facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ولي العهد .. إجابة لماذا فرح الاردنيون بعرسه!


أحمد سلامة
11-06-2023 01:02 PM

(صفنت) على مدار الاسبوع الذي مضى متأملا ببعض الآراء حول فرحة الاردنيين بعرس سمو ولي عهدهم وهل كانت حقيقية نابعة من القلب؟ ام انها جاءت لتنظيم محكم من اجهزة الدولة؟ وهذه الاستعراضات الفرحة التي عبرت الأردن كله، هل كانت من غير معنى؟ ولقد حرصت على متابعة كل الاراء التي حاولت ان تجعل من ذاتها (مرايا) اعتبر اصحابها انفسهم وكلاء للمعرفة وينوبون عن الناس..

اعلام وافد، واعلام عابر للمناسبات كافة وكتابات وعظية، وانتقادات ماكرة، وكتبة استدعاءات خلت كتاباتهم من اي روح سوى تسجيل موقف..

ولو اني اجزت لنفسي كما اجاز غيره لنفسه ان ينصب من ذاته قاضيا ومفوضا وحكما فانني اتجرا بالقول انني استطيع تصنيف ما كتب وما بث في خانات اربع:

الاولى:

كتابات وتغطيات متلفزة ومسموعة نبعت من القلب وبروح الفرحان وهذه وردت على السنة الناس الطيبين الذين دبكوا ورقصوا وغنوا في الطرقات وسمعنا زغرودة من هنا وبيت شعر من هناك ودبكة ممتعة وابتسامة ملء العين كلها طيب كانت خانة الناس البسطاء من غير تعليقات باهتة جامدة احيانا من المعلقين خلت من اي معنى روحي.

إن من صنع الفرح الحقيقي هم (صاحب المناسبة / ولي العهد) بعفويته وطيبته وحسن ادائه، والناس الاردنيين الطيبين التواقون للفرح.

الثانية:

ثمة كتابات وتعليقات اعلامية من داخل اجهزة الدولة كانت عادية في معظمها تخلو من الابداع، ولم ترتق الى ذات الحدث الذي صنعه الناس ولقد استمعت الى معظم (الاعلاميين) وتعليقاتهم وبمنتهى الصدق والموضوعية فانه رغم طول الوقت المتاح لهذا الجيل الجديد من الاعلاميين فانهم لم يُدربوا تدريبا حسنا مقنعا يليق بالفرحة الوطنية

ثمة محاور ارتكاز لاية تغطية اعلامية في مثل هذا الحدث اولها الرسالة، ما هي رسالتنا التي استطعنا ان نحكي لناسنا والمبغضين لنا
عنها؟

الربط بين السلالة والرسالة والفرح والسلالة؟ وتميزنا عن غيرنا ان تاريخنا وبحمد الله موصول دون انقطاع، ففي الوقت الذي اضطر فيه محمد حسنين هيكل رحمه الله ان يعتذر عن تاريخه الملكي لصالح ثورة الضباط فان واحدا اي واحد منا لم يتعرض بحمد الله لذلك لان تاريخنا موصول في مملكة واحدة هاشمية عربية ذات رسالة حاسمة في عروبتها…

وما الهبل الذي يفتريه بعض العلماء في التاريخ بتصنيف المملكة للثانية والثالثة والرابعة سوى سذاجة رعناء وجهل لتاريخ السلالة
وعدم وضوح تصور منهجي لما هم بصدده…

اخفق كل من استضافتهم ولسوء الحظ شبكة البث المشترك وما قبلها وما بعدها في تاصيل الحب وتاصيل فلسفة الفرح والتنقيب عن منابعه وكل ما سمعته من الضيوف مع فائق التقدير لذواتهم (رطانة) لا تعمق المعاني ولم تصنع رسالة بمستوى الحدث

الثالثة:

الاقلام والرسائل الموتورة القادمة اما بحياء من داخل الوطن او بفظاظة من خارجه.. ومن عادتي دوما وابدا ان اترفع عن الرد للكتاب المرضى، ثمة حروف مصابة بالجرب لا تستحق ان يتم تناولها لان الرد عليها يعطيها قيمة غير متاحة لها في ارض الواقع والحق ما زلت على قناعتي ان الاستهتار حد الاحتقار لما يكتبه (النعاة والمهووسين والمفتونين بحرية الاغتراب المزعومة) سيصحون ذات جفيلة
ويدركون ان وطنهم لا يستحق منهم كل هذا العمى المقصود، بئس ما قالوا وشاهت اقلامهم وطلاتهم!!!

