facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"سيمونيان" لم توفق بإقتراحها النووي .. كيف؟


د.حسام العتوم
05-10-2023 10:25 AM

صرحت حديثا رئيس تحرير شبكة "RT" التلفزيونية الفضائية و الاذاعية الروسية السيدة مارغريتا سيمونيان بأنها تدعو بلادها روسيا الاتحادية بالقيام بتفجير نووي هيدروجيني في سيبيريا على بعد مئات الكيلو مترات لإرهاب الغرب، وسيكون إنذارا نوويا و مفتاحا لحل الصراع العسكري في أوكرانيا ، لأنهم لن يستسلموا حتى يشعرون بألم شديد " إنتهى الإقتباس " ، ولقد علق دميتري بيسكوف الناطق الرسمي و الإعلامي باسم قصر " الكرملين الرئاسي " على تصريح سيمونيان ، بأن روسيا لم تخرج من معاهدة عدم إستخدام السلاح النووي أولا ، وبأن الدخول بمثل هكذا نقاش غير منطقي ، ونبه بيسكوف على أن سيمونيان لا تعمل في السلطة الروسية الرسمية و لا تمثلها ، " إنتهى الإقتباس " ، و تعليقي الشخصي هنا و الذي لا يتفق بالمطلق مع تصريح الصحفية و الإعلامية الروسية المبدعة و المشهورة -سيمونيان - وهي المعروفة بقربها من سلطة " الكرملين " وبمحبتها للرئيس بوتين و بعشقها الوطني لبلدها روسيا ، هو بأنها إنطلقت في تصريحها من حادثة محاولة إغتيالها في مقر عملها في موسكو الصيف المنصرم 2023، وهو الذي أثر عليها نفسيا كما يتضح .

ومثل هكذا تصريح غير منطقي و غير واقعي وسط ظرف إندلاع حرب روسية - أوكرانية - و مع حلف " الناتو " بالوكالة تقليدية السلاح بسبب رصد موسكو مبكرا لمؤامرة غربية أمريكية أحيكت ضدها عبر الثورات البرتقالية الأوكرانية في عهد الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوجما عام 2007 ، و عبر إنقلاب " كييف " عام 2014 بهدف إجتثاثها من وسط الأراضي الأوكرانية ، و لتقريب حلف " الناتو " نحوها ، ومن خلال نشر أمريكا لمراكز "بيولوجية – كورونية" ضارة بصحة المجتمع السوفيتي السابق و السلافي و في مقدمته الروسي، و بإنتاج قنبلة نووية أوكرانية و غيرها قذرة لتهديد سيادة روسيا وأمنها ، و بواسطة تفجير خط الغاز الروسي " نورد ستريم 2 "، وجسر القرم ، وإغتيال صحفيين روس و أجانب ، والسبب المقابل الذي يتمسك به الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هو حماية سيادة أوكرانيا ، ووحدة أراضيها ، و إخراج ( الإحتلال ) الروسي منها ، دون الأخذ بعين الإعتبار لإتفاقية إنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 التي تمنع الدول المنفكة عن الاتحاد الذهاب إلى تحالفات أجنبية ، و لتاريخ " القرم " الروسي منذ الحرب الروسية – العثمانية الثانية ، و للمادة 751 من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول الدول المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، و لصناديق إقتراع الأقاليم الخمسة ، و هو الذي حصل عندما حركت عمليتها العسكرية الخاصة الإستباقية ، التحريرية ، الدفاعية بيتاريخ 24 / شباط / 2022 .

ربما إعتقدت مارغريتا سيمونيان ، بأن رئيس بلادها روسيا هو ( كيم جونغ أون – رئيس كوريا الشمالية ) المعروف بهيجانه العاطفي بوجه أمريكا ، لكن من يقود روسيا اليوم ومنذ عام 2000 هو الرئيس فلاديمير فلاديميروفيج بوتين ، الفولاذي و الحكيم ، و الذي سبق له أن صرح بأنه لا يرغب بنشر الرعب في العالم بسبب ما تملكه بلاده من قوة نار فوق نووية، تفوق المتوفرة عند حلف "الناتو" ، و هو من سبق له أن عرض على أمريكا بداية تسلمه لسلطاته الدستورية دخول روسيا في الحلف لوضع حد نهائي للحرب الباردة و لسباق التسلح ، لكن الجانب الأمريكي قائد "الناتو" ماطل وقتها، و أفشل الإقتراح ، وخطوة بوتين تلك هي الثانية الحميدة بعد تأسيس الاتحاد السوفيتي بقيادة روسيا الاتحادية ، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ، و بريطانيا للأمم المتحدة لمنع تكرار حرب ثالثة نووية عالمية مدمرة للبشرية و للحضارات بعد تجاوز العالم للحربين العالميتين الأولى و الثانية ، ومهما فعلت أمريكا و معها الغرب من خلال العاصمة الأوكرانية " كييف " ضد نهوض الدولة الروسية – القطب العملاق ، فإن روسيا لن تذهب للخيار العسكري النووي أولا ، ولن تستخدمه إلا إذا ما وجه النووي ضدها من قبل حلف "الناتو" المعادي لها من دون سابق إنذار وفجأة ، وبكل الأحول يبقى الخط الساخن بين روسيا الاتحادية و الغرب الأمريكي هو الضابط للأمن بينهما ولأمن العالم .

لم يخطر على بال الإعلامية الروسية الناجحة سيمونيان بأن تصريحها النووي هذا سيكون له إرتداد إعلامي غربي سلبي في زمن الهيجان الإعلامي الدولي ضد بلادها روسيا بسب دخول حلبة الحرب الأوكرانية ، و الغرب عارف بقوة روسيا النووية الخارقة ، و هو يملك قوة نووية مؤذية موزعة بين ( أمريكا ، و بريطانيا ، و فرنسا ) ، و أي تفجير نووي روسي مقترح سيزيد الطين بلة ، و لن ينهي الحرب ، و الخلاف الغربي و خاصة الأمريكي مع روسيا حاليا هو على تفسير سيادة أوكرانيا دون الأخذ بعين الإعتبار لحركة صناديق الإقتراع في الأقليم الخمسة ( القرم ، لوغانسك ، دونيتسك ، زاباروجا ، خيرسون ) ، و للأحقية التاريخية لروسيا فيهن ، و للتحالف الأوكراني الممثل لكييف مع الغرب و تحديدا مع " الناتو " ، و لإدارة ظهر " كييف " بالكامل لروسيا بعد حصولها على الإستقلال عام 1991 بالتدريج و حتى عام 2014 و حتى اليوم على مستوى محاربة اللغة الروسية ، والفصل الديني عن زعامة الكنيسة الروسية في موسكو ، و على مستوى الاقتصاد و العلاقات الثقافية و الاجتماعية ، و لشروع نظام فلاديمير زيلينسكي بتقديم أوكرانيا هدية على طبق من ذهب للغرب و لحلف " الناتو " ، و روسيا في المقابل متمسكة بزعامة المعسكر الشرقي ، و إلى جانب نجاحها العسكري الملاحظ في الحرب الأوكرانية ، حققت نجاحا هاما على صعيد قيادة عالم متعدد الأقطاب ، يمثل شرق وجنوب العالم ، و لم يعد الغرب الأمريكي الذي يمثل أوحادية القطب يمثل كل العالم .

تخطئ الإعلامية سيمونيان إذا ما قصدت من حيث لا تدري المقارنة بين حادثة قصف الولايات المتحدة الأمريكية نوويا لليابان ، في واقعتي " هيروشيما و ناكازاكي " عام 1945 بهدف وقف الحرب العالمية الثانية ووضع حد نهائي لها، أو إدعائها بذلك، وبين مطالبتها لبلادها روسيا الاتحادية بإجراء تفجير نووي هيدروجيني إستعراضي في سيبيريا لا يبقي على أسباب الحياة هناك، وتكون أثاره ضارة للحياة البشرية في المناطق السيبيرية الواسعة التي تمثل جزءا هاما من مساحة روسيا الدولة و القطب العملاق ، و لإنهاء الحرب الأوكرانية ، و لكي ترفع الرايات البيضاء في "كييف" و عواصم الغرب كافة ، ثمة خيارات يمكن أن تطرح فوق طاولة الصراع الرملية منها ، تغير النظام الأوكراني في "كييف" ذاتيا وعبر صناديق الإقتراع على الأقل ، قبول " كييف " بسلام الأمر الواقع ، بمعنى القبول بدولة " كييف " من دون الأقاليم الخمسة سابقة الذكر هنا ، وإنتظار نتيجة الإنتخابات الرئاسية في موسكو و واشنطن عام 2024 ، وخاصة في واشنطن لأن نتيجتها في موسكو محسومة لصالح بوتين ، ولا يجوز طرح أي خيار له علاقة بحرب عالمية ثالثة مدمرة للكرة الأرضية لا سمح الله ، والعلم يؤكد بأن الأرض حاضنة البشرية فقط، ولا خيار أفضل من السلام الذي يقود للتنمية الشاملة لكل البشرية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :