facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دَرْس فِلِسطيني في الكرامة


د. لينا جزراوي
12-10-2023 01:30 PM

كثيرة هي الرسائِل التي أراد طوفان الاقصى توصيلها للعالم ، وعميقة دروس غزّة اليوم ، لقد اعاد هذا الطّوفان الغزاوي الدّماء الى شراييننا ، ونحن نشهد بطولة أسودِه في القِتال وجها لوجه وعلى الأرض من أجل دَحْرِ المُحتّل الصهيوني البربري ، ومع كل الأمل الذي بعثه طوفان الأقصى في الوجدان العربي ، فإن الثّمن الذي يدفعه الغزاويّون لا يُقدّر بثمن .

قلبي مع كل فلسطيني يعيش اليوم تحت نَير الاحتلال وغلّه ووحشيّته، روحي مع كل امرأة وطفل وشاب وصبية ورجل في غزّة ، لكني واحدة من ملايين الفلسطينيين الذين يُتابعون عن بُعد ما يجري ، وأخجل من عجزي عن تقديم ما هو أكثر من التعاطف ، والدّعوات ، والكِتابة .

لكن ما بعث في نفسي الأمل هو الشّعور العربي الموحّد الذّي خرج من تحتِ عباءات الأنظِمة المُتخاذلة ، هذا الشعور الذّي عبّر عنه الفلسطيني في كلّ مكان ، فليس الفلسطيني من يعيش في فلسطين فقط؛ بل هو من يحمِل فلسطين معه أينما حلّ ، وأينَما سكن، لقد أثبت طوفان الأقصى أن السوري فلسطيني ، والأردني فلسطيني ، واللبناني فلسطيني ، والمصري، واليمني ، والليبي ، والتونسي، والمغربي، والجزائري والكويتي والسعودي ، كلهم لا يعيشون في فلسطين لكن فلسطين تعيش فيهم .

إنّ عمليّة طوفان الأقصى أحيَت الأمل لدى ملايين الفلسطينيين في دول الشتات والمنافي والمخيمات بالعودة ، وأسقطت أسطورة الصهاينة : "بأن الكِبار سَيموتون والصّغار سَينسَوْن" فلا تعتقدوا حتّى في أحلامكم أن الفلسطيني ينسى فلسطين ، فهو لا يموت إلّا وقدّ سقى أطفاله حُبّ فلسطين وجرّعهم حُلم العودة لأرض أجداده مع حليب أمّهاتهم .

أمام الواقع العربي المهزوم الذّي نعيش لم يَعُد ثمّة مناص من صِناعة الإنتِصار ، فليَلعَنْ الفلسطيني ضوء الشّمعة الّتي عاش عليها لتُضيىء الظّلام العربي الحالِك ويخرُج لاكتِشاف مَنبع الشّمس ومَصدر الضّوء ، فالذّاكرة الفلسطينيّة اليوم تُؤدِّب العالم وتُعلّمه دروسًا في الكرامة، نحن محكومون بالأمل ، وبالصّبر ، وموعودون بالنّصر .

لأنّ: " فلسطين عربيّة من البحر الى النّهر" هكذا خبّرني العَندليب .

نحبكم يا أهل غزة، ونعتذر منكم عن عجزنا..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :