الإنجاز الصامت يفرض عليك أن تحترمه وتستذكر فاعله بالخير ، عملاً بالحديث الشريف " لايشكر الله من لايشكر الناس " إنطلاقاً من أن الذي في الناس يجب أن يذكر ويستحسن ، حتى يكون من يقوم بواجبه على الوجه الأكمل بأمانة وإتقان قدوة للآخرين في مواقعهم المختلفة.

وللأمانة ليس لي بأمين عمان الحالي الدكتور يوسف الشواربة معرفة ولم ألتقي به بأي مناسبة ، ولكن الأهم أنني عرفته من خلال مشاهدة صنيعه في عمان وخصوصاً في أحياء مناطق شرق عمان من إنجازات باهرة من الجسور والأنفاق والطرق والباص سريع التردد والخدمات الجلى الأخرى ، ورغم ذلك فإن الذي يلفت انتباهك بقوة أن الرجل نادراً مايتحدث عن انجازات أمانة عمان ، ولا يهوى الكاميرات ، ويبتعد عن التضخيم والتفخيم ، وديدنه الصمت فيما يجتهد ويبتكر وينجز هو وفريقه، وكأن به يمتثل لقوله تعالى " وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " .

قرأت للأمين تصريحان فقط عن أبراج السادس بين كل تصريح ستة شهورتقريباً ، رغم أن العمل في الأبراج على قدم وساق وكل شهر يوجد فيها إنجاز جديد يمكن الحديث عنه ، وكان حديثه في هذين التصريحين، حديثاً مقتضباً واضحاً محدداً مراحل العمل المختلفة وتأطيرها الزمني ، والموعد التقريبي للإنجاز النهائي والتشغيل الفعلي .

وتلمس من هذه المعطيات بأن الرجل لديه قناعات بأن الإنجاز يتحدث عن نفسه بدون ترويج أو كاميرات ، وهو يكون بذلك وأمثاله هدفهم الأسمى خدمة الوطن والمواطن والإمتثال لرؤية قيادة الوطن الحكيمة .