facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العطش الحزبيّ يرويه الملك


د. ثابت النابلسي
21-05-2023 12:21 PM

في عام ٢٠١١ شهدت السّاحة الأردنيّة آثار الامتداد لرياح التغييّر التي عُرفت بالربيع العربيّ، والتي أطاحت بأنظمة بعض الدّول ذلك الحين، لكنّنا في ساحتنا الأردنية شهدنا نوعًا من بقايا الربيع العربيّ، وانتزع الأردن فتيلًا مشتعلًا غرسه البعض في ساحتنا الوطنيّة ،لكنّ الله أطفأه ورحمنا من الخراب والدمار.

ملتقى البحر الميّت
لقد تشرفت في ذاك الوقت بالمشاركة في التّحضير لملتقى بعنوان (لنتحاور من أجل الأردن) وكانت الغاية منه أن نتحاور بدلًا من التناحر، وفعلًا كان هناك الكثير من الجهد المبذول لإنجاح هذه المهم وعقد الملتقى، وبحمد الله عقد في قصر الموتمرات / البحر الميت وبحضور شبابي كبير فاق ٢٠٠٠ مشارك ومشاركة من جميع الطّبقات والأطياف والتّوجهات السّياسية والحزبيّة والمستقلّة .

التّخريب المنظّم
لم يكن الجميع راضيًا عن عقد الملتقى لأسباب عدة أبرزها تهميش دور بعض الجهات وتقليص مشاركات بعض الفئات وحياديّة البعض الآخر لإتاحة الفرصة للجميع وعدم الاستحواذ لجهة واحدة، ومن جانب آخر الضّغط الذي مارسته أحد الجهات لإفشال الملتقى كونها لم تتقبل وجود منافس لها أو بديل، كانت مشكلة كبيرة جدًا في عدم تقبل وجود الآخر، في الوقت الذي يسعى الجميع لنزع الفتيل الدّخيل، محاولة البعض إشعال فتيل أصيل من الداخل، ضعف فكريّ، وجهل وطنيّ ومصالح شخصيّة على حساب المصلحة الوطنيّة.

اللّجنة المستقلّة..لتنظيم المتلقى..
التّساؤل عن هولاء الذين حاربوا الآخرين، اللّجنة والتي كنت أحد أعضاءها حيث تمّ التحاقي بعد الاجتماع الرابع لهم، كانت تمثّل شبابًا وشاباتٍ من مختلف الأطياف الوطنيّة والمناطق وفيها مكون صغير ومعروف ومكون أكبر منوع غير معروف للناس كثيرًا .

الشّاهد في الموضع المكوّن الصّغير تقلّد البعض منهم مناصب مهمّة كوزارء وسفراء ونوّاب وذلك خلال سنوات بعد الملتقى واستقلّوا قطارًا سريعًا في مسيرة الديمقراطيات والحرّيّات .

لقد كان لمخرجات هذا الملتقى أعداء كثيرون، وحوربت نتائجه بكلّ قوّة، ممّا دفع البعض للقول بأنّ (ملتقى البحر الميّت، مات قبل أن يولد).

حضور الملك والافتتاح الكبير
في اليوم الأوّل حضر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين -حفظه الله-، معلنًا عن دعمه الكامل للديمقراطيّة والحياة الحزبيّة والسّياسيّة والحريّات العامّة، لقد كانت بالنسبة لنا جميعًا لحظة تاريخيّة، هنا أتذكر عندما تحدّث جلالة الملك بشكل سريع مع اللّجنة المنظّمة، وقال جلالته:" نحن نتطلع لوجود ٣ أحزاب سياسيّة تمثل الأطياف السياسيّة من الأردنين بكافّة توجهاتهم، لتحقيق حياة سياسيّة وبرلمانيّة وصولًا لحكومة برلمانيّة يشكلها حزب الأغلبيّة"، وكان الجميع يستمع وبشغف لتوجيهات جلالة الملك، لقد كانت الظّروف صعبة لكنّ التّحفيز والدّعم الملكيّ كان قويًا جدًا جدًا.

الموت المفاجئ… للآمال
لم يكن هناك أيّ ألم في الموت الرّحيم للملتقى فقد تمّ القضاء على الفرصة الأولى خلال فترة وجيزة وانصرف الجميع لطريقه وانتصر المخرّب وخسر المواطن والوطن، هذا كلّه من الماضي الذي عرفته وعشت أحداثه وأيضا كغيري انصرفت بعدها في طريقي .

عودة الأمل…
جلالة الملك عبدالله يلتقى طلبة جامعيين بعد ١٢ عاما وبكلّ دقة كان الحديث الذي سمعته في عام ٢٠١١ نفسه الذي أعاده جلالته متحدثًا للشباب عن أهميّة الحياة الحزبيّة والسياسيّة والمضيّ قدمًا في مسيرة التنميّة والإصلاح السياسيّ وصولًا لحكومة برلمانيّة وحياة حزبيّة .

الآن ومع قوانين وتشريعات ناظمة للعمل الحزبيّ ونضوج الفكر القياديّ الحكوميّ، الذي أصبح متمكنًا من تشكيل أحزاب سياسيّة ملوّنة نحتاج لإصلاحات خاصّة بالحريّات لنروي العطش الحزبيّ والسياسيّ، خاصة وأنّ هناك بقايا مكوّنات سياسيّة لم يعد لها تاثير في السّاحة، فبعد مرور أكثر من ١٢ عام من اللّقاء الأوّل المغدور يأتي الأمل الثّانيّ المنظور في ظلّ الهيمنة للقوى الاقتصاديّة والسياسيّة المعدّة مسبقًا، وقوى تتصارع للوقوف على مسرح القسمة السياسيّة كوريث شرعيّ رغم عدم الاعتراف بها .

الخوف من المجهول …
المجهول هو تلك الأغلبية الصّامتة التي فقدت رغبتها بالتّعاطي للمخدرات الفكريّة والسياسيّة، المجهول هو ذاك الجيل الجديد الذي يتغذّى فكريًا من محطات السوشال ميديا والمؤثرين (مع التّحفظ على نوعهم).

المجهول هو مستقبل وطن تعب من كثرة تغيّير الأقنعة لنفس الممثلين والأبطال نفس الأشخاص كل يوم بلباس جديد.

أخيرا… الآمال في وطننا الغالي متجدّدة لا تتوقف عند أشخاص خطفوا أو سرقوا أو نهبوا، أو ممن يمارسون بلطجة سياسيّة ويتغنون بالآباء والأجداد، إنّ رحم الأردن خصب والله بالأبطال والرّجال الرّجال ولسيّد الرّجال جلالة الملك عبدالله ابن الحسين -حفظه الله- ألف تحيّة.

حمى الله الأردنّ وعاش الشّباب .

ودمتم بخير سالمين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :