facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيد الاستقلال وزفاف سمو ولي العهد


اللواء المتقاعد مروان العمد
28-05-2023 02:48 AM

منذ ايام وانا افكر بالكتابة عن تلك المناسبتين الغاليتين على قلب كل اردني حقيقي، وليس اردني بموجب جواز السفر فقط. وبالرغم من اني لست من كتاب المناسبات، ولا من جماعة المدائح، ولا من طلاب العطايا والهبات. ولست من الساعين وراء المناصب والعطايا. الا انني كنت ارى ان من واجبي نحو وطني ونحو مليكي ان ادلو بدلوي في هذا المجال. ثم جاء سفري الى خارج البلاد ليشغلني عن كل شيئ، وحتى عن تكملة العديد من المقالات التي كنت قد بدأت في كتابتها، وكنت اعتقد ان باستطاعتي تكملتها ونشرها خلال سفري. ولكن كثرة تنقلي وتجوالي، والذي يكاد يغطي كل نهاري وقسماً من ليلي لم يمكنني من ذلك. بالاضافة الى آلاف الرسائل التي وردتني خلال الايام الاربعة الماضية، والتي تجعل من امكانية الاطلاع والرد عليها جميعها من سابع المستحيلات، الا من خلال نظرة سريعة من هنا او هناك. وكم اسعدني من القليل الذي اطلعت عليه منها، ان الكثير منه قام مقام نفسي، وقال الكثير مما يجول في خاطري عن هاتين المناسبتين الغاليتين. مما ادخل البهجة على نفسي، لاني عرفت مقدار الانتماء والحب والولاء الذي يعشعش في قلوب وصدور الاردنيين نحو وطنهم الاردن ونظام الحكم فيه . الا انني في هذا اليوم ، واثناء عودتي من واشنطن العاصمة بعد ان زرت ابرز معالمها الى مدينة نيويورك حيث مكان اقامتي اثناء رحلتي هذه ، هالني ما وجدته على بعض صفحات ومجموعات التواصل الاجتماعي من مدى الصدمة التي تعرض لها البعض ممن لا يحملون لهذا الوطن ذرة ولاء وانتماء ، وان اكثر ما يصيبهم في مقتل هو مشاهدتهم لهذا الالتفاف الجماهيري حول هذا الوطن ، ونحو هذا النظام .

فقد اخذ البعض يطعن في استقلال الاردن ليبرر عدم احتفالهم بهذا الاستقلال ، وهم على وجه الخصوص من دعاة الدور الوظيفي للنظام الاردني ، والذي من وجهة نظرهم مهمته محافظة النظام على الاردن ليقوم بتسليمه للكيان الصهيوني في الوقت المناسب ، وان المرحلة الاولى قد تمت بتسليم الضفة الغربية ، وان العمل جار على تسليم الضفة الشرقية لهم الآن ، وهم لا يستندون في اقوالهم هذه الا على احلام ومطالب اقصى اليمين الديني الصهيوني المتطرف ، والذي لا يستند الى اي قول او مشروع او اتفاق. وحتى وعد بلفور المشؤوم لم يقل بذلك. وحتى اللورد بلفور نفسه لم يعدهم بذلك. ولم يوافق على مطالبهم بشمول كامل فلسطين والضفة الغربية بوعده لهم. وحتى ان بريطانيا التي قامت بدور الولادة غير القانونية للكيان الصهيوني هي التي اخرجت شرقي الاردن من وعد بلفور. اولا لموافقتها على طلب زعماء الضفة الشرقية باستثناء شرقي الاردن من ذلك الوعد، وطلبهم ان تقام امارة في شرقي الاردن ينصب عليها امير هاشمي . وهذا ما جرى حيث اقيمت امارة شرق الاردن ، ونصب الامير عبدالله بن الحسين اميراً عليها . وارتبطت هذه الامارة في معاهدة مع بريطانيا . وعين لها معتمد بريطاني لا علاقة له بالمندوب السامي لبريطانيا في فلسطين والذي عهد اليه الاشراف على اقامة كيان لليهود في قسم من فلسطين وليس في كلها ، وكما جاء في قرارت التقسيم التي صدرت عن هيئة الامم المتحدة وبموافقة بريطانيا ، حيث قسمت ارض فلسطين الى قسم خاضع لسيطرة اليهود تنفيذاً لوعد بلفور ، وآخر خاضع لسيطرة الفلسطينيين . كما لاننسي قرار لجنة بيل التي شكلتها بريطانيا في عام 1936 ، واستمرت في عملها لغاية عام 1939 والتي كانت مهمتها اقتراح اجراء تغييرات على الانتداب البريطاني على فلسطين وعلى وعد بلفور . والتي كانت اهم قراراتها اعتبار منطقة شرق الاردن غير مشمولة في وعد بلفور ، ولا تخضع للمندوب السامي البريطاني في فلسطين . ثم استطاع سمو الامير عبدالله الاول الحصول على استقلال الاردن من بريطانيا ، وبتاريخ 25 من شهر مايو عام 1946 اعترفت الامم المتحدة بنهاية الانتداب البريطاني على شرقي الاردن ، والاعتراف به كمملكة اردنية عربية هاشمية مستقلة ذات سيادة . وبتاريخ24 من شهر نيسان عام 1950 تم اعلان وحدة الضفة الغربية بالضفة الشرقية باسم المملكة الاردنية الهاشمية . واعترفت بريطانيا صاحبة وعد بلفور بهذه الوحدة . واقامت مع هذه الدولة علاقة دبلوماسية لا زالت حتى الآن في اكمل صورها . ومن تاريخ ذلك اليوم ، وحتى هذا اليوم لم تصدر عن اي جهة دولية ، ولم تعلن اي دولة ان شرق الاردن مشمول بوعد بلفور ، وان خضوعه للهاشميين هو دور وظيفي لهم لتسليمها لليهود . بل ان الدور الوظيفي كان للكيان الصهيوني الذي تم بموجبه نقل يهود العالم الى فلسطين للخلاص منهم ، ولجعل هذا الكيان نقطة ارتكاز لهم في الشرق الاوسط ، باستثناء غلاة المتطرفين الصهاينة الذين لا يزالوا يقولون ذلك ويرددونه ويسعون الى تحقيقه ، بالاضافة الى الصهاينة الذين يحملون اسماء عربية واردنية ويلحقون بها صفاتهم العلمية او الوظيفية ليعطوا مزاعمهم نوعًا من المصداقية .
اما البعض الآخر فقد هالهم هذا الاندفاع الهائل من كافة محافظات ومدن وقرى الاردن يعربون فيه عن حبهم للاردن بعيد استقلاله ، وحبهم لاميرهم الشاب ولي عهد مليكهم في مناسبة زفافه ، مما نقل الصورة الحقيقية لموقف الشعب من القيادة على عكس ما كانوا يعملون على نشره خلال السنوات الماضيات ، حتى انهم صدقوا كذبهم واعتبروا ان هي الا فترة وجيزة ويسقط هذا النظام على امل ان يعتلوا هم صهوته . ولكن خاب فألهم ، ولذا شنو حملة هجوم شرسة على من شاركوا بهذه الاحتفالات بحجة اثارة الفوضى . وشن آخرون هجوما على رجال الامن الذين سعوا لفرض النظام والقانون . وللاسف ان بعض من قال ذلك ان لم يكن معظمهم ممن حملوا القاب اصحاب الدولة والمعالي و العطوفة ، وممن انحنت رقابهم من ثقل الرتب التي عُلقت عليها ، وذلك لان اللقب الغالي طالت غيبته عنهم ، او لطول انتظار اصحاب الرتب ليصبحوا اصحاب معالي او حتى دولة . بالاضافة للكثيرين من المستوزرين الذين ينتظرون دورهم . ولكنهم جميعاً جائهم الرد من الشارع . صحيح انه قد حصل بعض الفوضى ومخالفة القوانين والانظمة ، الذي لا نقره ولا نوافق عليه ، ولكنه امر وارد ومتوقع ان يحصل ، وقد حصل منه واكثر في الاردن بمناسبات اقل اهمية من ذلك . وهذا لا يحصل في الاردن فقط .ولكن في دول العالم اجمع ولمجرد تحقيق بطولة العالم في كرة القدم مثلاً ، او حصول نادي دولة على بطولة الدوري ، او اي بطولة محلية اخرى . كما يحصل في احتفالات بعض الدول في الاعياد الدينية مثل عيد الميلاد ، وعيد رأس السنة . وكما يحصل في عيد الهالويين وغيرها . فليذهب منظورنا الى احدى هذه الدول ، ويشاهدوا ما يحصل من فوضى ، ويشاهدوا مئات اطنان القاذورات التي تكون ملقاة في الشوارع عند انتهاء الاحتفال . ام ان الموضوع ليس موضوع رمانه وانما موضوع قلوب مليانة.

مبروك للاردن عيد استقلاله ومبروك لسمو ولي العهد زفافه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :