عمون - ظهرت الفلسفة في اليونان القديمة في القرن السادس قبل الميلاد، حيث ظهرت مجموعة من الفلاسفة الطبيعيين مثل أناكسيماندر وطاليس وأناكسيمنس، وقد أُطلِق عليهم هذا الاسم لأن أفكارهم كانت تركز على أصل الكون والطبيعة. كلمة "فيلوسوفوس" (Philosophos) ظهرت للمرة الأولى مع فيثاغورس، الذي اعتبر أول فيلسوف وتعني "محب الحكمة" أو "الباحث عن المعرفة". وتم استخدام مصطلح "سوفوس" (Sophos) كمقابل لـ "فيلوسوفوس"، حيث يعني "الحكيم" الذي يدعي امتلاك العلوم والمعارف.
تعني كلمة الفلسفة باللغة اليونانية القديمة حب الحكمة والبحث الدائم عن الحقيقة دون ادعاء امتلاكها. ظهرت الفلسفة كتفكير عقلاني في الحضارة اليونانية القديمة كمحاولة لمواجهة التفكير الأسطوري الخيالي الذي كان يسود في ذلك الوقت.
فيثاغورس اعتبر أن الماء هو أصل كل شيء، وهذا القول أثار اهتمام فريدريك نيتشه، الفيلسوف المعاصر، الذي رأى فيه فكرة غريبة تستحق النظر فيها والتأمل، وذلك لأنها تبتعد عن السرد الأسطوري الخيالي. كما احتوت فكرة طاليس على فكرة الوحدة وأن "الكل في واحد". واعتبر نيتشه أن طاليس كان معدودًا ضمن الفلاسفة الأسطوريين بسبب قدرته على تصور هذه الأفكار.
عوامل ظهور الفلسفة في اليونان تشمل تأثر اليونانيين بعلوم وثقافات الحضارات الشرقية الأخرى، مثل البابلية والفرعونية. كما كان ظهور الفلسفة مرتبطًا بنظام الدولة اليونانية المدنية وظهور الديمقراطية، التي أتاحت حرية الرأي والتعبير وتشجيع الحوار والجدل باستخدام البراهين والحجج. وفي ذلك الوقت، كانت الأساطير تعتبر مجرد قصص شفوية تستند إلى السرد الحكائي والإغراء.