الرابعة:

بيت القصيد في احتفال عرس ملكي كهذا الذي افرح كل صاحب قلب طبيعي وعقل طبيعي وفهم طبيعي. كان من الواجب ان تكون الصور التي هي روح الحدث بوابة فهمه!

فهل انصفت صورة الاميرتين الهاشميتين اللتين مثلتا اسمى حالة من الرقي الملكي لسلالة هاشمية عمرها تجاوز السبعماية عام اعني ان (مشية الهاشميتين ايمان وسلمى) خلف العروس التي لم تحظ تلك اللحظة بشرف الامارة كان درسا وعظة في التاريخ كيف لهذا (المُلك) ان يرفع سيدة من الناس العاديين الى مقام سمح لها ان تحظى بهذا الشرف الهاشمي؟!

والسؤال.. هل هذا امر بالجديد ؟!

لقد بدأه النبي العربي الهاشمي الجد الملهم للبشرية في الحب والفكر المتنوع حين (جعل من يهودية ومن قبطية ومن بدوية ومن مدنية الخ السلسلة الذهبية) سيدات الامة حين وسمن (بـ اهل بيت رسول الله)

وصورة الامير العريس الذي انحنى فقبل يد امه وفاء وعرفانا كيف تم تدويرها في الاعلام والاحاطة بها!؟

ودمعات عبدالله الملك الفرح حد البذخ والمتعب حد الارهاق شافاه الله من كل سوء هل فردت لها المساحة اللائقة ؟!

والناس الذين كانوا في الشوارع كيف قدمنا فرحتهم للبشرية جمعاء !؟

ازعم ان التركيز على المذيعين و"شو لابسين وكيف حكوا وكيف لخبطوا في الموكب" كل ذلك تفاصيل غير لازمة بل اللازم ان ورشة وطنية كان من الواجب ان اعد لها اعدادا مهنيا وليس على طريقة انشاء تلفزيون المملكة !؟

الذي اثبت الحدث ان كل التجربة لم نكن بحاجة اليها ولو دفعنا المبلغ في تحسين شاشتنا الوطنية واعدنا تدوير زوايا البث كما كان محمد كمال رحمه الله قد فعل قناة اجنبية تبث بالعبري والفرنسي والانجليزي وقناة للاردنيين والعرب لم يقدم تلفزيون المملكة بكل التقدير والاحترام لمواهب وقدرات من اسسه اي جديد في امتحان العرس

طيب ختاما ….

لماذا فرح الاردنيون؟! اذن وهذا هو السؤال الضرورة في ايجاد اجابة بكل تواضع ومن غير اي ادعاء للحكمة احاول القول لقد شهدت فرحات عدة في حياتي الذي شارف على السبعين عاما..

وكانت كل فرحة باسبابها… كان الحسين رحمه الله محاصر مطلع الستيينيات في شعب الحزن على العائلة الهاشمية المالكة في مذبحة قصر الرحاب وشعب تطويق المملكة بوهم حلم وحدة الجمهورية العربية المتحدة وبدا ان الاردن على شفا الوداع ..

انتشل الحسين تلك اللحظة وتزوج الاميرة منى والدة الملك عبدالله، ولقد فرح الاردنيون فرحة جلجلت لها اسماع الخصوم حين رفعت سيارة الحسين على الاكف في اربد وفي نابلس

كان الاردنيون بفرحتهم يعلنون رفضهم للحظة الراهنة ولقد اضحى ذلك احدى اسرار الاردن التاريخية رفض الحزن بالفرح

ولقد رد الحسين جميل الاردنيين، بان قدم (نقوط الاميرة منى واضاف عليه) هدية للاردنيين وبنى لهم مدينة الحسين للشباب….

الفرحة الثانية .. كانت في ايلول عام ١٩٩٢م، كان الاردن مكسورا في معركة النفط مع الدم وكانت الصورة سريالية مجنونة، البعث السوري ارسل عشرات الالاف تحت امرة شوارزكوف لذبح البعث العراقي وكان ذلك معيبا!!

