عمون - الفلسفة هي كلمة يونانية المنشأ، تتكون من "فيلين" وتعني الحبّ أو الرّغبة، و"صوفيان" وتعني الحكمة. تحمل هذه الكلمتين معنى "حبّ الحكمة". ومع ذلك، هذا التعريف لا يُفصل تمامًا في تعبيره عن جوهر الفلسفة. لذلك، تم تعريف الفلسفة بأنها البحث عن أسباب وجود الأشياء وطبيعتها، والكشف عن المعاني والأسباب الكامنة والعميقة للظواهر والأحداث. إن طبيعة الدراسات الفلسفية تستند إلى المنطق والنظر الشامل والتفصيلي، وتتناول الظواهر بطريقة نظرية وتأملية دون الاقتصار على التطبيقات الواقعية.
في فلسفة الشخص، يحظى مفهوم الشخص باهتمام كبير من قِبل العلماء والفلاسفة والمُفكرين في العلوم الإنسانية. يُعرَّف الشخص بأنه الذات التي تمتلك وعيًا وقدرة على الاستقلالية بفضل إرادتها، وتتناول الفلسفة مفهوم الشخص كونه الجانب المعنوي والروحي للفرد، بما في ذلك الهوية والطباع والقيم. تختلف آراء الفلاسفة حول هذا المفهوم منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث.
جون لوك، مثلاً، يرون أن الشخص هو كائن ذكي ومفكّر، والإنسان يبقى هو نفسه عبر الزمن بفضل الشعور الذي يرافقه في كافة استجاباته وانفعالاته. بالمقابل، ديكارت يرى أنّ العقل هو جوهر الشخص وأساس قيمته وكرامته. وهناك أيضاً آراء أخرى تؤكد أنّ الإرادة هي أساس هوية الشخص، وأن الإنسان يُمكن أن يحدّد هويّته بالقوة الحافظة والذاكرة.
إن فلسفة الشخص تعكس تعقيد الجانب الروحي والنزعة الروحية للإنسان، وقد تم تحليلها ومناقشتها بمنهجيات مختلفة عبر التاريخ، مما أدى إلى ظهور مفاهيم ونظريات متنوعة حول طبيعة الشخص وهويته.