عمون - واصل مختبر السرديات الأردني الذي يترأسه الأديب مفلح العدوان نشاطاته النقدية والإبداعية بالتعاون مع جمعية تواصل الثقافية، بمناقشة مخطوط المجموعة القصصية «أهرب من ظلي» للأديب موسى أبو رياش، وذلك في جاليري إطلالة اللويبدة، مساء السبت الماضي، ضمن برنامج «ما قبل النشر» الذي يُقام بشكل دوري، وفيه تُناقش مخطوطات سرديّة في القصة والرواية والمسرح قبل نشرها.

وبيّن رئيس المختبر الأديب مفلح العدوان بحضور عدد من أعضاء المختبر وعدد من الضيوف، خطة العمل القادمة للمختبر والتي تتضمن استضافة عدد من الأدباء العرب، وتطرق أيضًا إلى تأكيد ريادة المختبر في فكرته وأطروحاته، والعمل على تجويد الأعمال التي تطرح في المختبر، واستقطاب عدد من النقاد والمختصين للمختبر من أجل تضافر كافة العناصر الإبداعية للمختبر.

وتخلّل الجلسة النقدية نقاشات موضوعية عميقة للمجموعة القصصية «أهرب من ظلي» التي تناولت قصصها القضايا الاجتماعية متعددة الأوجه، وعلى خلفية انشغال الكاتب بالهمِّ الإنساني الذي لا يزال كالعادة حدثًا يوميًّا تخطئه الأعين أحيانًا، وتحدق فيه حينًا، بقصص مألوفة تستمد مرجعيتها من الواقع، وتنشد بخلاصتها العودة للعائلة للدفء للألفة والسكينة، قصص تجعل القارئ يصغي لعمقها ويتفاعل مع صداها، لتكشف عن المخفي والمضمر في سياق أحداثها ووقائعها التي تتطور حبكتها وصولا إلى نهايات مباشرة أو مفتوحة، حيث يعتمد الكاتب في كتابة قصصه على أسلوب يشد القارئ ويجذبه إلى معترك الحدث، ليصبح جزءًا منه، إذ أنّ كثيراً من قصص «أهرب من ظلي»" تعتمد أسلوب المباشرة الصادمة، وهو خير أسلوب معبر عن واقعنا العجائبي المرير.

وسُلّطت في الجلسة إضاءات حول الجوانب الإيجابية التي تضمنتها المجموعة، من حيث الأفكار والرسائل التي تطرقت لها وعالجتها، والجمع بين جماليات الفن الأدبي الرفيع بالحدث الواقعي، مما أكسب المجموعة طعمًا خاصًا حسبما تحتمله القصة، فتارة يكون الطعم قابضًا لاذعًا، وتارة أخرى يكون مُستساغًا حلو المذاق وبنهايات تعزز قيمة الخير والإنسانية.

كما تناولت الجلسة مواضيع المجموعة كالفكرة العامة للقصة، وضرورة إظهار المكان بشكل أكثر وضوحًا، وطريقة السرد وبعض الملحوظات التي تتعلق بالجملة السردية، كاستخدام أسلوب الوعظ المباشر والإطالة والتكرار والتراكيب، إضافة إلى تفاوت مستوى القصص، وغلبة القصص التي تخاطب وجدان ومشاعر القارئ، والنهايات ودلالات عتبات المجموعة والعناوين والشخصيات والفكرة العامة للقصص، كما تناول النقاش إعادة توزيع المجموعة إلى أبواب أو أقسام تتضمن الموضوع الواحد، وتعديل بعض النهايات، ووجود بعض القصص التي بحاجة إلى اختزال وتوضيح الفكرة.

وقد بدأ برنامج «ما قبل النشر»، منذ انطلاق فعاليات مختبر السرديات الأردني عام 2017م، وناقش الكثير من مخطوطات الكتاب الأردنيين، واستضاف كتابًا عربًا من مختلف أجناس الكتابة السردية.