عمون - المماليك هم مصطلح يُستخدم في اللغة العربية للإشارة إلى الرقيق أو العبد، وخاصة الذين تمت سبيهم دون آبائهم وأمهاتهم. ولكن هناك معنى خاص لمصطلح المماليك في تاريخ الإسلام منذ عهد الخليفة المأمون وشقيقه المعتصم. في تلك الفترة، تم استقدام أعداد كبيرة من العبيد والرقيقة من مناطق مختلفة بهدف استخدامهم في الجيش والقوى العسكرية. تم تدريب هؤلاء المماليك على القتال وفنون الحرب وتبنوا الإسلام.
فيما مرت السنوات، أصبحت المماليك الأداة العسكرية الرئيسية في مختلف البلاد الإسلامية. استخدمهم الأمراء الأيوبيون بشكل خاص في حروبهم وزاد عددهم ونفوذهم مع مرور الزمن. أُسس تاريخ المماليك إلى قسمين رئيسيين وفقًا للسلالات التي حكمتهما: المماليك البحرية (1250-1382 م) والمماليك البرجية (1382-1517 م).
المماليك البحريون كانوا أتراكًا أسسهم الملك الصالح نجم الدين أيوب، وسكنهم في جزيرة نهر النيل، ومن هذه الفترة نجد المساهمة في تحرير مدينة عكا من المغول بعد معركة عين جالوت واهتمامًا بالمساجد والأضرحة والأماكن الدينية.
أما المماليك البرجيون، فهم من العنصر الشركسي واستقدموا من منطقة شمال أرمينيا. تولى السلطة سلاطين مماليك برجيين مثل الأشرف قايتباي وقانصوه الغوري، الذين تركوا بصماتهم في إدارة الدولة وتعزيز النظام والأمان.
على الرغم من الإنجازات التي حققها المماليك، انهارت دولتهم نتيجة عوامل مثل انتشار الأمراض والهجمات البحرية والصليبية والغزوات الخارجية، مما أدى إلى اضمحلال نفوذهم ونهاية حكمهم في القرن السادس عشر.