facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وما أدراك ما وسائل التواصل الاجتماعي


د. محمد بزبز الحياري
22-07-2023 03:38 PM

بداية، لا انكر ان لوسائل التواصل الاجتماعي فوائد جمة لمن يحسن استخدامها ولمن اراد ان يرتقي ويسمو بهذه الوسائل، فهي بالاصل اداة طورها الانسان للاستفادة منها وتسهيل حياته، لكن العبرة بالمكلف باستخدام هذه الاداة، هل يحسن استخدامها؟، او ينحو بها منحا آخر ، ونحن الان ليس بصدد ذكر محاسنها وميزاتها الكثيرة والتي اخشى ان يقلصها الى حد كبير قانون الجرائم الالكترونية بحلته الجديدة والذي تقدمت به الحكومة لمجلس النواب بهدف مناقشته واقراره.

نسرد بعضا من هذه السلبيات والمساوئ ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر:

- فتحت الباب على مصراعيه لمن هب ودب بالنشر كيفما شاء وقتما شاء، دون تحري حدود الدقة بالنشر في احيان كثيرة ، وهنا نسوق العبارة المشهورة التي قالها صامويل كولت عندما اخترع المسدس " الان يتسوى الجبان مع الشجاع" وبوسائل التواصل تساوي من يمتلك ادوات وموهبة الكتابة مع ضده، وكذلك تساوى الجبان مع الشجاع بهذا المقام ايضا، وتكاد تكون الرقابة على النشر من الجهات الرسمية لضبط امورها ذات اهداف سياسية بالمقام الاول ولا التفات جدي للمضامين الاخلاقية والفنية والمهنية.

- سميت بوسائل التواصل الاجتماعي، لكن وبعد استعمالها ردحا من الزمن ليس بالطويل نسبيا نرى ان مفعولها بهذا الصدد كان عكسيا تماما، لا بل وساهمت مساهمة فعالة بتفكيك المجتمع بشكل عام والاسرة بشكل خاص فنرى الثلاثة وحتى الاثنين، مجتمعين جسديا ومتفرقين ذهنيا وادراكيا.

- اقحام الاهواء الشخصية بقصد او بدون قصد والصاقها بمعلومة او صورة حقيقية لتشويه الحقيقة او الذهاب بها الى اتجاه معين، ونكرر قد يكون هذا مقصود او عن جهل، في الامس انتشر فيديو عبر الكثير من المجموعات واظن ان مصدره من الصين لاحدهم وهو يكرر دهس امراة عدة مرات حتى يتاكد انها ماتت، العجيب انه وردني نفس الفيديو باكثر من اربع عناوين والاعجب ان كل عنوان يختلف عن الاخر كليا.

- اصبحت هذه الوسائل مرتعا وساحة للمناكفات الشخصية وتنفيس الاحقاد بشكل مباشر وغير مباشر وغالبا ماتكون هذه المناكفات غير مؤطرة بالقيم الاخلاقية ويكون الحبل على الغارب باستعمال المفردات الغير لائقة، فتجد احدهم لا ينتقد صديقه او قريبه او يبدي ملاحظته له بشكل مباشر ووجها لوجه انما يفرغ ذلك على وسائل التواصل ومتاح للعامة وهذا تصرف لا اخلاقي ،كما واصبحت مسرحا غنيا بعرض التفاهات من تصوير ولائم وعرضها للعامة وتقبيل ايدي الامهات وتوزيع الصدقات مما تانفه النفس والطباع السوية.

- اصبحت هذه المواقع رافعة مجانية لاشخاص ما كانوا ليجدوا مساحة لهم لولا هذه المواقع وللاسف اصبحت هذه الفئة الطفيلية تتصدر المشهد في الكثير من مؤسسات المجتمع المدني والرسمي.

- اصبحت تشكل هذه المواقع وما ينشر عليها هاجسا وضغطا نفسيا وعصبيا للمسؤول ومتخذ القرار (وقد يكون هذا ايجابيا من زاوية ما) لكن ونحن بصدد مناقشة سلبيات المواقع نرى ان هذا الضغط يدفع في احيان كثيرة بمتخذ القرار للتخبط واتخاذ قرارات شعبوية هدفها ارضاء الشارع بغض النظر عن المصلحة العامة وحيثياتها، واصبحنا نسمع كثيرا الجملة المتداولة على لسان المسؤولين"سكتولي هالمواقع ولا تقوموها علي".

-عدم مراعاة شعور المتلقي عند نشر الاخبار والصور وما قد يحدثه هذا من ألم نفسي ومادي قد يمتد زمنا ويطال اشخاص ابرياء زورا وبهتانا هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى لجوء البعض لافتعال او تلفيق حدث بقصد جلب الشهرة وسبقا بالنشر وحصدا للاعجابات ، وهذا يوقع بمزالق كثيرة وانحدار اخلاقي نلاحظ انه يتفاقم يوما بعد يوم.

- سهولة الوصول وتعدد المزايا التكنولوجية لهذه المواقع وايضا سهولة استعمالها من كلا الجنسين وبكافة الاعمار وما صاحبه من ضعف للوازع الديني، كل ذلك وغيره ساهم بالمزيد من الانحلال الاخلاقي وتسرب القيم الغربية المشكوك باهدافها.

هذا غيض من فيض.. وعذرا على الاطالة لكن شئنا ام ابينا ورغم كل السلبيات فإن ( مرحلة ) مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت حقيقة واقعة ولا يمكن العودة الى ما قبلها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :