الأرض تَحتضِنُ فَلذاتِ أكبادِها وتَشتاق لِأَرواحِها تكونُ الغطاءَ الدافِيَء والمَرسى الآمنَ لِمن صانها وأَفنى أنفاسَهُ لأجلها ذاكَ الَّذي سقاها وَرعاها ، أنبَتَ ياسميناً أبيَضاً مِنْ قَلْبهِ إليها ، كَما زادَ مِن أريجِها عُطراً ولَروحِها حَياةً بينما ترتجفُ فيها كأنها غطاءً بارداً مجرداً من معاني السِّلم ثقيلةٌ عليها أن تَنشقَّ لاحتضانكَ ، تستفيض ألماً وحزناً عندما تلامسها
خريفاً كالورقِ دعكَ عن ساقها
أناجيكَ يا عَدواً لها اتركها
و يا قاتلاً أحياءها استنفر بعيداً عنها ولا تندثر في جوفها
كفاها خائِنون وللغاصبين عيون
لا تسقها كأس مريراً ، فقلبها أرقٌ من أن يُصدع وانْ صدعتْ فصدعها لا يُشفى وعينُها فيضاً من الدمع قليلٌ عليه أَنْ يُرثى
ارفعْ رايَتها واجعلها تخفق في سماها
وكلما زاد خفقها أقبلْ أطفالها اليها مدركين طمأنينة الوطن ثم سارو على نهج الانتماء وبوصلة الأمان
فقالت لهم الارضُ أهلاً
إِنَّ لِلأرض ثنايا من الذاكرة لا تنسى
كما أَنَّها نهايةً تلقاها ، مثلما خُلقتً من تُرابها يوماً، وشربت من انهارها العزة والكرامة وتلقفت في جنباتها وازقتها اللطف وحب الخير للغير، فمن غرف من انهارها غرفة لن يمسح الوطن الغالي بكل تفاصيله من ذاكرتها وستبقى بوصلته متجهة نحوه في حلها وترحالها وفي سكنها ونشاطها وفي كل وقت وحين.