عمون - المنظور هو البُعد الثالث في أي صورة مسطحة، وهو الجانب الذي يمكّننا من فهم كيف تظهر الأشياء بالنسبة لعين الشخص الذي يشاهد اللوحة. يُعزى أهمية المنظور في الفن إلى قدرته على إضفاء العمق والواقعية على اللوحة. يتم تحقيق ذلك عن طريق استخدام التقنيات التي تساعد الفنان على فهم وتصوير العمق والفراغ والمسافة والمساحة في اللوحة بالنسبة للبُعد الثالث. بذلك، تصبح الأشياء أقرب وأصغر من بعضها البعض، مما يُضيف أبعادًا واقعية للصورة.
اعتُبِرَ المنظور أمرًا مهمًا في الفن منذ القِدم، وقد اهتم به الرسامون على مر العصور. ومن بين الفنانين الذين عُرِفوا بإتقانهم للمنظور كان الفنان الإيطالي ماساتشيو، الذي كان يُعتبر أول فنان يستخدم المنظور بشكل كامل في لوحاته. تعتمد طرق المنظور التي يستخدمها الفنان على خطوط الأفق ونقطة التلاشي في اللوحة.
تُقسم أنواع المنظور حسب الطريقة التي يعتمد عليها الرسام، وتعتمد هذه التصنيفات على عدد نقاط التلاشي وخطوط الأفق. ومن بين أنواع المنظور:
المنظور بنقطة واحدة: يُعتمد هذا المنظور على نقطة واحدة للتلاشي على خط الأفق.
المنظور ثلاثي النقاط: يُعتمد على نقطتين للتلاشي ويُركز على البُعد العمودي بالنسبة لعين المشاهد.
المنظور من أربع نقاط: يستخدم أربع نقاط للتلاشي ويُستخدم في رسم البانوراما بزاوية 360 درجة.
المنظور الصفري: لا يستخدم نقطة التلاشي، ويُستخدم لرسم اللوحات غير الخطية.
المنظور الموازي للمحاور المرجعية XYZ: ينقسم إلى المنظور بمستوى إسقاط رأسي والمنظور بمستوى إسقاط مائل والمنظور بمستوى إسقاط أفقي.
يعتمد المنظور الهوائي على استخدام الضوء والظل والألوان لإضفاء واقعية على اللوحة. وتجعل هذه العناصر الأشياء البعيدة تبدو أكثر ضبابية، في حين تظهر الأشياء القريبة بوضوح. وتُستخدم هذه العناصر لرسم الأشياء المظللة وجعل الخطوط أكثر وضوحاً.
بهذه الطريقة، يُحقق المنظور أهمية كبيرة في جعل اللوحات الفنية أكثر واقعية وإثراء تجربة المشاهد.