facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دار للحكمة


بلال حسن التل
19-09-2023 12:41 AM

بالرغم مما في الأزمات والمحن من آلام، فان لها فوائد، أهمها انها تكشف المعادن طيبها من خبيثها، كريمها من وضيعها، نفيسها من رخيصها، كما أنها تكشف الصديق الصدوق الذي يكون إلى جانب صديقه وقت الضيق، من ذلك الذي يتنكر لصديقه لحظة الشدة.

وما ينطبق على الأفراد ينسحب على المؤسسات والشركات، بل لعل دور هؤلاء أعظم في المحن والأزمات، واذا كان المصطلح الحديث الذي يطلق على دور الشركات والمؤسسات في خدمة مجتمعاتها، هو مصطلح المسؤولية الاجتماعية، فان الإسلام ارتقى بهذا الدور إلى ماهو اسمى من ذلك بكثير، إذ اعتبره جهادا في سبيل الله، بل اعتبره من أعلى درجات الجهاد، وفي هذا المجال يبرز سيدنا ابو بكر الصديق اول الخلفاء الراشدين، وسيدنا عثمان بن عفان ثالث الراشدين، وعبد الرحمن بن عوف احد العشرة المبشرين بالجنة، فقد اشتهر هؤلاء بجهادهم في أموالهم سواء خلال تجهيز الجيوش، أو من خلال خدمة المجتمع بالتبرع بقيمة شراء مرافق يحتاج إليها المجتمع، أو من خلال إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج.

كل هذه المعاني وغيرها كثير تبادرت إلى ذهني وانا اقرأ في الصحف عن تبرع شركة أدوية الحكمة بما قيمته مليون دولار لمساعدة اخوتنا في ليبيا لمواجهة الكارثة التي حلت بالمنطقة الشرقية من ليبيا وجعلت من مدينة دون مدينة منكوبة تمتلئ شوارعها بالجثث، وتغص طرقاتها بالجرحى الذين يحتاجون العلاج، وهي الحاجة التي هبت أدوية الحكمة لتلبيتها، اطلاقا من احساس قومي يرتكز إلى حس وطني عالي بالمسؤولية يحكم القائمين على دار الحكمة، يحركهم بالاتجاه الصحيح كلما الم بشعب من شعوب أمتنا مصاب.

ان ما فعلته أدوية الحكمة مع أهلنا في ليبيا الجريحة، ما سبق ان فعلته مع غيرها فوق انه ينم عن احساس إنساني وقومي عالي، وفوق انه يؤكد بأنه ما زال لدينا راس مال لا يسعى للربح فقط، لكنه يسعى أيضا إلى خدمة مجتمعه وامته، وهو فوق ذلك يسعى ترسيخ صورة مشرقة لوطننا الأردن، ذلك أن دار الحكمة، ووفاء منها لبلدها الأردن، قدمت تبرعها لليبيا من خلال التنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية، ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين والقوات المسلحة الأردنية، اي انها كانت تواصل المساهمة في رسم صورة مشرقة لبلدنا، الذي يعتز ان فيه دارا للحكمة، وليس مجرد شركة.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :