facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلّا المصحف الشريف


نيفين عبد الهادي
03-07-2023 12:12 AM

سبق حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف التي قام بها متطرف عند مسجد ستوكهولم المركزي بالسويد بأيام قليلة اقتحام مستوطنين برفقة كلاب أحد مساجد قرية عوريف جنوبي نابلس وتمزيقهم المصحف الشريف، وبطبيعة الحال سبق الحادثتين أو الجريمتين انتهاكات وجرائم بالعشرات بحق المسلمين والمسيحيين في فلسطين من سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين دون مراعاة لأيّ من الحقوق الدينية وقدسية الأماكن المقدسة والكتب السماوية.

كل هذا يجعلنا نتساءل هل ما يحدث طبيعي، وهل يمكن المرور عنه بكلمات رفض وإدانة واستنكار، ونحن بني البشر الأمناء على هذه الكتب السماوية وهذه الأديان، هل نقف مكتوفي الأيدي بانتظار جريمة جديدة تنتهك قدسية القرآن الكريم وقدسية المصلين والصلوات وتجعل من هذه الجرائم تزداد عددا بدلا من جثّها ومنع حدوثها بالمطلق .

ما حدث في نابلس وبطبيعة الحال سبقه في مدينة القدس المحتلة ومدينة الخليل وغيرها، وما حدث في السويد قبل أيام، كلها عناوين لحالة خطيرة يجب الأخذ بها على محمَل الحسم، فمن غير المقبول دينيا وانسانيا وحتى اجتماعيا الاستقواء على القرآن الكريم وعلى أيّ من الكتب السماوية وأيّ من الديانات، فهذه الجوانب تتجاوز بأهميتها وقدسيتها مفهوم المحرّمات، هي من الكبائر التي تحتاج منعا حاسما وعلى مستوى عالمي، بمواقف واضحة تمنع تكرارها ومحاسبة من يقوم بمثل هذه الجرائم أيّا كان شخصا أم جماعات.

قيام متطرف بحرق نسخة من المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي بالسويد، مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، ما هو إلاّ عمل جبان مرفوض بكل المعايير الدينية والإنسانية، وفتح باب للعنصرية وللكراهية ويعيد للأذهان صور انتهاكات وجرائم كنا نعتقد أننا تجاوزناها، فهذا التطاول على أقدس المقدسات الدينية القرآن الكريم، جريمة لا تغتفر ويجب أخذ أشد العقوبات بحق من يتجرأ على فعلها، والبقاء في مساحات الاستنكار دون الإصرار على أن ينال العقاب الذي يستحق ستبقى الحقوق الدينية في مهب تصرفات متطرفين مرفوضة ومدانة.

إلاّ المصحف الشريف، فهو أقدس المقدسات الإسلامية، والسكوت على أي جريمة بحقه جريمة أكبر من انتهاك قدسية، ولا مصطلحات يمكن أن تغيّر من حقيقة أن انتهاك القرآن جريمة، ليست حرية ولا تصرفا فرديا، ولا غيرها من التعبيرات التي تُبعد الواقع عن حقيقته، هي جريمة يجب محاربتها وعدم تكرارها ولها تبعات خطيرة في حال لم يتم التعامل معها بحسم وحزم وعدم تجاهلها، أو كما أسلفت وصفها بما هو بعيد كل البعد عن حقيقتها.

حماية الكتب السماوية، والمصحف الشريف مسؤولية العالم بكل أفراده من أي متطرف، وكلنا نعلم أنها ليست الحادثة الأولى فقد تجرأ أفراد على تمزيق وحرق القرآن الكريم في وقت سابق، ناهيك عن تمادي المستوطنين في التطاول على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بحماية من شرطة الاحتلال، من خلال الاقتحامات المتكررة، والتدنيس، وأداء الطقوس التلمودية اليهودية، وامتداد جرائم المستوطنين إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، من خلال الاعتداء على ممتلكاته، وسرقتها، والتطاول على المصلين، عدا عن إغلاقه في الأعياد اليهودية، وغيرها من الأماكن المقدسة، مثل: قبر يوسف، والمقابر الإسلامية والمسيحية، والكنائس، والمساجد في الضفة، وأحدثها تمزيق المصحف في أحد مساجد نابلس، واقع يغذي الكراهية ويعزز الفكر السلبي، ويجعل الحسم ضرورة، فباتت حماية المقدسات وحماية القرآن الكريم حاجة دينية وإنسانية ووطنية.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :