عمون- تُعتبر آيا صوفيا واحدة من أهم المعالم التاريخية في تركيا بشكل عام وفي إسطنبول بشكل خاص. يعتبر هذا المبنى من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية.

بدأ الإمبراطور جستينيان الأول ببناء كنيسة آيا صوفيا في عام 532 ميلادي، واستغرق بناءها حوالي خمس سنوات حتى تم افتتاحها رسمياً في عام 537 ميلادي. جستينيان كان دائماً مبتكرًا وأراد بناء كنيسة استثنائية. لهذا الغرض، استعان بالمهندسين المعماريين إيسودور الميليسي وأنثيميوس التراليني.

الهدف من بناء آيا صوفيا كان جعلها الكاتدرائية الرئيسية للإمبراطورية البيزنطية. تم تصميم الكنيسة بعناصر معمارية جديدة في ذلك الوقت، مع تصميم قبة مركزية هائلة باستخدام تقنية غير مألوفة تسمى "المثلثات المنحنية". كانت هذه القبة رائعة من الناحية الجمالية والتكنولوجية، وقد ارتفعت إلى 32 متراً.

يُعرف مبنى آيا صوفيا أيضًا بفسيفسائه الرائعة التي تزين جدرانه الداخلية. تتكون الفسيفساء من بلاط صغير متعدد الألوان يُستخدم لإنشاء زخارف فنية، وكانت تُصوّر في الغالب مواضيع مسيحية وإمبراطورية.

استُخدم الرخام بشكل واسع في البناء والزخرفة، بما في ذلك الأعمدة الرخامية والألواح الملونة. تم تصميم الإضاءة بشكل مميز من خلال بناء نوافذ مقوسة حول قاعدة القبة.

في وقت لاحق، تحول آيا صوفيا من كنيسة إلى مسجد، وأُضيفت عليها عناصر إسلامية مثل المحراب والمنبر والمآذن. في عام 1934، تم تحويلها إلى متحف فني تمثل فيه التأثيرات الثقافية والفنية للحضارتين المسيحية والإسلامية. وفي عام 2020، تم تحويلها مرة أخرى إلى مسجد.

تُعرف آيا صوفيا بأسماء مختلفة على مر العصور، منها "ميغالي أكليسيا" و"هاغيا صوفيا"، والتسميات تشير إلى تاريخها وأهميتها الثقافية.