عمون - حدائق بابل المعلقة هي إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وقد بُنيت على يد الملك نبوخذ نصر الثاني. تمثل هذه الحدائق إنجازًا استثنائيًا في خلق بيئة طبيعية خضراء في منطقة جافة وصحراوية. هذه الحدائق كانت تعبيرًا عن حب الملك لزوجته سيمراميس، التي اشتاقت إلى مناظر الغابات والورود من موطنها الأصلي.
وصفت حدائق بابل المعلقة بأنها من أجمل الإنجازات البشرية على مر العصور. تتألف هذه الحدائق من أربعة أفدنة تحتوي على شرفات معلقة على أعمدة ترتفع عن سطح الأرض بارتفاع 75 قدمًا تقريبًا. تضم الحدائق ثماني بوابات، منها بوابة عشتار الكبيرة. كانت تحيط بها حوض مائي كبير كان يستخدم للدفاع وتأمين المنطقة.
تميزت الحديقة بتنوعها النباتي الرائع، حيث نمت الخضراوات والزهور والأشجار المثمرة على طبقة كبيرة من التربة الموضوعة على المدرجات الصخرية، مما أضفى عليها منظرًا جميلًا وزاهيًا.
لري النباتات في الحدائق، تم استخدام مضخات لولبية على نهر الفرات، مما أظهر مهارة الآشوريين في الهندسة والزراعة.
بالرغم من شهرة حدائق بابل المعلقة، إلا أن هناك جدلًا حول موقعها الحقيقي. بعض المؤرخين يشككون في وجودها ويعتقدون أنها ربما كانت مجرد خرافة أو أنها كانت تقع في مكان آخر. ومؤخرًا، أكدت دراسات أن الحدائق المعلقة ربما تكون موجودة في مدينة نينوى الآشورية وليس في بابل.
يعكس إنشاء وصيانة حدائق بابل المعلقة التقدم الهندسي والزراعي للآشوريين في ذلك الزمان. كانوا يعتنون بالزراعة ويطوّرون تقنيات الري والهندسة بشكل متقدم. تعد هذه الحدائق إنجازًا فريدًا في تاريخ البشرية وتشير إلى القدرة الإبداعية للإنسان على تحويل البيئة الطبيعية.