facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مثلث إقليمي قيد التشكيل


د. حازم قشوع
19-08-2023 11:07 AM

وفق رتم سياسي ودبلوماسي هادىء ولقاءات سياسية وأمنية بين الأطراف الثلاثة تشير القراءات التحليلية بأن ثمة مثلثا إقليميا آخذ بالتشكيل بين إيران والسعودية وإسرائيل وذلك بعد قطيعة طويلة تخللتها حروب بالإنابة ومعارك إستخبارية بين الأطراف الثلاثة.

فها هو المثلث الإقليمي للشرق الأوسط بات قيد التشكيل وبرعاية أمريكية هذه المرة بعد ما نجحت السعودية وإيران ببناء الضلع الأول للمثلث متساوي الاضلاع بعناية أمريكية لتعود مسقط - عُمان لإتمام صفقة سياسية أخرى تم بموجبها تبادل المعتقلين بين واشنطن وطهران عرفت باسم ( 6v6+6) أي بتبادل ستة معتقلين من كلا الجانبين إضافة إلى رفع حالة التجميد عن الأرصدة الإيرانية في كوريا الجنوبية التي تقدر 6 مليارات دولار ليتم وضع هذه الأموال في قطر ومن ثم يتم إستخدامها لأغراض مدنية تنموية.

وبهذه الصفقة تكون العلاقات الأمريكية الإيرانية قد دخلت بطور التطبيع الضمني تماماً كالعلاقات السعودية الإيرانية التي إجتازت معظم العقبات التي كانت تحول دون تنسيق المواقف بين الطرفين وهذا ما ظهر بشكل واضح في إجتماع وزير الخارجية الإيراني مع ولي العهد السعودي في جدة في قاعة القدس في لقاء إستمر لقرابة الساعة لتؤكد السعودية تمسكها بقرارها بفتح سفارة سعودية في القدس كما يؤكد الطرفين أن منظومة العالم الاسلامي وليس المجتمع العربي سيعمل لايجاد علاقات طبيعية مع اسرائيل في حال موافقة اسرائيل على قرارات الشرعية الدولية لاسيما قرار 2334 الذي تم اقراره من مجلس الأمن بعهد الرئيس أوباما وبايدن.

ووفقا لهذه المعطيات تكون العلاقات بين واشنطن وطهران قد دخلت بأطوار مصالحة ضمنية الأمر الذي يهيئ الأرضية لإيجاد علاقات تنسيقية ينتظر أن تخدم أغراض القنوات التفاوضية الدائرة بين السعودية وإسرائيل كما يصف ذلك الكثير من المتابعين وهذا ما يعني أن المنطقة يعاد تشكيل نظام الضوابط والموازين فيها، وأنها ستخرج من التفرد الإسرائيلي الذي كان قائما بالسابق إلى تعددية جيوسياسية بين الأطراف الثلاث وهو المشروع الذي جاء في سياسات الحزب الديمقراطي وبرنامج عمله.

وهذا ما يؤكده دخول الكونجرس الأمريكي كعامل مساند لتعزيز هذه السياسات ودعم هذه التوجهات التي تريد بناء الضلع السعودي وإسرائيلي ليكون قائم والتي يراد من وراءها تلبية شروط السعودية الثلاث الخاصة بالأمن الإستراتيجي، السعودية ضمن شراكة أمريكية وتنفيذ مشروع الطاقة النووية السعودية إضافة إلى مسألة تخفيف الضغط عن الفلسطينين وإطلاق مفاوضات.

وتعد هذه المفاوضات هي المحصلة التي ينظر إليها المراقبون على أنها ستشكل منطلقا جديدا للمنطقة برمتها إذا ما تم الإتفاق حول بنودها وآليات إخراجها وهو ما سيهيء أرضية عمل مناسبة لبناء الضلع الثلاث بين إيران وإسرائيل وهو الضلع الذي كان عند الكثير من السياسيين إلى وقت قريب أمر يصعب تصوره لكن مجريات الأحداث باتت تشيير لواقعية تحقيقه.

ومع درجة التفهم التي أبادها نتنياهو تجاه مسألة النووي السعودي فإن الحكومة الإسرائيلية مطالبة للاستجابة على الشرط السعودي الثالث الذي من شأنه إعادة لملمة الملف الفلسطيني - الإسرائيلي تمهيداً لعودة الأطراف لطاولة المفاوضات على أن يأتي ذلك كله قبل الخريف القادم وهو الموعد الذي تم تحديده لنتياهو للقاء مع الرئيس بايدن.

فهل ستنجح الدبلوماسية الأمريكية في ترسيم الأضلع الثلاثة وإيجاد ترتيبات ملزمة تنفذ ما جاء بالقانون الدولي من نصوص هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة؟، فإذا كان كذلك فإن بيت القرار الإسرائيلي سيقوم بإعادة ترسيم للحكومة بما يجعلها قادرة على تلبية إحتياجات المرحلة السياسية الراهنة والتي دخلت بطور حسابات مغايرة عن ذي قبل.

ذلك لأن عدم إنهاء ملف الحالة الفلسطينية سيعرض هذه المصوغات التي يجري ترتيبها لصعوبة بالتطبيق وهو ما يعتبر حجر الزاوية الذي سيسمح بإعادة الترتيب وترسيم ما يراد ترسيمة!.. وهي حالة المخاض التي جعلت من الدبلوماسية الأردنية تقوم بارسال رسائل عدة في لقاءاتها البنية التي شهدتها عمان وفي الزيارات الأخرى للوقوف على أبرز حيثيات إسقاطات المشهد السياسي الذي يبدو أن أجواءه تحمل حملا حقيقيا هذه المرة وليس حملا كاذبا كانت غايته شراء وقت وطي مرحلة !..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :