محافظة جرش بما تتمتع به من سياحة غنية وطقس معتدل وتضاريس خلابة، تقف اليوم أمام أعلى نسب بطالة بين المحافظات الأردنية عند احتساب السكان حسب تقرير اخير للاحصاءات العامة ، هذه المفارقة بين الإمكانات الطبيعية والواقع الاقتصادي المحلي تكشف إخفاق المسؤولين في استثمار موارد المحافظة لتوفير فرص عمل حقيقية لسكانها.

رغم وضوح المؤشرات الاقتصادية لم تشهد جرش خلال السنوات الماضية مشاريع استثمارية كبرى يمكنها استيعاب الشباب والخريجين الباحثين عن العمل، ما جعل غالبية القوى العاملة تواجه خيارات محدودة، ويضطر الكثيرون للبحث عن فرص عمل خارج المحافظة أو خارج الأردن.

الاقتصاد المحلي ما زال محدودًا على التجارة الصغيرة والخدمات البسيطة مع غياب أي مشاريع إنتاجية أو سياحية كبيرة يمكن أن تحرك عجلة التنمية، هذا الواقع يكشف عن فشل المسؤولين المحليين خلال العقد الأخير في تقديم حلول حقيقية، وتحويل المزايا السياحية والطبيعية للمحافظة إلى فرص عمل مستدامة.

إن الجمال الطبيعي والسياحة الغنية في جرش لم يستفد منه بالشكل المطلوب، والبطالة المرتفعة تمثل صفعة على وجه كل مسؤول لم يسعَ لتغيير هذا الواقع أو إطلاق مشاريع تنموية مؤثرة. المحافظة بحاجة إلى استراتيجية جادة، تركز على الاستثمار، البنية التحتية، وتنمية المشاريع السياحية والإنتاجية، لتصبح جرش بيئة اقتصادية حقيقية تقلص البطالة وتعطي الشباب فرصة للعمل في وطنهم بدلا من البحث عن لقمة العيش في أماكن أخرى.