facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تعالجوا الحمّى فقط .. عالجوا الفيروس


د. بسام الساكت
09-10-2023 11:54 AM

امام مشاهد الازمة الانسانية اليوم والممتدة من عقود في فلسطين، من قتل ورعب للاطفال والنساء والدمار والدماء والحصار ومصادرة الارض والسجون والتعذيب والخوف من الحاضر القائم، ومن أعظم منه مستقبلا–إذا استمرت الاسباب–هي مشاهد ولحظات تأمل وسؤال يثار حول التصرف الانساني. هل خلقنا الله تعالى لنقتل بعضنا منذ آدم وقابيل وهابيل؟الجواب واضح بقوله تعالى::» وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون..».إن خروج الفرد او الدول على هذه البوصلة الربّانية هو مآخذ. ولله في محاسبة خلقه شؤون.

عدت بذاكرتي الى لقاء ترأّسه المرحوم د.كامل ابو جابر بحضور المرحوم د.عبد السلام المجالي رئيس جمعية الشؤون الدولية، إذ جمعنا بحضور الملك المرحوم الحسين، يوم ان ارسل الرئيس صدام حسين صاروخا الى إسرائيل مهددا. فلم يحدث ذلك دمارا، لكنه القى ضوءا على حسابات عسكرية استراتيجيه، لم اتردد في توضيحه امام الملك: سيدي: نحن لسنا مع الحروب ؛وإن صاروخ العراق قد عبر سماء الصحراء ونحو إسرائيل ؛فتجاوز الجبال والجغرافيا والجيوش على الارض، ولم يقف مانعا له احد: لقد شرخ الاستراتيجية العسكرية وادعاء المحتل الاسرائيلي أمام الغرب،?ان الجغرافيا والحدود والجبال في وادي الاردن والجولان وجنوب لبنان تعطي إسرائيل المنعة والامان. فكيف لو ان فلسطينيي من الاراضي المحتلة او اي شخص تمكن من صناعة «قنبلة تكتيكية » ليلقيها على تجمعات سكانية، وعن قرب للاراضي المحتلة؟، ماذا ستكون النتيجة–كارثية طبعا. وكررت ذلك المثال في حضور لقاءات عربية واقليمية ودولية. وكانت مقولة انهاء الاحتلال وحسن الجوار هي المناعة، التي تجلب الامن لا الجبال والاحتلال والجغرافيا والقوة العسكرية،والدعم الدولي.

ما حصل بالامس في غزة هو مشهد منبه للتكرار.صواريخ واجهزة ومعدات لا مانع جغرافيا ولا عسكريا. إنها مشهد وتجربة وصافرة لكل محتل لاراضي الغير، في منطقتنا، وابعد.ولقد استمعت للردود الدولية الغربية على ما قام به فلسطينيون من غزة.من ادانة للقتل المدني والعسكري واسر مدنيين، واستغراب غربي وتساؤل كبير وكثير عن المباغتة للجيش والاستخبارات الاسرائيلية. ووجدت القليل يتكلم بحكمة وحياد ايجابي، ومنهم سياسيون سابقون كرئيس وزراء إسرائيل السابق اولمرت وغيره. فهم لا يتفقون مع سياسة الادارة الاسرائيلية الحالية ؛ فأشار بوعيٍ الى?إهمال الادارات الاسرائيلية لوجود الفلسطينيين وحقوقهم. فالفلسطينيون مهملون في المعادلة؛ والاحتلال العسكري كابوس ؛. والغرب الرسمي سبق واحل للشعوب المحتلة اراضيها، مقاومته. فهو حق لها في اوروبا وآسيا وفي فرنسا واكرانيا وفي كل مكان، إلا في فلسطين !؛ فمقاومته والمطالبة بإزالة الاحتلال وبالحرية وحقوق الانسان تعد عندهم عمليا اليوم، وللاسف، تطرفاً ؛ متغافلين ومغفلين تعنت العسكر والمتطرفين الاسرائيليين وإغفال نصح المعتدلين في الجوار كالاردن، والنواميس الدولية ؛ وحتى لو ان هدف حماس من هجومهم، كما يُدَّعَى، هو لفت ال?ظر اليهم ليدخلوا معادلة الحوار–فلماذا لا يكون ذلك هو مدخل للحوار، فالفلسطينيون هم مركز القضية وهم لم ينهزموا من الداخل؟ فقضيتهم حية في نفوس الاجيال. ومن يزرع ويغذي العنف والتطرف في المنطقة، هم امثال حكومة نتانياهو ؛

وإذا ما كانت ايران الخصم الملهبة للعنف، فلماذا لا تقطع الطريق عليها بحسن الجوار مع الفلسطينيين بدلا من تأجيج العنف والعدوان؟ ان الادارة الاسرائيلية الحالية اليمينية المتمددة الاطماع والمتعصبة المتطرفة، تجد في الحدث والعنف وسيلة لتوجيه الانظار بعيدا عن مأزقها الداخلي في الحكم، وفي خلافها مع الاحزاب والشارع المدني وتدخلها في تعيين القضاة،وميزان العدل بعيدا عن الاستقلالية، واطالة عمرها، وإرضاء المتطرفين بمصادرة الاراضي الفلسطينية والاعتداء على مقدسات العرب والمسلمين ؛ وتكريس بل تجذير اكثر للكراهية البينية ؛

إن الدمار لم يعد عسكريا عسكريا، لقد تحوّر باتجاه اكبر نحو دمار مدني مدني ؛ ولا شك ان موقف الاردن شفاف مخلص في وصفه الاحداث وممارسات الاحتلال التراكمية المناقضة للاتفاقات، بأنها اعتداء على الحرية وتقرير المصير وحل الدولتين الذي ينادي به جلالة الملك عبدالله والاردن والمجمع عليه دولياً، واعتداء على المقدسات العربية والاسلامية، وفيها تغذية للتطرف بشتى اشكاله ؛ بل تعدى ذلك، ففي استمرار تجاهل الشعب الفلسطيني وحقوقه واحتلال اراضيه وحصاره، والعنف عليه، هو مغامرة متطرفة على الاستقرار والامن البيني والاقليمي، وتعدٍ?على القيم الانسانية والروحية، والشرائع الدولية. وختاما اقول لمن يحترم قيمة الانسان: لا تعالجوا الحمى فقط، فهي إفراز ؛ بل عالجوا ڤايروس الاحتلال.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :