عمون - سعد بن أبي وقاص كان القائد الذي قاد جيش المسلمين في معركة القادسية. جمع جيشاً مكوناً من أكثر من ثلاثين ألف مقاتل. وقفزت طاقم قيادته وشجاعته في مواجهة جيش الفرس بقيادة رستم جاذويه، الذي كان يملك جيشاً يضم مئة وعشرين ألف مقاتل، وكان عدد خدمهم وأتباعهم يصل إلى ما يقرب من 200,000. تمتاز المعركة ببسالة المقاتلين المسلمين وتضحياتهم، حيث قتلوا رستم وأكثر من 30,000 مقاتل فارسي، بينما استشهد حوالي 8,000 من المسلمين. نتج عن هذا الانتصار توسع نفوذ الإسلام وبداية الحكم الإسلامي في بلاد فارس.

سعد بن أبي وقاص كان مشتركاً في تبادل الرسائل مع عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين. قام بإبلاغ عمر بتفاصيل المعركة ومستجداتها، وكان يقدم تقارير مفصلة حتى وصف مواقع الجنود في ساحة المعركة. كان يتواصل مع عمر بشكل دوري وينفذ توجيهاته، بما في ذلك دعوة القادة الفرس للاعتناق الإسلام.

رغم مرضه وظروفه الصحية السيئة، شارك سعد بن أبي وقاص في المعركة وقاد جنوده بشجاعة. بدأت المعركة بصلاة الظهر التي أقامها مع جيشه، ثم هاجموا الجيش الفرسي وتمكنوا من هزيمته والتوغل في أراضيهم.

نتائج معركة القادسية شملت انهيار الإمبراطورية الفارسية الساسانية في بلاد فارس، وبداية الفتوحات الإسلامية في هذه المنطقة. أدى مقتل قائد الجيش الفارسي رستم إلى زيادة اليأس والاضطراب في صفوف الفرس. كما ساهمت المعركة في عودة بعض القبائل العربية الشمالية إلى الولاء للمسلمين واعتناقهم الإسلام.