القوانين من خلال دستورها، فكما نسمع بمفهوم الافراط في استخدام القوه كتعبير عسكري اصبح يطلق على القضايا الامنيه فانني ارى انه يوجد بالمقابل الكثير من الشواهد على الافراط في استخدام التساهل، وعلى الاغلب تكون على حساب القوانين النافذه، او على حساب حقوق الافراد، من خلال ما يسمى بمفهوم "من اجل الجاهه الكريمه"، أي سياسة الاسترضاء.
تكبر المصيبه اذا راينا الافراط في التساهل عند الاعتداء على اجهزة الدوله او اموال الدوله التي هي بالنهايه اموال للشعب، اوالاعتداء على القوانين والانظمه النافذه مثل الخروقات التي تمت في الانتخابات النيابيه الاخيره ولم تطبق مثل التصويت الامي على سبيل المثال لا الحصر، اليس ذلك افراط في الاعتداء على اموال الدوله، ناهيك عن سياسة التخجيل التي يتبعها الكثير من المتطوعين بالقول "فلان كويس ومش رايح يفشلنا" وبعد الانتهاء يفاجاء المتضرر او من كفله بان حقه قد هضم من اجل ان يفرط في استخدام التساهل في حقه.
لا بد من دراسة هذه الملاحظه بعنايه واهتمام وبالاخص اذا مورست من قبل المسؤولين والشواهد على ذلك كثيره حيث يتبع التساهل المفرط عمليات الاسترضاء وعلى مستوى العائلات الصغيره، وهذا سيكون على حساب العائلات الكبيره التي لم يصلها نصيبها بسبب انها هادئه دائما، فاسترضاء المشاكس هو الاساس؟ ما هذا؟ لماذا لا نترك اسلوب الطريق المختصره ولماذا نضع القوانين ونتساهل في تطبيقها اليس ذلك الفساد بعينه؟؟
almshaqba@yahoo.com