facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الحديث عن استهداف التربية والتعليم


فيصل تايه
24-07-2023 12:21 AM

بالنظر الى النمطية السلوكية السائدة والمقلقة التي اجتاحت منظومة التفكير الجمعي ، والتي اصبحت ثقافة منتشرة مستحدثة نشأت مع الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي ومتابعتها لمحطات الفضاء المفتوح الواسع ، فالعديد منها باتت بوابات لنشر المحتوى المراد به إشاعة خطاب الاستقواء تستهدف بشكل واضح ما يصدر من قرارات او تصريحات من قبل المسؤولين ، مشكلة مادة دسمة للاحباط والسلبية وزعزعة الثقة ، حيث تلقى ما تلقى من تسخيف وعبث وابتذال الكتروني او مرئي دونما رقيب او حسيب .

نحن اليوم امام "مأزق جمعي" اظهر فئة من "المتربصين" ممن استغلوا الفضاء المفتوح بوابة للشهرة ، فمنهم من نصبوا أنفسهم وكلاء على الوطن والمواطن، فهم منْ يكيلوا الاتهامات بشكل يسئ الى مؤسسات وطنية ، مستغلين سماحة الدولة وسعة صدرها ، بل واصبح شغلهم الشاغل تقصد ايقاع الجهات المسؤولة في الدولة بإرباك متعمد وخاصة وزارة التربية والتعليم ، وذلك من خلال متابعة مجريات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، حيث يطيب للبعض بث خطاب كيدي مقصود ، وسط الكثير من التنظيرات من قبل "زمرة معروفة" والتي من السهل من خلالها بث الدعايات المغرضة وكيل الاتهامات بقصد او بغير قصد ، في محاولات فاشلة لإضعاف القرارات والتشكيك في مصداقيتها وتحريفها ، ذلك بأدوات باتت متداوله ، وتتصدر صفحات ووسائل التواصل المتاحة ، او من على شاشات محطات التلفزيون المعروفة ، لخلق أزمات مفتعلة ومتعمدة وتقليب الرأي العام وتضليله بتلفيقات لا تنتهي ولا تهدف إلا التشكيك بكل ما هو جميل في هذا الوطن المعطاء .

ان وزارة التربية والتعليم وهي تخوض اليوم مهمتها الوطنية من خلال ملف الثانوية العامة ، وبتعاون المعلمين " فرسان الميدان" واصحاب الفضل العظيم في نجاح هذه المهمة الوطنية ، ما يستوجب المتابعات اليومية لكافة المجريات واصدار القرارات "على أهميتها" والتي تهدف بالأساس الى العدالة في تطبيق الاجراءات حفاظاً على هيبة الامتحان وعلى حقوق الطلبة ، فذلك يتوقف عليه مستقبل جيل كامل في تحصيل المعرفة والبناء التعلمي للناشئة ، إلا أنه يجري التعامل مع هذا الملف من بعض الابواق بمنتهى التسخيف والتسطيح والابتذال والاستغلال ، خاصة ما يصدر من عقليات لا تتعامل الا بالتهكم والتهريج والانتقاد ، فنحن أمام حرب شعواء مدخلاتها ومخرجاتها تقود وللاسف لتشكيل ثقافات مغايرة لوعينا الاجتماعي الجمعي وقيمنا الاردنية الأصيلة .

ان ظاهرة استهداف وزارة التربية والتعليم هو تعدٍ صارخ على مؤسسة حكومية وعلى اعرافها وقوانينها ، فكل خطاب اتهامي يبث ضد هذه المؤسسة الوطنية مرفوض ، ومناف للحس بالمسؤولية الاخلاقية والقيمية ، ويهدف الى مشاغلة وزارة التربية والتعليم عن اولوياتها ، فمن يحاول استخدام اجنداتة المتلونة فلا بد من تطبيق التشريعات الجزائية التي تعاقب بوضوح تلك الأفعال ، ولا بد من تفعيل الإجراءات القانونية ليحاسب من يقوم بحملات تشويه سمعة المسؤولين والوزارات والدوائر الرسمية واستهداف سمعة الامتحان ، خاصة من لا يعجبه ادارة ملف الثانوية العامة ويشيّع ويروج للشائعات بأنواعها .

علينا الانتباه الى ضرورة ايجاد استراتيجية عمل وطني ، والتوسع في إدخال مفاهيم التعامل الرشيد في مؤسساتها ووسائلها المختلفة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ، ومواقع الأخبار الإلكترونية والمحطات التلفزيونية المنتشرة ، بل والدعوة إلى ميثاق وطني صريح يجد حداً للادعاءات والتحريضات بدعوى "حرية التعبير" وملاحقتها وتعريه مروجيها ، والتي مضمونها التدليس المستمر ، خاصة ممن يستهويهم تلوين الوقائع وتحريفها ، في محاوله منهم انتهاج خط التشنيع الواضح بإشاعاتهم وشغفهم الغريب ، دون البحث عن حقائق الأشياء واسبابها الحقيقية من مكامنها ودون استيعاب أي نوع من العبث هذا الذي يمارس في تشويه صورة جهاز حكومي تربوي سيادي ومحاولات المساس بابنائه ، ومن يسعى في هذا الأمر إلى نهاياته قد يرى حقيقة أمره وغلوه المفضوح ، وفي إشاعة كثير من زبد الأقاويل عبر جدل دعائي ما هو إلا سراب .

وأخيراً ، لنتقي الله في أنفسنا ونبتعد عن اية شرذمات مقيتة بدعوات مشوهه ، وسواء أكانت تلك موجه من عدمها ، ما يستدعي حملة من مدخلات الوعي من مثقفين وإعلاميين وقانونيين واستخدام منظومة الدولة لكل اداوتها في حرب مضادة ، تحتاج الى مواجهتها جميع المعالجات، سواء التوعوية او القانونية ، باعتبار ذلك ينطوي على مخاطر استراتيجية لا تقل مستوياتها واثارها وسلبياتها عن الازمات المعقدة ، والتوترات المقلقة .

بقي ان اقول ان المعيار الحقيقي هو مقدار ما يعطي الإنسان لهذا الوطن وليس بمقدار تحقيق المكتسبات على حساب الوطن ، ولا ننسى قول رسولنا الكريم : " فتنةٌ عمياء صمّاء عليها دعاة على أبواب النار، فأنْ تموتَ وأنت عاضٌّ على جَذْلِ شجرة خيرٌ من أن تَتْبَعَ أحداً منهم".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :