مواجهة القرش خير من قرصنة السفينة .. بقلم : محمد الدويري
08-02-2011 10:38 PM
ما تعرضت اليه الرائدة "عمون" من قرصنة مقصودة لا يختلف عن مشهد معاقبة الام لابنها فقط لانه يعاني من ألأم باطنية ولا يستطيع الصراخ قائلا "آه يا وجعي" فالام تعاملت بهمجية مع وليدها على خلاف الأم الواعية التي تضع يدها على ألمه وتحسن التعامل معه .
الام التي تعي الظروف عليها البحث عن مسببات الألم ومسكناته واكتشاف موطنه وان خدعها حدسها فلا مانع من استشارة الطبيب – هنا نقول الطبيب وليس من يدعي الطب بالشعوذة – ليمنحها الوصفة والدواء للداء واذا لم تتصرف بحكمة واختارت العقاب رغم الجراح فان الألم سيتفاقم وبالتالي ينتشر المرض الذي قد تنتقل عدواه الى الام ذاتها.
ثمة مشكلة في الساحة المحلية وان كانت قديمة متجددة ، هي التعامل مع المعطيات بشكل فردي والنتيجة تصبح عكسية سلبية في ظل تغييب اصحاب الحكمة عن الاستشارة والاستعانة بمن يتجردون من مضمونها ومنهم من لا يجيد سوى مسك القلم بيده والرسم والتخطيط وهو لا يعرف اسماء اصابعه الخمسة، ثم يأتي غيره لا يعجبه المشهد ولا يمتهن سوى المسح بحبر الطمس.
المشهد ليس قاتما بالشكل الذي نخشاه سوى انه مفرغ من الالوان الحقيقية التي تستوجب طبعها في الامكنة المناسبة حتى تكتمل الصورة وتزداد اشراقا ، ولا يمكن للأمر ان يتحقق في ظل إضعاف القوي وتقوية الضعيف وابعاد الحكيم وتقريب نقيضه الذي ينتهي به الأمر بعد الاحتجاجات في البيت يراقب ما اقترفت يداه هو ومن كان على شاكلته الذين تم تحييدهم بعد ان أجادوا "تكسير" البيت الجميل لنبحث بعدئذ عمن يجيد "الترقيع".
ليست المشكلة حاليا في التجرؤ باصدار البيانات هنا وهناك ولا بنشرها او شطبها بعد النشر بقدر ما تتمظهر المشكلة بالظروف التي سمحت باصدارها والتجرؤ بما يحمله مضمونها بسبب البطانة الفاسدة التي استغلت ثقة النظام ، وهنا نقول ان الاردن ليست تونس او مصر ولم يعان يوما أي اردني من الظلم والاستبداد والاستعباد الذي حدث في مثل هاتين الدولتين ونقول ايضا ان الاردنيين لا يقبلون بغير الهاشميين أسيادا على رأس الحكم والتحكم في الامور وبارواحنا نفدي الوطن واجسادنا تتشكل دروعا لاية قلاقل تستهدف الامن وزعزعة النظام الذي لا نرضى تحت كل الظروف بغيره بديلا ، لذا كفى مزاودة على من رضع المواطنة والانتماء وتجذرت في عروقه وتأصلت في فؤاده ، ولنعمل جميعا على استدراك الموقف واستيعاب المحنة ودرء مخاطر السموم الاسرائيلية في هز النظام الذي يرفض تقديم التنازلات ويقف سدا منيعا امام مآرب الوطن البديل بالخيار الاردني ، هذا افضل من رمي كرات النار على النور وشخصنة الامور .
سياسة الكبت لم تعد مجدية و"عمون واخواتها" انما هي جزء من نسيج الوطن وتعرف كيف تتعامل مع مجريات الامور ..فرغم سوء التصرف ولطم الابن بدلا من الدلال ، الا انه لن يكره من اخرجته من رحمها وتلذذ بحليبها لطيب فطرته وكونه مثالا للاصالة فقط ثمة رابط روحي ووجداني ممزوج بالدم الاردني النقي والاصيل فلا ينسلخ عن جلده تحت كل الظروف .
اضاءة شمعة أولى من لعن الظلام....
Dwairim@gmail.com