facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حادث مؤسف أم أزمة ثقافية؟


د. صلاح جرّار
23-12-2010 02:21 AM

نسمع بين الحين والآخر عن مشاجرةٍ هنا أو هناك، أو أحداث شغب في هذه المحافظة أو تلك، أو مقتل فتىً أو امرأة طعناً أو بالرصاص على يد والد أو ابن أو أخ أو جار أو حتّى صديق، وتعليق للدراسة في هذه الجامعة أو تلك نتيجة مصادمات طلاّبية، وحادث سير أودى بحياة عدد من المواطنين في هذا الشارع أو ذاك، ثمّ أحداث شغب وعنف في الملاعب الرياضية ينجم عنها إصابات وجرحى وأضرار، ونكتفي بعد كلّ حادث من هذه الحوادث أن نضجّ قليلاً ثم نصفه بالحادث المؤسف ونطوي الصفحة وكأنّ شيئاً لم يكن.

لقد طفح الكيل وأصبح الأمر ينذر بخطر لا نستطيع أن نتلافى عواقبه أو نسيطر على حدوده. ولا يقف الخطر عند حدّ العنف والقتل والتخريب، بل إنّنا في بحثنا عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة وجدنا أنفسنا نتخبط يميناً وأصبحنا نعلق كل عجز في حياتنا أفراداً وجماعات على مشجب التعصّب لهذه الجهة أو تلك، واستهوتنا هذه التخرّصات والأوهام ووجدنا لها منظّرين وأدعياء فكرٍ هنا وهناك، وبات الناس يصدّقون كلّ ما يقال ويصفقون له، ولو مضينا في الانجرار وراء ذلك لربما وجدنا أنفسنا ذات يوم يفرّق فيه الواحد منّا بين يده اليمنى ويده اليسرى.

إنني لا أرى أيّ فرقٍ بين سائق أهوج يدهس طفلاً يحمل حقيبته المدرسية بسبب سرعته الزائدة وبين شاب يطعن زميله بسبب اختلافهما على مقعد داخل حافلة ركاب وبين مشاجرة كبيرة يصاب فيها عشرات الأشخاص، فذلك كلّه يرجع إلى سبب واحد متنوّع الصور والأشكال وهو وجود أزمة ثقافية حادّة تشمل القيم والمفاهيم والمعتقدات والآراء التي أصابها الخلل وأصبحنا نوجّهها بشكل متعسف لتناسب أهواءنا والتعبير عن عجزنا في مجالات شتّى، بحيث أصبحت في مهب الريح، وصارت عرضة للتأويلات حسب الأهواء، وأخذنا نبني عليها سلوكنا ومواقفنا وردود أفعالنا.

وقد أخفقت وسائلنا الثقافية كافّة للتغلّب على هذه الأزمة، فلم تفلح في التدخّل لصياغة مفاهيم وقيم واعتقادات وآراء ذات قدرة بنائية، حتّى إنّ كلّ ما تصدره مطابعنا وما يبدعه أدباؤنا وفنانونا وما تعلّمه مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا لم يسهم كثيراً في بناء مجتمع عصري متطوّر يضاهي سائر المجتمعات المتطوّرة في العالم، بل تحوّل كثير من أدعياء الفكر والثقافة إلى أدوات هدم وتقويض وتخريب وإثارة للفتن والنزاعات الداخلية.

salahjarrar@hotmail.com

(الرأي)





  • 1 23-12-2010 | 03:44 PM

    دائماً مقالاتك يا دكتور من واقع المجتمع الذي نعيش فيه، شكراً جزيلاً على كلمتك الصحيحة في وقتها الصحيح.

  • 2 مشعل 23-12-2010 | 03:56 PM

    شكرا لك يا دكتور على انتمائك الوطني والقومي الصادق وفكرك النير


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :