facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا الهروب من الأسئلة .. ؟


د. محمد القضاة
26-07-2007 03:00 AM

دخل على غير عادته فبادرني قائلاً: أرغب أن أعرف اجابتك، قلت له: عن ماذا؟ قال: عن ثقافة بعض الأساتذة والعمداء ورؤساء الاقسام؟ قلت: حدد سؤالك حتى أعرف ماذا تريد؟ قال: أدخل مع بعض الأساتذة في نقاشات جادة وأطرح أسئلة كثيرة، فتكون الإجابة بكير عليك هذه الأسئلة، وبعضهم لا يرغب سماع السؤال، وبعضهم يقمع رأيك مباشرة، وأمام هذه النماذج ثار سؤالي وقلت علّي أن أذهب إليك، فها أنت أمامي، فمن أي صنف أنت؟هل تسمعني، وتجيب عن أسئلتي أم أمضي؟ قلت : اجلس واسأل ما تريد، فأنا موجود لهذا الغرض، وواجبي أن أقف معك وأدفعك إلى الأمام، وأقدم لك المعرفة والكلمة التي تبني وترفع من سوية الإنسان، وبعد أن اطمأن ، قال: أنا أستغرب أن بعض الأساتذة يرفضون الخروج عن نص المحاضرة، ولا يقبلون أسئلة خارج هذا الاطار، وقلت له: المحاضر يلتزم خطة مرسومة وعليه أن ينفذها بحذافيرها ولا يعقل أن ينتهي الفصل الدراسي دون إتمام خطة المساق، لكنه اشتاط حماسة وغضباً فقال من فوره: وماذا تقول للعميد أو رئيس القسم الذي وجد لأجلنا ؟ لا يقبلون الحوار ولا يسمعون الرأي،الجامعة وضعتهم لخدمة الطلبة لا (للبرستيج) ولا حتى يقال عنه العميد الفلاني او غيره، حينها أدركت مغزى السؤال، وقلت له: ليس كل الذين تقابلهم من هذا الصنف، فهناك من يفتحون عقولهم وقلوبهم وفكرهم لك ولامثالك، غير أن القلة التي تقصدها بالكاد تعرف واجباتها تجاه نفسها، ولذلك، عليك أن تختار من تشعر أنهم يملكون منظومة فكرية وثقافية وكاريزما واضحة في شخصياتهم، لأنهم الأقدر على فتح أبواب الحوار مع الطلبة وأقرانهم، وانتهى الحوار بالإجابة عن التساؤلات كلها.

وبعد أن مضى تأملت مشهد الحوار لبعض المقصودين بسؤاله فوجدت أنهم بالكاد يطالعون صحيفة، وهم يعتقدون أنهم ختموا العلم والثقافة ،وهؤلاء الشباب بنظرهم حالمون وسطحيون ولا ينبغي أن ينظر إليهم، ولذلك، فالمسؤولية الإخلاقية تحتم على الأساتذة والعمداء ورؤساء الأقسام وغيرهم أن يلتفتوا إلى هذه المسألة المهمة في حياة الشباب، لأن صناعة الجيل الشاب واعدادهم وتنمية قدراتهم والأخذ بيدهم مسؤوليتنا جميعاً، ومسؤولية عمداء شؤون الطلبة خاصة لأنهم أكثر الأساتذة ارتباطاً بالطلبة، وعلمهم وتخصصاتهم قد لا تشفع لهم أمام تساؤلات طلبتهم، وعليهم الإلمام بالثقافة وخاصة الثقافة الأدبية واللغوية وهي لازمة لسلامة اللسان وصحة الأداء فضلاً عن أثرها في الطلبة، والأدب بشعره ونثره وأمثاله مهم لتجويد الأساليب ولنتذكر الحديث النبوي الشريف إن من البيان سحراً وأن من الشعر لحكماً ولا يقتصر الأمر على الأدب فلا بد من الإلمام بالثقافة العلمية وعلم النفس والاجتماع والفلسفة والأخلاق والثقافة المستمدة من واقع الحياة وما يفكر به الطلبة في بيئتهم الجامعية وتطلعاتهم اليومية تجاه جامعاتهم ووطنهم وأمتهم ،ولنعرف طبيعة طلبتنا وليكن وعينا بأحلامهم وأفكارهم وتساؤلاتهم صونا لجامعاتنا ووطننا، ولنفتح لهم قلوبنا وعقولنا ونتحمل أسئلتهم ونقدهم، إذ ليس معقولاً أن نطلب منهم أن يعرفوا أصول الحوار ونحن نهرب من أسئلتهم ،نعم لنعمل بجد واخلاص لإيجاد جيل من المثقفين الشباب فهم أمانة في اعناق أساتذتهم وجامعاتهم.

mohamadq@yahoo.com








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :