facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ارفع رأسك يا أخي


محمد خروب
01-02-2011 02:09 AM

ليس مجرد دعوة, وبالتأكيد ليست شعاراً, فقد طالت مرحلة الطأطأة, حتى ظن المستبدون أن هامات الشعوب لن ترتفع وأن قاماتها لن تنتصب, فلم يرعووا ولم يكفّوا عن ارتكاباتهم التي لم توفر محرّماً, ولم يتوقف الظالمون ليسألوا انفسهم عمّا اذا كانوا قد تجاوزوا كثيراً وولغوا في دمائنا لقمة عيشنا وانسانيتنا, وهدروا كرامتنا ودأبوا على المسّ بمشاعرنا وحسّنا الانساني, حتى بدونا لهم مجرد قطيع وفي أفضل الظروف «رعايا», لا دور لنا ولا قيمة ولا حقوق لنا, وعلينا أن نواصل الركوع واذا ما سُمح لنا برفع ايدينا فهي فقط لوظيفتين, الاولى لخدمتهم واضافة فائض «عرقنا» لأرصدتهم وموائدهم والثانية للتصفيق لهم وتحيّتهم, تحية العبد لسيده وتحية التابع لولي نعمته..

باتت معظم الشعوب العربية مجرد ارقام في دائرة العسف والظلم والكبت, وغدوا «اشياء» في صفقات الاحلاف والبيزنس والصفقات السياسية والامنية, لتوفير «البضاعة» لاسرائيل والولايات المتحدة مقابل البقاء في الحكم, وتدريب قوات الحماية الشخصية وخبراء التعذيب والانتهاكات والاذلال والتنكيل والتجويع..

هذا زمان الحرية اذاً, رياحها تهب كالعواصف ورائحتها تعطر الاجواء، بدأت بتونس الخضراء ويصعب بل ليستحيل القول انها ستنتهي في ارض الكنانة، فمصر هي المبتدأ وهي الخبر، بدونها لا تنهض العرب وبغيرها يستحيل عبور الجسور، جسور الحرية والكرامة، جسور العروبة والانتماء القوي، جسور العزة والثقافة والحضارة، جسور المكانة والدور واستعادة الحقوق.. عندما خرج المصريون الى الشوارع ليقولوا كلمتهم كانت يافطاتهم شحيحة ومتواضعة لكن حناجرهم كانت «صدّاحة» و»هديرهم» يجرف كل من في طريقه والصورة التي رفعوها كانت لجمال عبدالناصر، ليس لانور السادات الذي هو خارج تفكيرهم «والحنين» الى عصره يترجم في «جمعة الغضب» والايام التي توالت، فهي امتداد في السياسات والمقاربات والارتكابات والتحالفات والممارسات والملامح والابتعاد الواضح والمعلن عن هموم العروبة والفقراء والغلابى.

ارفع رأسك يا اخي.. رغم ان الدعوة كانت لكل العرب في مواجهة الاستعمار الغربي الذي اهدر دماءنا وبدد احلامنا واستباح كراماتنا ونهب ثرواتنا، لكنه - الاستعمار - كان اكثر ذكاء ودهاء، فترك لنا «أدواته» التي لبست لبوس الوطنية ودغدغت مشاعرنا بالشعارات واغرقتنا بالوعود حتى سلمناها «لحانا» بل استسلمنا تماماً لها، فجاءت ممارساتها اكثر بشاعة، وتواضع النهب الاستعماري «الخارجي» مقارنة بما نهبته رموز الاستعمار الداخلي (عفواً الوطني), حتى بتنا ننادي (وليس مجرد نحلم) بعودة الاستعمار الخارجي أو نترحم عليه, بعد أن ابتلينا بأبناء جلدتنا الذين لم يكتفوا باستثمار «ريع» نضالهم (المشكوك فيه اصلاً), بل راحوا يبيعون الاوطان ويرتهنونها لنزواتهم وفحشهم وصفقاتهم وصفاقاتهم..

لم تعد الهشاشة وحدها هي التي تميّز هذه الانظمة عسكرياً, خدماتياً, سياسياً وادارياً وخصوصاً اقتصادياً, بل تواصلت وأمتدت حتى بات بقاؤها (الانظمة) رهن رضى وقبول الاوصياء واصحاب القرار, على نحو لم يتورع أحد رموز نظام عربي آخذ في الأفول عن القول: إن من يحكم هذا البلد يجب أن يحظى برضى اميركي وقبول اسرائيلي..

عبارة جارحة وصادمة, إلاّ أنها «تفيض» صراحة ودقة, فقد وصلت معظم الانظمة العربية الى هذه المرحلة, على نحو لم تعد تملك من أمرها شيئاً, تُؤمر فتطيع, يُؤشّر لها فتحني وتصدع.. أما «الفواتير» فتسددها الشعوب العربية من دمائها وحرياتها وكراماتها.

لكن الشارع العربي (صفة دأب الاستعماريون على لصقها بالجمهور العربي تستبطن غروراً واستخفافاً، لأن رأي المواطن العربي لم يرق في نظرهم الى مصطلح الرأي العام), كان يراقب ويراكم ويصبر حتى عيل صبره, فكانت ثورة تونس المباركة والمفاجئة وغير المنتظرة, والتقط المصريون كرة الغضب، وها هم يقذفونها في الاتجاه الصحيح، فيما الارهاصات تفوح «رائحتها» في كل الساحات العربية لانتزاع الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

Kharroub@jpf.com.jo

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :