facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انحياز الملك لاصوات الاحتجاج


طاهر العدوان
13-01-2011 03:27 AM

التذمر الشعبي من غلاء الاسعار المترافق مع دعوات لمسيرات يوم غد الجمعة عبر الانترنت ومواقع الكترونية (الفيس بوك) جاءت ثماره بسرعة من خلال جملة القرارات التي اتخذتها حكومة الرفاعي لتخفيض اسعار الكاز والسولار وبنزين (90) والتعهد بمواصلة الدعم الحكومي للسلع الاساسية الاخرى مثل الغاز والخبز والكهرباء والماء والاعلاف, اضافة الى جملة قرارات اخرى بهذا الاتجاه.

تقول الحكومة ان هذه القرارات ليست مرتبطة بالدعوة لمسيرات احتجاجية يوم الجمعة, والحقيقة انها مرتبطة بها مئة بالمئة. ولولا هذه الدعوات الصادرة من مختلف انحاء البلاد لما اقدمت حكومة الرفاعي على مثل هذه القرارات. والصحيح, انها كانت تفكر بعكسها اي بخفض الدعم عن بعض السلع والخدمات. وهذا كان واضحا بين سطور خطاب الحكومة امام مجلس النواب, وهو ما كان يسيطر على المعلومات التي تتناقلها المصادر المقربة من الحكومة.

لم تتجه حكومة الرفاعي هذا الاتجاه القوي لحماية دخل الطبقة الوسطى والفقراء من حُمّى الاسعار وجحيم البطالة لولا دخول الملك السريع الحازم على خط الازمة لانقاذ الموقف بانحياز جلالته الكامل الى جانب الناس واصوات المحتجين على الغلاء. وبينما كانت الحكومة منشغلة باوراقها ومداولاتها مع مجلس النواب حول موازنة هي وصفة للمعاناة , وكأن الهدف الرئيسي هو توازن الارقام في جداولها فقط, كان الملك يصغي ويتابع الاصوات التي تنطلق من هنا وهناك للتعبير عن اوضاع اقتصادية ومعيشية لم تعد تطاق. فكانت توجيهات جلالته يوم الاثنين الماضي للحكومة كفيلة بتغيير مسار الاداء الحكومي وتصحيحه ومنح الخطاب الرسمي مضموناً جديداً يحمل هموم المواطن, بدل تحميله هموم موازنة وعجز تتحمل مسؤوليتهما النخب التي ادارت العملية الاقتصادية في السنوات الماضية.

كل هذه التطورات تقود الى عِدّة استخلاصات منها: (1) لم يلجأ الاردنيون للتعبير عن احتجاجاتهم على الاسعار واوضاعهم المعيشية الى الشوارع فجأة, كما حدث في تونس والجزائر. عندما انطلقت الاحتجاجات الشعبية من غير سابق انذار لتمارس العنف وتدمير المؤسسات. ما حدث هنا ان الدعوات انطلقت منذ السبت الماضي لمسيرات يوم الجمعة وهو ما يؤكد الطابع السلمي لها. لانه ينبه السلطة واجهزة الامن للاستعداد للحفاظ على سلامة هذه المسيرات وسلميتها ان حصلت, مثلما انه نبه الدولة والحكومة لما يجب عليها ان تفعله للاستجابة للمطالب الشعبية.

(2) الدعوة الى مسيرات يوم الجمعة لم تصدر عن الاحزاب المعروفة ولا عن النقابات, وهو ما اعطاها قوة التأثير على القرار الحكومي لانها تمثل تيارات شعبية غير معروفة يصعب على الحكومة معرفة عناوين محركيها للضغط عليهم او محاورتهم, فلا فضل للاحزاب والنقابات بما انجز التحرك الشعبي المعنوي وهي تخطئ اذا حاولت ركوب الموجة واستغلال هذه الحالة الشعبية لتحقيق اهداف ضيقة.

(3) توقيت ظهور الاحتجاج الشعبي الذي يأتي بعد ايام من منح النواب الحكومة ثقة كبيرة جدا, يحمل في مضمونه رسالة قوية الى الكتل النيابية في المجلس لكي تعيد النظر في ادائها الذي سار باتجاه تَبَيّن انه يفتقر الى نبض الشارع عندما منح الحكومة (شيكا على بياض) بثقة هزت صورته واضعفت الآمال الملقاة عليه في وقت كان فيه المجتمع يتطلع الى اداء نيابي قوي في مواجهة سياسات حكومة يعتقد الناس انها مسؤولة عن تردي اوضاعهم المعيشية.

كان هذا الاسبوع مميزا في الحياة السياسية في البلاد, فاطلاق رسائل التحذير الشعبية بالاحتجاج, واستجابة الحكومة الفورية لمطالبة الناس بتوجيهات قوية من الملك يمكن ان تعتبر تحولا مهما في العلاقة بين الدولة والحكومة من جهة وبين الاغلبية العظمى من الاردنيين, مما يؤسس لتوجهات جديدة تقود الى اصلاحات سياسية واقتصادية اكثر عمقا واقرب الى هموم الوطن والمواطنين.

اخيرا لم يعد هناك اي مبرر لمسيرات يوم غد, فالغرض من الحملة الاحتجاجية قد تحقق قبل انطلاقها, بل ان ما يجب ان يُعْمل عليه على المستوى الشعبي هو تحول الاردنيين في مدنهم ومحافظاتهم وباديتهم الى المزيد من الاهتمام بالشؤون العامة لبلدهم واستخدام الوسائل المشروعة للتعبير عن مواقفهم ومطالبهم بالمشاركة في القرارات العامة. من جانب آخر حان الوقت للمسؤول ان يفتح عينيه وأذنيه وان يصغي باهتمام قوي لمطالب المواطنين وصوتهم وارائهم, وللنواب ان يقدّموا مطالب الاردنيين وقضايا الوطن عامة على اي طلبات اخرى مناطقية او انتخابية.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • 1 ابو انس 13-01-2011 | 01:39 PM

    ان في المقالة تشخيص جيد للاسبوع الساخن عندما تدخل جلالة الملك معطيا الحكومة طوق نجاة من المازق.
    حمى اللة الاردن وجنبة شر المفسدين

  • 2 ابو سويلم 13-01-2011 | 08:04 PM

    "اخيرا لم يعد هناك اي مبرر لمسيرات يوم فالغرض من الحملة الاحتجاجية قد تحقق قبل انطلاقها"

    ما هو الغرض من المسيرات؟ وكيف تحقق؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :