عمون - الحضارة العربية تعني الإقامة في المدن والعيش المنظم، وتطلق في الوقت الحالي على كل ما يتعلق بابتكارات الإنسان في مختلف جوانب حياته، سواء كانت ذلك عقليًا، أو شكليًا، أو ماديًا، أو مضمونًا. وتفوق الحضارة في شموليتها على الثقافة، حيث تشمل الجوانب الروحية والمادية، والفكرية والصناعية.
تشمل الحضارة العربية التراث والابتكارات التي تميز الأمة العربية عن غيرها من الشعوب. تاريخيًا، يُمكن تقسيم الحضارة العربية إلى فترتين:
العرب البائدة: وهي القبائل العربية التي اندثرت مع مرور الزمن، مثل عاد وثمود والعمالقة وحضرموت. منقوشة حمورابي على الحجر هي مثال على هذه الحضارة، حيث تعود إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، وتتضمن تسجيلات شخصية وقوانين تجارية ومدنية وجنائية.
العرب الباقية: تمثلها القحطانية والدول الجنوبية، مثل الدولة المعينية والدولة السبأية والدولة الحميرية في اليمن. قام المعينيون ببناء حضارة في اليمن، بينما تميز السبئيون بالثروة والتجارة والبنى التحتية والفنون.
تظهر مظاهر الحضارة العربية في:
اللغة: تعكس اللغة هوية الشعوب وثقافاتها، وأشعار العرب تعبر عن نضوجهم الحضاري والثقافي. كما أنهم ابتكروا أسماء للسفن والطرق وأمور أخرى تعكس اهتمامهم بالاقتصاد.
العلم والعمل: دعم العرب النابغين وأظهروا اهتمامًا بأعمالهم، وكانت للنساء حرية في التصرف بأموالهن والتجارة. تميزوا في الأدب والشعر والصناعة، وشاركت النساء في مختلف المجالات بما في ذلك الساحة العسكرية والرعاية الصحية.
الرحلات البحرية: نظم العرب رحلات بحرية إلى الهند وشرق آسيا وحتى الصين. انتشر الإسلام ودفع المسلمين لنشر الدعوة الإسلامية، مما زاد من أهمية الرحلات البحرية إلى مناطق مثل أفريقيا والهند وشرق آسيا. بحّارة مشهورين شملوا سليمان التاجر وأحمد بن ماجد والمسعودي وابن بطوطة.
باختصار، الحضارة العربية تميزت بالتنوع والإبداع في مجموعة واسعة من المجالات، من اللغة والفنون إلى العلم والتجارة، مما أثرى عالم الحضارة الإنسانية.