ومصر مبارك انقضت على كل قيمها العربية وانحازت للامريكان (والجوكر في اللعبة كان مكشوفا) كانت المليارات في الحقائب هي من طوعت الارادات والرغائب الا الهاشمي تشبث بالحل العربي وبالعروبة قانون حياة كان الاردن مديونا ومحروحا ومحاصرا ومستقوى عليه
كم كانت تلك اللحظات مرة كالعلقم حين مرض الحسين ولكن حين اطل شافيا معافى رحمه الله فرح الاردنيون بجنون الرافض للضعف

كان يوما هاشميا للتاريخ وكان انكسارا للشامتين

الاردنيون حين يفرحون يكظمون غيظا سريا لا يفك لغزه الا الهواشم ولقد رد الحسين للهاشميين موقفهم بان اجرى معاهدة السلام مع يهود ومهما قيل فيها كانت معركة مجيدة بعد ان لملم ابو عمار رحمه الله اوراقه ومضى الى اوسلو؟!

الفرح دوما يعقبه رد جميل هاشمي للاردنيين،

والسؤال.. اذن لماذا فرح الاردنيون بعرس الحسين الحفيد المجيد ؟!

تفشت الكورونا في النفوس فعطلت الروح في العالم بأسره لسنين والاردن في القلب من ذلك الوجع وكان ذلك حزنا معتقا في النفوس وداهمت البشرية حالة فوضى اقتصادية ولم تزل واكثر المتضررين فقرا وحاجة هي الدول الفقيرة ونحن في القلب من ذلك وكان في ذلك حرجا ووجعا، وترفع العرب الاثرياء على عرب الحاجة، واضحى عرب الاحتياج في حالة تخبط وتذمر، واضحى كل الغد يكتنفه القلق والغموض
والاردن في القلب من ذلك وكان ذلك كله خوف وقلق!!

واخيرا، وقعت قصة الفتنة التي احزنت الاردنيين، ورغم انه دوما في التاريخ هذه الحكاية الا ان الاردنيين اعتادوا الاستقرار في ملكهم ومملكتهم لعقود خلت وترك ذلك مرارة !!

من ثم جاء عرس الاميرة ايمان ولقد نجحت الملكة رانية في جعله مناسبة وطنية واسبغ عبدالله الملك بابويته الحنونة صورة كان الاردنيون يحتاجون ان يدركوها في شخص ابو الحسين ثم كان عرس الحسين الحفيد المجيد ففرح الاردنيون من قلوبهم فرحوا ليقولوا الحسين فينا هدب قلب واهداب حدقات، نبايعه على ما قرره الدستور الوثيقة الالزامية وما ارتضاه الملك الوالد فكان الفرح بالقلب طويا لصفحة واجبة الطي والنسيان وفرح الاردنيون برغم الجوع والفقر والحاجة وضيق اليد لانهم يدركون ان الفرح حين يدخل من ابوابهم المشققة تبدأ رحلة جديدة في الحياة

وفرح الاردنيون لانهم ارادوا القول لـ عبدالله الملك: انت لنا ونحن لك ولقد انجيتنا من كل ما اصاب غيرنا فكنا معك وسنظل معك والفرح رسالة سرية يرسلها الناس بحاجاتهم المكبوتة للملك

وفرح الاردنيون ليقولوا للملكة واخيرا فهمنا عليك انك الملكة التي ربيت فاحسنت التربية وانك احتفلت فكنت منا ونحن منك وانك ام الحسين النبيلة الجليلة عندنا

وفرح الاردنيون فقالوا احنا غير بفقرنا بجوعنا بضعف ادارتنا وبحماقة الكثير من مسؤولينا ولا اباليتهم الا اننا نفرح لولي عهدنا محط الامل والرجاء

واخر الاسئلة: طيب هالاردنيين الذين قالوا سلاما اوليس من حقهم علينا ان نرد لهم السلام

من دون مواربة في الالتماس، لا الحكومة ولا اجهزتها ولا مجلس الاعيان ولا النواب قادرين ان يردوا للاردنيين الجميل جميلا.. ما زلت مقتنعا ان الملك والملك وحده سارح ليتخذ قرارا يقول فيه للاردنيين شكرا!!

ما هو القرار !؟ لست ادري فالملك حين تغيب الحكمة لا نعثر عليها الا بين يديه

المجد دوما للاردنيين الذين يجعلون من غضبهم او حزنهم او نبل صمتهم فرحا تليدا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :