facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صرخة أردنية تحذر المجتمع الدولي


د. عدنان سعد الزعبي
23-09-2023 01:13 PM

مجموعة حقائق طرحها جلالة الملك في خطابه في الأمم المتحدة بدورته الثامنة والخمسين في النيويورك، حقائق جاءت مدوية لممثلي المجتمع الدولي الذي وجد نفسه قد تخلى عن مسؤولياته الحقيقية في معالجة تحديات البشر ، والتبعات المهولة التي تركتها الصراعات والحروب والطغيان والهيمنة . ففي واقع حال الملايين من اللاجئين ، و ملايين النازحين القابعين في خيم اللجوء . إلى مسؤولية المجتمع الدولي وهيئته ،هيئة الأمم المتحدة . إلى ضمير العالم الذي بدأ يتناسى قضايا ما يزد عن 108 ملايين لاجيء في العالم نصفهم من الأطفال يرزخون تحت طائلة الفقر والجوع والمرض والمعاناة هذا مع معاناتهم في بعدهم عن أوطنهم التي أخرجوا منها عنوة وقسرا .

ما طرحه جلالة الملك في الأمم المتحدة :هو ايقاض لضمير العالم وانقاذ للمسؤولية الدولية، وحث لمؤسسة الأمم المتحدة للقيام بواجبها تجاه مئات الملايين من المهجرين شيبا وشبابا وأطفال ومن الجنسين . صرخة الملك هي رسالة اردنية عالمية جاءت من الواقع المر الذي يعيشه اللاجؤون والظروف الصعبه والاحلام التي كبتت في نفوسهم ، فالامر الصادم في هذه المعادلة أن مؤسسات الإغاثة الدولية تعلن تراجع المساعدات لهؤلاء اللاجئين وللدول المستضيفة للاجئين التي تتحمل الأعباء فوق اعبائها كما هو الحال بالأردن ، ولبنان وفلسطين ..الخ فالاردن الذي دفعته ثوابته ومبادئه ومسؤوليته الدينية و القومية والإنسانية ، من أن يفتح صدره للاشقاء العرب الذي دفعتهم المحن لأن ينجوا اليه , رغم كل المعاناة والتحديات والظروف الصعبة التي يعيشها وعلى مختلف الصعد.

جلالة الملك ، يضع العالم بأسره بحقيقة دوره في العمل الجاد والسريع لمعالجة مشاكل اللاجئين ، فلا يعقل أن تتوالى الأجيال والاجيال التي ولدت خارج أوطانها ولا تعرف في الدنيا غير البلدان المستضيفة ، وليكتب عليها المعانات واستحالة النهوض والتنمية وتحقيق الاحلام والامال ، حق ضمنته الشرائع السماوية المواثيق الأممية ، فالاساس أن تكون هناك نهاية لعملية التهجير ولا بدة من العودة حتى يرسم هؤلاء طريق حياتهم ويبنون احلامهم ويشقون طريقا لمسيرتهم في أوطانهم فأجيال وأجيال من الذين ولدوا في بلدان اللجوء ، أوحتى المحرومين من حقوقهم في بلد النزوح كما هو الحال بالاخوة الفلسطينيون في الداخل يفقدون تطلعاتهم ، ويحرمون من مجرد التفكير بمستقبلهم امام طغيان الحكم المتغطرس والظالم في إسرائيل . ، فنهاية اللجوء والنزوح هو العودة ولا بد من أن يكون العالم جاد في تحقيق هذه المشكلة المتصاعدة . على إعتبار أن مستقبل اللاجئين في أوطانهم كما اعلنها جلالة الملك وليس في البلدان المستضيفة.

حديث الملك هو حديث الموجوع المتأسف المحذر للمجتمع الدولي من عواقب كارث قادمة أساسها هذا التناسي والتراجع عن المسؤوليات الدولية وإرادتها ودورها في معالجة تحديات ومشاكل البشر خاصة في منطقة الشرق الأوسط وعدم قدرتها على فرض ارادتها في تنفيذ حتى قراراتها التي أصدرها بنفسه ، ، فتجربة أروبا مثلا مع اللاجئين تجربة مأسوف عليها حيث الاستجابة لا تليق بالمجتمع المتمدن الحضاري الإنساني ، ليتركو البلدان المجاورة ورغم أوضاعها الصعبة تتحمل بدلا من المجتمع الدولي كل آثار الهجرات وتبعاتها . فقرار مجلس الأمن رقم 2254 المتعلق باللاجئين السوريين يجب أن يكون أساس الحل السياسي في سوريا ، والقرارات الأممية بخصوص فلسطين وخاصة قرار 242 ما زالت تنتظر النية والإرادة الصادقة في التعامل مع القضايا المرهقة للمنطقة والعالم بأسره نهج الخطوة بخطوة الذي اقترحه الأردن لمعالجة القضيةالسورية وعودة اللاجئين يعتبرطريقا للتعامل مع الحكومة السورية، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، حيث خارطة طريق لحل الأزمة تدريجيا والتعامل مع جميع عواقبها.

والحقيقة الأخرى التي بينها الملك أن البلدان المستضيفة أصبحت غير قادرة على الاستمرار في تقديم الخدمات الكريمة لتلك الاعداد الكبيرة من اللاجئين ومثالنا الأردن الذي تحمل، وتحمل شعبه شتى صنوف التحديات في سبيل تأمين العيش الكريم للاجئين ، فالاردن يستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجيء رغم تحدياته الاقتصادية والمائية الصعبة، فالأردن من اكثر دول العالم فقرا بالمياه ، ويعاني من قلة حصة الفرة الأردني فكيف، هو الحال بوجود اللاجئين ؟ و تبعات التغيرات المناخية التي ضاعفت من التحدياتناهيكم عن تحديات الطاقة وغيرها .

والأردن يستضيف ما يزيد عن 3.5 مليون لاجيء منهم 1.4 من الاخوة السوريون ، الذين قدموا للاردن بالتدريج منذ عام 2011 وهذا الرقم المهول ، يتطلب خطط استراتيجية كبرى لاعادة رسم الاحتياجات ضمن إطار الإمكانات المتواضعة مما زاد الضغط على الموارد وفاقم كل التحديات .

نحن نعلم كما قال جلالة الملك أن الوضع في داخل سوريا صعب كما هو الحال في فلسطين ولكن هذا لا يعني اكتفاء المجتمع الدولي بالمشاهدة والانتظار ، ولا بد من معالجة هذه القضايا قبل أن تتولد كوارث اعظم مما شاهدناها فتعرض المنطقة كلها للفوضى .
والحقيقة الأخرى أن نداءات الملك وصرخته في البيت العالمي للمجتمع الدولي هي سلوكيات إنسانية ، ووتصرفات مسؤوله ، وضمير حي للتعامل مع القضايا . وهنا لا بد من القول بأن الأردن هو الأولى بالحديث عن هذا الموضوع وله شرعيته ، التي بناها منذ تأسيس الدولة كونه من الدول الوحيدة التي تعاملت من الهجرات بروحها المسؤولة والإنسانية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :