facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لبنان بين نارين


فيصل سلايطة
06-08-2023 03:18 PM

و كأنّه مكتوب على هذا الوطن أن يعيش حرب أبدية ، حرب داخلية و خارجية ، هذا الوطن الصغير الجميل لم يعشْ و يذق طعم الراحة منذ عقود ... ألا تكفي "قطعة السماء " هذه السنوات من المطر الاسود؟


مشكلة لبنان متجذّرة و على نقيض من تجذّر الأرز الجميل تكمن مشكلته في بعض من " شعبه " ، في زمرة تحكم دستورها الفساد و دينها التديّن الفاسد و في اتحاد هذا الثنائي دمار لأيّة حضارة حتى لو بُنيت على المريخ ، قليل على أرض الارز من يحبّها من قلبه ، من يفضّلها على مصلحته و جيبته و زعيمه و حسابه و ساعاته...

و على الضفة المقابلة لضفّة السعي لدعم لبنان و الاستثمار به لا يمكن أبدا عدم الالتفات للأصوات التي تنادي بعدمية فائدة دعم لبنان ، حتى لو لم يكن استثمارا بل منح ، النتيجة هي هي السلب و النهب.

حقيقة مؤلمة هي التي تضع لبنان بين نارين ، نار حاجة الشعب لكل وسائل الدعم ، للصحة و الغذاء و الدواء ، و نار الفاسدين الباردة التي ما أن تسمع بمنحة تليح بالأفق حتى يسيل لعابها ، هذه الفئة لم يستطع أبناء بيروت الانثى الجميلة أن ينتزعوهم ، و حتى الخالة العتيقة فرنسا التي لعبت دور الأم في العقود الماضية وعدت و لم تفي ، فما حلّ جارة الياسمين؟

حلّ لبنان يكمن في ثورة ثقافية شعبية تقلب الطاولة على أوراق السياسة و استغلال الدين معا ، لا طائفة و لا طائفية و لا رئيس حزب ، لبنان للجميع و للأحقّ ، فإن بقيت الكعكعة تقسّم وفق مبدأ "المحاصصة " فأيّة ديموقراطية هذه التي تصنعها الاتفاقات المسبقة؟
ما يميّز الشعب اللبناني عن غيره من الشعوب العربية خصوصا تلك التي شهد ترابها الدم و الثورة أن شعبها لا يملّ من عيش الحياة ، شعب يهوى المرح ، لا يعرف الحزن و اليأس و الهزيمة ، يحبّ العزف على أوتار الضحك و يلحّن بصوته المجروح أهازيج الأمل.

نتمنّى من الدول العربية ايجاد طرق مباشرة لدعم الشعب اللبناني ، قنوات لا تقبل الوساطات أو التقسيم ، فحقيقة هذا الشعب قد ضاقت به الحياة ، و هو لا يستحقّ إلّا كل ما يشبه الحياة بجمالها ، أما الفاسدين فلكم بؤس الحياة في وطن تدعون حبّه عبثا ، و هو لم يأخذ منكم سوى الخراب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :