بعد ان وصل السفير الامريكي السيد جيم هولتسنايدر بيوت العزاء وجبر الخواطر فإنني لا استبعد ان نراه قريبا يترأس جاهة لطلب يد عروس لابن صديق أو ربما لشاب فقير لا حسب ولا نسب ولا مال يأبى الوجهاء والرؤساء والاغنياء السير في جاهته.

هذا رائع وانا لا أمانع ان أكون بين مستقبليه رغم غضب اصدقائي الذين استفزتهم تحركات السفير بحجة حرصهم على السيادة الوطنية.

أي مفهوم للسيادة ينادي به عشرات الكتاب الذين يعترضون على زيارات السيد السفير؟!.

السفير يمثل بلاده كدولة ويمثل مجتمع دولته ولا ضير إن كان يرغب في التقرب الى المجتمع الذي يعمل فيه ويحاول تفهمه، فهو لا يفعل ذلك لتجنيد العملاء والمخبرين.

واضح ان السيد السفير يريد ان يفهم مباشرة صورة بلاده لدى الاردنيين خارج الاطار الديبلوماسي وبعيدا عن التصريحات الرسمية المنمقة التي تكرر ان الاردن حليف للولايات المتحدة الامريكية، هذا على الصعيد الرسمي ولكن السؤال هل الشعب الاردني ايضا حليف؟ هل يريد السفير ان يتلمس الاجابة على هذا التساؤل بنفسه؟؟ هل يريد تحسين صورة بلاده لدى الناس تهيئة لتقبل سياسات ومشروعات قادمة على المنطقة كلها؟

ام انه لا يثق بتقارير من سبقوه في المنصب؟.

بكل المعايير لا ارى في تحركات السفير ما ينتهك لا السيادة ولا الاعراف الديبلوماسية ما دام يمثل دولة صديقة او حليفة ولم يتم تقييد حركته كما يحدث حين تكون هناك ازمة سياسية بين دولتين.

وعن ابطال الدعوة الى احترام سيادة الدولة فهل زيارة المجاملة والعلاقات العامة لسفير دولة تقدم مساعدة مليار دولار سنويا للاردن يعتبر انتهاكا للسيادة ام ان السيادة تضعف حين يكثر الاعتماد على المساعدات الاجنبية والقروض الدولية؟؟.

ايها السادة ليس المهم أن يزور السفير الامريكي بيوت ومناسبات الاردنيين وانما المهم ما نقوله على مسمعه في تلك الزيارات وألا نتوقف عند المجاملات الشكلية وان يسمع منا ما نشعر به تجاه سياسات بلاده في المنطقة.

علينا ان ندفعه للحوار وليس لقهوة مجاملة في بيت عزاء فقط.

اخيرا فالسفير الامريكي يتحرك علنا ولا ينسل تحت جنح الظلام.

مستر جيم نرحب بك للحوار والقهوة والمنسف ايضا ففي الجعبة تساؤلات وأسئلة وهواجس ايضا.