الروابط المنطقية في الفلسفة
18-07-2023 03:24 PM
عمون - في الفلسفة، تعتبر الروابط المنطقية وصلة أو رابطة بين فكرتين محددتين، حيث تربطهما فكرة مشتركة أو قواسم مشتركة، وتهدف إلى استنتاج نتائج معينة. تستخدم الروابط المنطقية كأداة للحجاج الفلسفي لإثبات قوة وصحة الفكرة. يُعرف الحجاج الفلسفي بأنه فن الإقناع العقلاني، وينقسم الحجاج إلى نوعين: الحجج المنطقية والحجج الواقعية. الحجج المنطقية تعتمد على الاستدلال، حيث يتم التوصل إلى نتيجة من خلال مقدمات مترابطة بعلاقات منطقية. أما الحجج الواقعية، فيعتمد على الوقائع التي يمكن ملاحظتها.
في المنطق الصوري، تنقسم الكلمات إلى بسيطة ومركبة. الكلمات البسيطة تكون تعابير وأصوات أولية مثل كلمة "إنسان"، أما الكلمات المركبة فهي مجموعة من التعابير التي تتحد لتشكيل تركيب أكثر تعقيدًا، مثل عبارة "الإنسان يجري". يُطلق على هذا النوع من الكلمات اسم "القضية" في علم المنطق. تتألف القضية من موضوع يعتبر محور القضية، ومحمول يحمل الموضوع. على سبيل المثال، في القضية السابقة، الموضوع هو "الإنسان"، والمحمول هو الكلمة "يجري". أرسطو اعتمد هذا الرأي وأعمق في دراساته المنطقية. يروي أفلاطون أن الاسم أو الفعل وحده لا يكونان قضية، فالفعل ضروري للتعبير عن الاسم، وقد يكون هناك اسم آخر يخبر عن الاسم الأول. يلعب الفعل أيضًا دورًا في جعل القضية ذات احتمالية للصدق أو الكذب. وبالتالي، تكون وظيفة الفعل هي الرابطة التي تمكننا من الوصول إلى قضية منطقية. عندما يتم فصل الموضوع والمحمول عن بعضهما، يكون المعنى غير قضية. ولذلك، قام أرسطو بتعريف القضية على أنها "كل قول يليه دال، ليس على طريق الآلة وإنما على طريق المواطنة"، وليس كل قول جازم، بل القول الجازم هو القول الذي يحتمل الصدق أو الكذب، وهذا ليس موجودًا في كل الكلام.
يلاحظ أنه عندما يكون للقضية اسمان مثل "سقراط إنسان"، يكون الموضوع هو سقراط، والمحمول هو الكلمة "إنسان"، وتكون الرابطة مضمرة والضمير هو المستتر. على الرغم من أن الرابطة غالبًا ما تكون غير ظاهرة في اللغة العربية، يمكن استنتاجها من خلال قواعد اللغة وفلسفة النحو.
في القضايا المنطقية وفقًا لابن سينا، تعتبر الروابط المنطقية نسبة بين الموضوع والمحمول، وتلبي الحاجة في اللغة الفارسية، ولكنها تعتبر زائدة في اللغة العربية لأنها تُعتبر حشوًا. ومع ذلك، يمكن أن تظهر الروابط المنطقية في حالة وجود قضية ثلاثية، مثل قول "الإنسان يوجد عادلًا" أو "إن الإنسان هو عدل".