facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تزيَّني وتجمَّلي يا بلادي


وليد شنيكات
31-05-2023 02:07 PM

لم تتفتّح عيون الأردنيين على ولاية عهد بهذا الانبهار مثلما تفتّحت على ولاية عهد الأمير الحسين، وكأن هذا الموقع في الدولة استُحدث للتوّ، والحسين أول من تبوَّأه، منذ ظهوره الأول إلى جانب والده رقّت له عيون الأردنيين جميعاً شوقاً واشتياقاً، باسمه ورسمه، فهو كما والده يحمل من مخايل جده الحسين رحمه الله ما يؤهله أن يكون قائداً مِقداماً يقود السفينة بعد عمر مديد لجلالة الملك المعزَّز.

كانت ثلاثة عقود من عمره، أو أقل قليلاً، وارفةً مزهرةً كفيلةً بأن يكون الأمير الحسين ابناً لكلّ الأردنيين شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً. أحبوّه كما أحبّوا أبناءهم، دخل قلوبَ الناس من أوسعها، كما دخل كلّ بيت زائراً وملبيّاً ينشر الفرح والبهجة في أرجاء البلاد بطولها وعرضها.

يوماً بعد آخر تعزّزت مكانة ومحبّة الأمير الحسين عند الأردنيين، وثَقُلت في ميزان الولاء والطاعة الذي ساروا عليه من قبلُ ومن بعدُ، غير أن في الأمير ميزة خاصّة قرّبته ممّن حوله أقرب للبراءة الشفيفة والنبل الطاهر العفيف ما يؤهله أن يكون من أهل الدار وهو يتنقل ويتفقّد شعبه الذي أحبّه ولا يرضى بغيره وهو وريثُ أبيه مهما طال الزمن أو قَصُر.

أن يكون الحسين الشاب ولياً للعهد فهذا حُكم الله، وحُكم الدستور الذي سار عليه الجميع وانبروا للدفاع عنه وهو الفيصل وفيه القول الفصل مهما تغيّرت الألوان والوجوه وتبدّلت وتشوّهت المعاني والحقائق. وأن يكون الحسين سيّداً في شعبه فهذا حُكم الشعب نفسه الذي آمن بألا يبدّل "قِبلته" التي ارتضاها منذ انبلج فجر البلاد على المستقبل والروح والإباء.

قد يكون زواج ولي العهد مناسبةً اجتماعيةً في شكلها الظاهر غير أنها أيضاً تشير بشكل أو بآخر إلى دخول مرحلة جديدة في الحُكم والسير نحو استحقاقات أيّ ولاية عهد، فالزواج هنا ليس بالضرورة أن يكون من لوازم الحياة الشخصية الخالصة وإن كان فيه شيءٌ من هذا، إلا أنه أيضاً من دواعي ومتطلّبات السياسة التي تستدعي مثل هذه التحوّلات نحو مستقبل البلاد.

رمزية "الزواج الملكي" وإشاراته ودلالاته واضحة وتتعدّى الارتباط الشرعي التقليدي الذي يسير عليه الجميع، فهو شرعية استثنائية خالصة تتلاقى فيها معاني السياسة وأبجديات الشراكة وتجديد العهد، ويرتبط فيها أيضاً ما هو عامّ وخاص. فالمَلِك سياسياً هو أبو الأردنيين والمَلِكة كذلك أمُ الأردنيين وهي السيّدة الأولى أيضاً.

إذاً، تسير الحياة بعد القِران الاستثنائي بكلّ ألقها وكبريائها الأسطوريّ، ومزهرة مزهوة نحو مدارج الفَخَار والسؤدد. نعم هي المملكة الجديدة التي سيكون صُبحُها ليس كأمسها، يفاخر بها الجميع، والإيمان بها ليس بالتمنّي ولكنه بالحقائق وما تفرضه لوازم الولاء الذي هو قسيم الروح وجزءٌ من الذات.

تزيَّني وتجمَّلي يا عمَّان فاليوم أنتِ حاضرةُ الدنيا ومهوى أفئدة الخلائق، ومن هو بحظكِ وبختكِ يا أمَّنا وأنتِ تفتحين ذراعيكِ بالوَصْل والزغاريد، وتنثرين عبيرَك الطيّب الفوّاح على أكتاف العريس في أول طلّته بموكب تصافحه القلوب قبل الأيدي والعيون، يعانق أرضكِ على مدّ البصر والبصيرة. نقلّب عيوننا في الشوارع والأزقة والحارات فرحاً وطرباً وعزاً بمقدَمكِ ورسمكِ الذي توشّح به وجه البلاد.

هؤلاء هم الأردنيون حقاً، إذا أحبّوا أحبّوا بصدق وشرف، وإذا أَعطَوا أيضاً أعَطَوا بكرم وسخاء، هم باقون على العهد والوعد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. فحبُّ الوطن في كل واحد منّا كسيل الدّم في الوريد حملناه في أحشائنا وضمائرنا أيضاً.

نُبارك للمَلِك والأمير والوطن الزفاف الميمون، ودامت الأفراح عامرةً بإذن الله.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :