تشهد وزارة التربية والتعليم يومنا هذا نقلات نوعية في منظومة التعليم في مختلف المجالات وعلى ذروتها تطوير التعليم المهني وفق الخطة الدراسية الجديدة استجابة منها لحاجات سوق العمل وضرورة ذلك في الارتقاء بعجلة التنمية الاقتصاديّة التي تشهد تناميا ملحوظا وتطورا مستمرا لا بد من مواكبته والتكيّف مع مجرياته وذلك تأسيسا على الرؤى الثاقبة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله في رؤية التحديث الاقتصادي .

وان المعايير العالمية في التنمية والاقتصاد تسير نحو التوجهات المهنية وتمكين سوق العمل من المهارات الانتاجية ومن هذا المنطلق فقد اعتمدت الوزارة برنامج التطوير المهني ويعد هذا البرنامج على درجة عالية من التميز والطموح حيث اثبت نجاحه وجدارته وكفاءته على الصعيد العالمي وأصبح محط أنظار الدول قاطبة ومحل اهتمامها فما من نظام تعليمي إلا ويصبو إلى تبنيه وتطبيقه واعتماده والمضي فيه فهو برنامج قائم على تمكين القدرات المهنية المستندة إلى الكفايات بمل يتضمنه من مؤهلات تخصصية ذات صلة وطيدة بسوق العمل وفق أحدث الممارسات التعليمية العملية والنظرية مع تغليب الجانب التطبيقي الوظيفي من باب ربط التعلم بالواقع والحياة
ويتيح برنامج التطوير المهني بجميع تخصصاته للطلبة بمتابعة دراستهم الجامعية وفق التخصص الذي يختارونه من بين التخصصات الستة التي أقرته الوزارة هذا العام (برنامج الضيافة وبرنامج الهندسي وبرنامج الأعمال وبرنامج التجميل برنامج الزراعي وبرنامج تكنولوجيا التعليم ) علما أن الوزارة ستطرح في العام القادم أربعة برامج أخرى (الوسائط الإبداعيّة والسياحة والسفر والفن والتصميم والبناء والإنشاءات) ويشتمل كل برنامج من البرامج العشرة على عدة تخصصات ذات تماس مباشر مع حاجة سوق العمل محليا وعربيا وعالميا

وقد اعدت الوزارة كافة متطلبات برنامج التطوير المهني من حيث السياسات الناظمة ومستلزمات البنية التحتية وما تتطلبه من أحدث تجهيزات ومختبرات ومشاغل مهنية وحاسوبية متطورة وإعداد مناهج دراسية معاصرة وبناء منظومة تقييمة عصرية وما يتبع ذلك من تنمية قدرات العاملين على تنفيذ هذا البرنامج من القادة والمشرفين والمعلمين وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية
ولهذا البرنامج ميزات كثيرة لعل ابرزها ان الطالب الملتحق به سيحصل بعد استكماله متطلبات هذا البرنامج على شهادتين شهادة الثانوية العامّة وشهادة أخرى معتمدة من نظام (بيرسون) الدولي بمستوياته الثلاثة وفق النظام المعتمد للمؤهلات البريطانيّة المعتمد من الجامعات البريطانية اضافة الى دول اخرى كالولايات المتحدة الأمريكيّة وأستراليا وكندا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها حيث يطبق في أكثر من 70 دولة على مستوى العالم مثبتا أهميته وجدارته

لذا فإنني أوصي أبناءنا الطلبة الملتحقين بهذا البرنامج العالمي بالمثابرة والجد والمتابعة والحرص على المواظبة في الدوام المدرسي والانتظام في تنفيذ مشاريعهم مع معلميهم لتمكينهم على نحو فاعل للمهارات والكفايات العملية والتطبيقية التي خصص لها ما تصل نسبته إلى 90% تدريبا عمليا والتمكن من متطلّبات مهن المستقبل وأذكرهم أن تكرار الغياب يحرمهم من استكمال متطلبات هذا البرنامج ويحول دون حصولهم على أي شهادة معتمدة لهذا البرنامج ذلك أن الحضور الفعلي للمواقف الصفيّة النظرية والعملية شرط أساس لذلك.

وأدعو أولياء أمور الطلبة الكرام والمجتمع المحلي بأطيافه ومؤسساته إلى تحفيز الطلبة على الالتزام بأيام الدراسة المقررة ومتابعة الحصص الصفية والتقيد بالتعليمات الناظمة لإنجاج هذا البرنامج المتميز الذي يتيح لابنائهم خيارات متعددة لمواصلة دراستهم الجامعية في الجامعات الأردنيّة والعربية والعالمية على حد سواء ويمنحهم الالتحاق بسوق العمل والإبداع فيه ويفتح لهم افاق فرص العمل بكل يسر وسهولة لتحقيق النهضة والازدهار نحو اردن مشرق.