facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهجرة وهروب الكفاءات: تحديات وفرص تواجه البلاد


عبدالله ابوعلي
03-10-2023 11:40 AM

تعتبر هجرة الكفاءات من الأردن إلى خارج البلاد قضية ذات أهمية بالغة، حيث تمثل تحديًا يجب أن نفهمه ونتعامل معه بشكل شامل ومستدام، تمتد تداعيات هذه الظاهرة بعيدًا عن الجوانب الاقتصادية إلى مجالات العلم والتعليم والتنمية مما يفرض علينا تقديم نقاش مستفيض حول ما يحفز وراء هجرة الكفاءات وكيفية تحقيق التوازن بين الفوائد والتحديات.

بدأت هجرة الكفاءات من الأردن تجاوز الأطر الجغرافية لتصبح ظاهرة عالمية، حيث يتجه العديد من الأردنيين المؤهلين إلى دول أخرى بحثًا عن فرص عمل وتعليم أفضل وتلعب التحديات الاقتصادية والبيئية دورًا هامًا في دفع هؤلاء الأفراد لاتخاذ هذه الخطوة الصعبة، حيث يسعون لضمان مستقبل أفضل لأنفسهم وأسرهم.

من الواضح أن هجرة الكفاءات تترك أثرًا على مختلف القطاعات في الأردن، بدءًا من القطاع الصحي والتعليمي وصولًا إلى القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية ففقدان هذه الكفاءات يمكن أن يؤدي إلى نقص في المهارات والخبرات المحلية، مما يؤثر سلبًا على قدرة البلاد على تحقيق التنمية المستدامة..

يعزى هروب الكفاءات إلى عدة عوامل، منها البحث عن فرص عمل أفضل وظروف حياة أكثر استقرارًا، تؤثر الظروف الاقتصادية والاجتماعية غير الملائمة في البلاد على اتخاذ قرارات الهجرة حيث يبحث الأفراد عن بيئة أفضل توفر لهم فرصًا أكبر للتطوير والازدهار.

على الرغم من التحديات التي تواجهها البلاد جراء فقدان الكفاءات، يمكن أن يكون لهذه الظاهرة أيضًا تأثيرات إيجابية فيمكن أن يسهم هروب الكفاءات في تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا بين البلدان، مما يساعد على تطوير القطاعات المختلفة وزيادة التنافسية العالمية.

من أجل التعامل مع هذا التحدي، يجب على الحكومة الأردنية اتخاذ سياسات واضحة تهدف إلى جذب الكفاءات والاحتفاظ بها، من خلال توفير بيئة ملائمة للعمل والتعليم والبحث العلمي ويجب أيضًا تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية والمنظمات ذات الصلة لتبادل الخبرات وتطوير برامج لتدريب الشباب وتوجيههم نحو تخصصات ذات أهمية استراتيجية بالإضافة إلى تطوير فرص العمل وتحسين ظروف الحياة ويجب أيضًا تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استفادة البلاد من الكفاءات المحلية.

إلى جانب التحديات، تفتح هجرة الكفاءات الأبواب أمام فرص عديدة يمكن للأردن أن يستفيد من اتصالات المغتربين في خارج البلاد لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي مع دول أخرى على سبيل المثال، يمكن أن تساهم الشبكات العالمية التي يقوم بها الأردنيون في تبادل المعرفة والتكنولوجيا، مما يساعد في تطوير القطاعات المختلفة.

على الجانب الحكومي، يجب أن تعمل السلطات الأردنية على وضع استراتيجيات شاملة لإدارة هجرة الكفاءات يجب أن تشجع على تطوير برامج تعليمية وتدريبية مستدامة توفر للشبان الأردنيين المهارات والخبرات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح في سوق العمل الدولي

يمكن أن تختلف اسباب الهجرة من مجتمع لآخر، إلا أن هناك عدة مشكلات تكرر ظهورها بشكل شائع وتؤثر على قرار الشباب بالهجرة ومن بين هذه المشكلات:

1.بطالة وفرص العمل المحدودة:
قلة فرص العمل والبطالة تجعل الشباب يبحثون عن فرص أفضل في الخارج حيث يأملون في العثور على وظائف تناسب مهاراتهم وتلبي احتياجاتهم المالية.

2.نقص التعليم والتدريب:
عدم وجود فرص تعليمية وتدريبية كافية في بلدهم يمكن أن يدفع الشباب للبحث عن تعليم وتدريب في الخارج حتى يكتسبوا المهارات التي يحتاجونها لسوق العمل.

3.البحث عن تحسين الجودة المعيشية:
البحث عن حياة أفضل وفرص أكبر للنجاح والتطوير المهني يمكن أن يشجع الشباب على اتخاذ قرار الهجرة.

4.عوامل شخصية:
تتضمن عوامل مثل الرغبة في التجربة والاستكشاف، الهروب من الروتين والملل، والتعرف على ثقافات جديدة.

5.قيود الحريات الشخصية والتنمية المهنية:
تقييدات على حريات الرأي والتعبير وعدم توفير بيئة تسمح بالتطوير المهني يمكن أن يدفع الشباب للتفكير في الهجرة للعيش والعمل في بيئة أكثر حرية.

لاشك أن هذه المشكلات وعوامل أخرى تؤثر بشكل متشابك في قرار الشباب بالهجرة من أجل مواجهة هذه التحديات، تحتاج الحكومات والمجتمعات إلى تبني سياسات شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية والاقتصادية والتعليمية، وتعزيز الفرص الاقتصادية والتوظيف، وتعزيز الحريات الشخصية والمهنية.

وهنا سنتحدث عن حلول تستند إلى أفضل الممارسات للتعامل مع مشكلة الهجرة وهروب الكفاءات:

1.تحسين البيئة التعليمية والتدريبية:
يجب أن يكون هناك اهتمام كبير بتعزيز جودة التعليم وتوفير فرص تدريبية مهنية في البلاد يمكن أن تشمل هذه الجهود تحسين المدارس والجامعات، وتقديم برامج تدريبية ملائمة لاحتياجات سوق العمل.

2.تعزيز البنية التحتية الاقتصادية:
يجب على الحكومات الاستثمار في تطوير البنية التحتية الاقتصادية والتكنولوجية، بما في ذلك توفير بيئة مناسبة للابتكار والاستثمار. هذا يمكن أن يسهم في خلق فرص عمل متنوعة وجذابة للكفاءات المحلية.

3.تعزيز البيئة الريادية والاستثمارية:
يجب تسهيل إجراءات إنشاء الأعمال وتشجيع روح ريادة الأعمال من خلال دعم الشركات الناشئة وتوفير المزيد من الفرص للابتكار والاستثمار، يمكن أن تكون البلاد مكانًا يجذب فيه الشباب المبدع والكفاءات.

4.تطوير برامج تبادل المعرفة والتكنولوجيا:
يمكن تعزيز التعاون الدولي من خلال برامج تبادل المعرفة والخبرات بين البلاد والشركاء الدوليين، فهذا يمكن أن يشجع على تدفق المعرفة والتكنولوجيا ويعزز من فرص التعلم المستمر.

5.تعزيز سياسات الاستقرار والتنمية:
يجب أن تعمل الحكومات على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي من خلال تنفيذ سياسات فعالة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة بالإضافة إلى ذلك، يجب تقديم دعم للقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والزراعة لضمان توفير فرص حقيقية للشباب داخل البلاد.

هذه الحلول تشكل نهجًا متكاملًا يستهدف تحسين البيئة الداخلية وتقديم فرص مشجعة للشباب والكفاءات ومن المهم أن تتعاون الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني معًا لتنفيذ هذه الحلول وضمان تحقيق التنمية المستدامة واستدامة الكفاءات في البلاد.

في الختام، تظهر الهجرة وهروب الكفاءات كتحدٍ يتطلب تدابير واضحة وجادة للتعامل معه من خلال استغلال الفرص والتحسينات التي يمكن أن تجلبها معها هذه الظاهرة، ويمكن للبلاد أن تحقق تطورًا وتقدمًا في مختلف المجالات، مع الحفاظ على كفاءاتها وجذب مزيد من الكفاءات لتعزيز التنمية المستدامة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :