عمون - منذ ظهور علم النفس كتخصص منفصل عن علم الأحياء والفلسفة، بدأت المناقشات حول كيفية وصف وشرح العقل والسلوك البشري. تطور علم النفس لينقسم إلى عدة اتجاهات مختلفة، بدءًا من المدرسة البنيوية التي دعا إليها فيلهلم فونت. ركزت هذه المدرسة على بنية العقل واعتبرت أنه يجب تحليل الوعي إلى عناصره الأساسية بنفس الطريقة التي يفكك بها الطفل اللعبة ليكتشف مكوناتها.

ظهرت بعدها مدارس أخرى في علم النفس تنافست على الهيمنة، مثل المدرسة الوظيفية التي ركزت على دراسة كيفية عمل العقل وتعزيز العمليات العقلية للتكيُّف مع البيئة المتغيرة. وظهرت أيضًا المدرسة التحليلية، التي قادها سيغموند فرويد، واهتمت بالدراسات النفسية للأحلام واللاوعي والعوامل الغير مرئية التي تؤثر على السلوك البشري.

من بعدها ظهرت مدارس أخرى مثل المدرسة الجشطالتية التي أكدت على ضرورة دراسة التجربة الإنسانية ككل، دون تجزئتها إلى عناصر منفصلة، والتركيز على تحقيق إمكانات الفرد والنظر إلى البشرية بصورة إيجابية.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مدارس أخرى في علم النفس مثل الاتجاه الارتباطي والسلوكي والحيوي والمعرفي والثقافي التاريخي وعمق النفس والوصفي والتنموي وغيرها.

كل هذه المدارس المختلفة أثرت في تطور علم النفس وساهمت في تشكيل المنهج العلمي للبحث في هذا العلم وفهم العقل والسلوك البشري.